ترامب , أحدث قرار الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من مختلف دول العالم، موجة من الانتقادات الدولية، حيث تفاعلت الحكومات والمنظمات الاقتصادية مع الخطوة التي وصفتها بعض الدول بأنها إجراء أحادي يهدد الاقتصاد العالمي.

الصين والاتحاد الأوروبي يردّان بقوة على قرارات ترامب

الصين كانت أولى الدول التي توعدت بالرد، بعد فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 54% على جميع وارداتها الصينية. وأعلنت وزارة التجارة الصينية أن بكين لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا “التنمر التجاري”، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات مضادة لحماية مصالحها.

من جهتها، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الخطوة بأنها “ضربة كبرى” للاقتصاد العالمي، مؤكدة أن التبعات ستكون وخيمة على ملايين البشر، حيث ستتأثر الشركات الأوروبية بشكل كبير جراء هذه الإجراءات.
انتقادات حادة من أوروبا وبريطانيا

لم يكن موقف الدول الأوروبية أقل حدة، حيث هاجمت فرنسا القرار، واصفة ترامب بأنه “يريد أن يكون سيد العالم”، في تصريح لاذع يعكس استياء الحكومة الفرنسية من السياسة الاقتصادية الأمريكية الجديدة.

أما بلجيكا، فكانت أكثر حدة في انتقادها، حيث صرح نائب رئيس وزرائها، مكسيم بريفو، قائلاً: “من خلال اللعب بأعواد الثقاب، سينتهي الأمر بالولايات المتحدة إلى أن تحترق”.

وفي بريطانيا، أكد رئيس الوزراء كير ستارمر أن بلاده ستتعامل مع الموقف بهدوء وعقلانية، لكنه أشار إلى أن “التأثير الاقتصادي سيكون واضحًا”، مما يعكس قلقًا بريطانيًا بشأن التداعيات المحتملة لهذه الخطوة.

مخاوف دولية وتداعيات محتملة بعد رسوم ترامب

على الصعيد العالمي، حذرت ألمانيا من أن القرار “خاطئ من الأساس” وسيضر بالاقتصاد الأمريكي قبل أي اقتصاد آخر. وفي إيطاليا، قامت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني بإخلاء جدول أعمالها للتركيز على تداعيات الرسوم الجمركية الجديدة.

من ناحية أخرى، رأت النرويج أن هذه الإجراءات قد تكون انتهاكًا لمعاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إذ أنها تتعارض مع مبدأ تعزيز الاستقرار الاقتصادي والتعاون بين الحلفاء.

أما جنوب أفريقيا، فقد اعتبرت القرار خطوة عقابية، لكنها أبدت رغبتها في التفاوض سريعًا على اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة لتجنب خسائر اقتصادية فادحة.

في إسرائيل، سادت حالة من الصدمة بعد فرض رسوم بنسبة 17% على وارداتها إلى الولايات المتحدة، حيث عبر المسؤولون الإسرائيليون عن استيائهم، واصفين القرار بأنه “غير مبرر”.

حرب تجارية جديدة؟

فرض الرئيس الأمريكي رسومًا تراوحت بين 10% و54% على عدة دول، حيث فرض 34% على الصين، و20% على الاتحاد الأوروبي، و46% على فيتنام، و32% على تايوان، و24% على اليابان، و25% على كوريا الجنوبية، و10% على بريطانيا.

ويرى المراقبون أن هذه القرارات قد تشعل حربًا تجارية جديدة، حيث بدأت بعض الدول بالفعل في بحث إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية عالمية.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل ستعيد الإدارة الأمريكية النظر في قراراتها أم أننا أمام بداية مرحلة جديدة من النزاعات الاقتصادية الدولية؟