الاحد 23 مارس 2025 | 07:14 مساءً

ارتفاع أسعار القهوة عالميًا بنسبة 60%.. ما الأسباب والتوقعات المستقبلية؟
شهدت أسعار القهوة العالمية قفزة كبيرة بنسبة 60% خلال الأشهر الستة الماضية، حيث سجلت حبوب الأرابيكا مستويات قياسية لم تشهدها الأسواق منذ نصف قرن. هذا الارتفاع الملحوظ أثار مخاوف بشأن تأثيره على سلاسل المقاهي الكبرى مثل ستاربكس وتيم هورتنز، التي قد تضطر إلى رفع أسعار المشروبات أو إعادة هيكلة استراتيجيات التسعير للحفاظ على هوامش الربح.
محللون: الأسعار ستظل مرتفعة على المدى الطويل
وفقًا لتقرير نشره موقع "إنفستنج" الأمريكي، يتوقع خبراء شركة بيرنشتاين للأبحاث المالية أن تبقى أسعار القهوة مرتفعة مقارنة بالمتوسطات التاريخية خلال السنوات القادمة. ويعزو المحللون ذلك إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والمناخية التي تؤثر بشكل مباشر على إنتاج القهوة عالميًا.
أزمة الإنتاج.. البرازيل وفيتنام الأكثر تأثرًا
تعد البرازيل المنتج الأكبر لحبوب القهوة، حيث تساهم بنحو 40% من إجمالي الإنتاج العالمي. ومع ذلك، واجهت البلاد تحديات مناخية قاسية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، ما أثر سلبًا على إنتاج المحاصيل.
وفي فيتنام، التي تعد ثاني أكبر منتج عالمي، أدى اضطراب الطقس إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 20% خلال عام 2024، بينما شهدت إندونيسيا تراجعًا بلغ 16% خلال الفترة نفسها، مما أسهم في تقليص المعروض العالمي من القهوة.
تراجع المخزون وارتفاع الطلب يعمقان الأزمة
إلى جانب الأزمات المناخية، تسبب انخفاض المخزون العالمي بنسبة 20% في تفاقم أزمة الأسعار، في ظل استمرار ارتفاع استهلاك القهوة عالميًا بمعدل نمو سنوي يبلغ حوالي 2%.
هل ترتفع الأسعار أكثر؟
يرى المحللون أن الأسعار الحالية المرتفعة قد تشجع المزارعين على زيادة الإنتاج في الموسم القادم، مما قد يساهم في استقرار الأسعار نسبيًا. لكن في الوقت ذاته، تؤثر عوامل أخرى مثل القوانين البيئية الأكثر صرامة بشأن إزالة الغابات وارتفاع تكاليف العمالة والإنتاج على مستقبل سوق القهوة.
تأثير التشريعات البيئية على سوق القهوة
مع سعي الحكومات للحد من إزالة الغابات، باتت القوانين الجديدة تفرض قيودًا أكبر على زراعة القهوة، مما قد يؤدي إلى تقليص المساحات الصالحة للزراعة وزيادة التكاليف التشغيلية للمزارعين.
0 تعليق