سحب المستشارين الإيرانيين من اليمن: هل تخلت طهران عن الحوثي؟

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ بداية الصراع في اليمن، أصبحت إيران داعمًا رئيسيًا لجماعة الحوثي، حيث قدمت دعمًا عسكريًا وماليًا ولوجستيًا لتعزيز موقفهم. يُنظر إلى هذا الدعم كجزء من استراتيجية طهران الإقليمية الرامية إلى زيادة تأثيرها في المنطقة. رغم ذلك، ظل هذا الدعم في كثير من الأحيان خفيًا وغير مباشر، مما أضفى على العلاقة بين الطرفين طابع الغموض.

تحولات الموقف الإيراني

وذكرت صحيفة "التليجراف" البريطانية أن إيران قامت بسحب مستشاريها العسكريين من اليمن، مما يشير إلى تقليص دعمها لجماعة الحوثي. تشير الصحيفة إلى أن هذا القرار جاء نتيجة تصاعد الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة التي كثفت عملياتها العسكرية في اليمن. 

من ناحية أخرى، سلطت صحيفة "ذا صن" البريطانية الضوء على الأزمات الداخلية التي تواجهها إيران، مؤكدة أن تلك التحديات الاقتصادية والسياسية قد دفعتها إلى تقليص نفقاتها الخارجية وإعادة تقييم أولوياتها الإقليمية.

الأسباب المحتملة لهذا التحول

هناك العديد من العوامل التي قد تكون وراء هذا القرار. أولها الضغوط الدولية المكثفة، حيث تُظهر التقارير أن إيران تسعى لتجنب المزيد من المواجهات مع الولايات المتحدة. ثانيًا، الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الداخلية التي تواجهها إيران قد جعلت من الصعب عليها الاستمرار في دعم حلفائها الإقليميين بنفس القدر السابق. أخيرًا، يبدو أن إيران قد قررت التركيز على مصالحها القومية والتهديدات المباشرة بدلًا من دعم الجماعات الوكيلة.

التداعيات المحتملة على الحوثيين

وتقلص الدعم الإيراني قد يضع الحوثيين في موقف صعب، حيث يعتمدون بشكل كبير على الدعم العسكري واللوجستي من طهران. قد يؤدي ذلك إلى تضاؤل قدرتهم على مواجهة الضغوط العسكرية من التحالف الذي تقوده السعودية. في الوقت نفسه، يمكن أن يفتح ذلك الباب أمام جهود دولية لتسوية الصراع في اليمن سياسيًا، إذا ضعف موقف الحوثيين بشكل كبير.

ردود الفعل الدولية والإقليمية

وتسببت هذه الأخبار في ردود فعل متباينة على المستويين الدولي والإقليمي. فقد تعتبر الولايات المتحدة ذلك انتصارًا في محاولاتها للحد من نفوذ إيران في المنطقة. ومع ذلك، يبقى الغموض سيد الموقف مع عدم صدور تصريحات رسمية من إيران تؤكد أو تنفي هذه الادعاءات.

تحولًا استراتيجيًا أم خطوة تكتيكية؟

السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه هو: هل يعكس هذا التحول تغيّرًا استراتيجيًا دائمًا في السياسة الإيرانية؟ أم أنها مجرد خطوة تكتيكية تهدف إلى تخفيف الضغوط الدولية؟ غياب التصريحات الرسمية يجعل من الصعب تقديم إجابة واضحة، لكن التطورات المستقبلية قد تكشف المزيد من التفاصيل.

وتشير التقارير حول تراجع الدعم الإيراني للحوثيين إلى تغيّر محتمل في ديناميكيات الصراع اليمني والمعادلات الإقليمية القائمة. وإذا تأكد هذا التغيير، ستكون له تداعيات واسعة على المنطقة. ومع استمرار الغموض، يبقى من الضروري متابعة المستجدات عن كثب لفهم مدى تأثير هذا القرار الإيراني وقوة الضغوط التي تمارسها واشنطن وتأثيرها الفعلي على ميزان القوى الإقليمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق