قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، إن المزيد من الدول ستنضم إلى اتفاقات إبراهيم، في إشارة إلى سلسلة اتفاقيات التطبيع التي تم التوقيع عليها بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في عهده، مؤكدًا أن المسار لا يزال مفتوحًا أمام توسع هذه الاتفاقات رغم الحرب الجارية في غزة.
جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأميركي في البيت الأبيض، حيث شدد ترامب على أن هناك دولاً عربية وإسلامية أبدت اهتمامًا بالانضمام إلى الاتفاقات، ملمحًا إلى أن جهود الإدارة الحالية تسير في هذا الاتجاه.
السعودية على الرادار رغم أجواء الحرب
وفي تعليق لافت، أشار البيت الأبيض إلى أن السعودية لا تزال تُعتبر من أبرز الدول المرشحة للانضمام إلى اتفاقات إبراهيم، رغم "التحفظات الحالية بسبب حرب غزة"، حسب وصف البيان.
وتُعد المملكة العربية السعودية اللاعب الأكثر تأثيرًا في المشهد العربي والإسلامي، وانضمامها المحتمل للاتفاقات سيمثل تحولًا جذريًا في شكل العلاقات الإقليمية مع إسرائيل. ومع ذلك، تُبدي الرياض تحفظات شديدة بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي في القطاع، والضغط الشعبي العربي الرافض لأي تطبيع في ظل استمرار الاحتلال.
ترامب: نحن على وشك توقيع اتفاق للمعادن النادرة
وفي جانب اقتصادي من تصريحاته، أعلن ترامب أن إدارته توصلت إلى اتفاق اقتصادي جديد يتعلق بالمعادن النادرة، وهو قطاع استراتيجي يشهد تنافسًا عالميًا حادًا، خاصة بين الولايات المتحدة والصين.
وقال ترامب:
"نحن نقترب من توقيع اتفاق كبير للمعادن النادرة. سيُعلن عنه قريبًا وسيفتح أبوابًا جديدة للولايات المتحدة في مجال الموارد الحيوية."
ويُعتبر هذا الاتفاق بمثابة خطوة لتعزيز أمن سلاسل الإمداد الأميركية، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا الفائقة والطاقة المتجددة، التي تعتمد بشكل كبير على هذه المعادن.
اتفاقات إبراهيم.. من التطبيع إلى إعادة التقييم؟
تمثل تصريحات ترامب عودة إلى الواجهة لملف اتفاقات إبراهيم، التي وقّعت عام 2020 بين إسرائيل وكل من الإمارات، البحرين، المغرب، والسودان، في إطار جهود أميركية لتطبيع العلاقات العربية – الإسرائيلية.
إلا أن الحرب في غزة التي اندلعت في أكتوبر 2023 أعادت تقييم هذه الاتفاقات، حيث توقفت بعض المحادثات الإضافية مع دول جديدة، وأثارت موجة انتقادات داخل المجتمعات العربية حول مدى جدوى هذه الخطوة في ظل استمرار الاحتلال والانتهاكات في الأراضي الفلسطينية.
برغم السياق الإقليمي المعقد، يرى مراقبون أن عودة ترامب المحتملة إلى المشهد السياسي قد تعيد الدفع مجددًا بمسار التطبيع الإقليمي من زاوية اقتصادية وأمنية، لا سيما مع ربطه بين المكاسب الاقتصادية وصفقات الموارد الاستراتيجية وبين إعادة تشكيل العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
0 تعليق