مع حلول عيد الفطر، تتحول الأسواق المغربية إلى قبلة للراغبين في اقتناء الأزياء التقليدية، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من طقوس العيد لدى المغاربة. فالجلباب الرجالي والقفطان النسائي و”الجلابة المطرزة” كلها خيارات تحظى بشعبية واسعة، ليس فقط لرمزيتها الثقافية، ولكن أيضًا لما تضفيه من أجواء احتفالية تعكس الهوية المغربية العريقة.
ويساهم هذا التقليد في تحريك عجلة الاقتصاد والحركة التجارية في الأسواق، خاصة بالنسبة للصناع التقليديين والتجار الذين يعتمدون على هذه الفترة لتحقيق مداخيل مهمة ومتزايدة عن باقي فترات السنة.
ولم يقتصر الإقبال على المتاجر التقليدية فحسب، بل شهدت المتاجر الإلكترونية ومنصات البيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا ارتفاعًا في الطلب على القفاطين والجلابيب، حيث يفضل بعض الزبائن التسوق عن بُعد لتفادي زحام الأسواق.
وفي تصريح لهسبريس، قال الحاج مصطفى، تاجر أزياء تقليدية في المدينة القديمة للرباط، إن عيد الفطر هو الموسم الأهم بالنسبة للتجار، فالطلب يرتفع بشكل كبير خلال الأسبوع الأخير من رمضان، وتحرص الأسر المغربية على ارتداء اللباس التقليدي، سواء للكبار أو الأطفال، مما ينعش التجارة بشكل كبير ويزيد المدخول.
وأضاف الحاج مصطفى أنه رغم التطور الذي باتت تعرفه التجارة الإلكترونية، إلا أن هناك مجموعة من الزبائن الأوفياء الذين يحرصون على النزول إلى الأسواق خلال الأعياد من أجل اقتناء الملابس التقليدية لهم ولأسرهم، تخليدًا لتقاليد تميز المجتمع المغربي توارثوها عن أجدادهم.
وأبرز المتحدث ذاته أن الأسعار تختلف حسب جودة القطع المعروضة من ناحية القماش والتصميم ونوع الخياطة، إذ يمكن العثور على جلابيب بسيطة بأسعار تبدأ من 150 درهمًا، في حين إن الجلابيب الفاخرة أو القفاطين المطرزة يدويًا قد تصل إلى 5000 درهم وأكثر.
وذكر أن محلات بيع الإكسسوارات التقليدية، مثل الأحذية التقليدية “البلاغي” والأحزمة المطرزة، تعرف هي الأخرى إقبالا ملحوظا، إذ تسعى الأسر إلى الظهور بأجمل حلّة خلال زيارات العيد العائلية.
من جهتها، قالت سميرة، مصممة أزياء وخياطة ملابس تقليدية، إن عيد الفطر هو الموسم الأهم بالنسبة لها أيضًا، لأن الطلب يرتفع بشكل كبير خلال الأسبوع الأخير من رمضان، نظرا لحرص الأسر المغربية على ارتداء اللباس التقليدي، سواء للكبار أو الأطفال، مما ينعش تجارتها بشكل كبير.
وأبرزت سميرة، في تصريح لهسبريس، أن هناك فئات مختلفة من الزبائن؛ فالبعض يبحث عن الجودة مهما كان الثمن، بينما يفضل آخرون اقتناء ملابس بأسعار معقولة تتناسب مع إمكانياتهم.
وأشارت المتحدثة إلى أن ارتداء الأزياء التقليدية في عيد الفطر عادة متجذرة في المجتمع المغربي، تعكس التمسك بالعادات والتقاليد، وتمنح المناسبة طابعا احتفاليا مميزا، موردة أنه رغم تأثر بعض العادات بمتغيرات العصر، إلا أن هذا التقليد يواصل الصمود، مدعوما برغبة الأجيال الجديدة في الحفاظ على الهوية المغربية بطريقة متجددة تتماشى مع العصر.
ومع كل عيد ومناسبة دينية، يتجدد العهد مع الأناقة المغربية الأصيلة، حيث تتحول الأسواق إلى فضاءات نابضة بالحياة، تجمع بين حب التقليد وروح الابتكار، في مزيج يعكس جوهر الثقافة المغربية المتجددة، ويفتح الفرصة للصناع التقليديين والتجار لإنعاش أنشطتهم.
0 تعليق