طهور: الجمهور متعطش للإيقاعات التراثية.. وهذه فكرة "سيمفونية العروس"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بلمسته الإبداعية وصوته المتشبع بروح التراث المغربي يواصل الفنان الشعبي طهور كتابة فصول جديدة من مسيرته الفنية التي رسخت اسمه كأحد أبرز رموز الأغنية الشعبية المغربية، وجعلته يحجز لنفسه مكانة خاصة في قلوب المغاربة، خصوصاً في مناسباتهم السعيدة التي لا تكتمل إلا بإيقاعاته وحنجرته العذبة.

في عمل جديد اختار له اسم “سمفونية العروس” كسر طهور القوالب التقليدية التي ارتبطت بأغاني الأعراس، وقدم توليفة موسيقية غير مسبوقة تمزج بين أنماط إيقاعية تراثية متنوعة، بروح معاصرة تحترم الأصالة، ليؤكد من جديد أنه لا يرضى بالمألوف، ويختار دائماً أن يسير عكس التيار.

وفي هذا الحوار مع هسبريس يكشف طهور كواليس هذا المشروع الموسيقي المميز، رهانه على الإيقاعات التراثية، كما يتطرق لرد فعل الجمهور، وتقييمه للمشهد الفني الشعبي، وخططه المستقبلية التي تجمع بين الوفاء للماضي والانفتاح على أشكال موسيقية أصيلة من التراث المغربي.

كيف وُلدت فكرة تقديم “سيمفونية العروس”؟.

وظفتُ السيمفونية في الإيقاعات لأول مرة في تاريخ أغاني الأعراس، ووظفت ما يسمى “الكباح”، وهو ميزان لم تُقدَّم به من قبل أعمال خاصة بالعروس، بل يستخدمه فنانو الملحون الذين أقدم لهم تحية من هذا المنبر.

وانتقلت بعد ذلك من هذا الميزان إلى الميزان الشعبي المعروف، فوظفت كل هذه العناصر، وانطلقت إلى النمط الهواري الذي وظفت خمسة إيقاعات منه في هذه السيمفونية، مع إيقاعات أخرى أدخلتها تكريماً لمايسترو الإيقاعات، وهو البندير، الذي كان يُوظف في الأهازيج، لتكون النتيجة كما رآها الجمهور.

ما الذي يميز “سيمفونية العروس” عن أعمالك السابقة؟.

كانت أعمالي السابقة كلها بميزان “6/8”، لكن في هذا العمل هناك توليفة من الأنماط المتنوعة وميزان يصعب استخدامه من غير فناني الملحون، لكننا وظفناه في أهازيج العروس مع كلمات خاصة بي جعلتها تتميز.

وعبر هسبريس أقول لكل محبي طهور: انتظروني كل سنة، سأقدّم أكثر من سيمفونية واحدة، لأن لدي مفاجآت كبرى، كلها من التراث المغربي.

هل سعيت من خلال هذا العمل إلى المزج بين الطابع الشعبي والتعبير الكلاسيكي؟.

لا، صراحة لم أخرج إلى الفن الكلاسيكي، بل تركت نفسي وسط التراث؛ فإذا ذهبتُ إلى إيقاعات “أرمونية” كنت سأمزج بينهما، لكنني فضّلت إيقاعات من تراث بلدي، يحتوي على خزان كبير من التراث. وما يؤكد أهمية هذا التراث هو تنظيم مهرجان للفنون الشعبية بمراكش سنوياً، بمشاركة أكثر من ستين فرقة.

هذا تراث بلدنا، ونحن نحمل على عاتقنا مسؤولية توظيفه؛ فمثلاً محمد عبد الوهاب أخذ إيقاعاً مغربياً هو “الگباحي” وغنى عليه “جفنه علم الغزل”، لأنه أعجب بالتراث المغربي، وهذا شرف لنا ولخزينتنا الوطنية.

كيف كان رد فعل الجمهور بعد إصدار الأغنية؟.

صراحة فوجئت في البداية بالإقبال الكبير الذي حظيت به من الإعلاميين، والشعراء، وكتاب الكلمات، والملحنين، والجمهور، الذي كان متعطشاً لسماع تراث بلده. والحمد لله هذا أعطاني نفساً قوياً وشغفاً للاستمرار في الاشتغال.

وقدمت هذا العمل حباً في وطني ووفاءً لثقافة بلدي وحباً لتراثه، وهذا هو بيت القصيد من “سيمفونية العروس”.

تشهد الساحة الفنية بروز عدد من الأسماء الشابة في المجال الشعبي. كيف تقيّم هذه الموجة الجديدة؟.

من دواعي سروري وسعادتي أن أرى أبناء وطني، وكلهم شباب، وقد أخذوا المشعل. هذا يسعدني كثيراً، وفي يوم من الأيام سأتقدم في العمر وأجلس في بيتي لأشاهدهم يواصلون المشوار.

صراحة أتمنى لهم كل التوفيق في أعمالهم، لكن أشدّد على توظيفهم الأهازيج والتراث المغربي، لأن العالم متعطش له.

هل تفكر في التعاون مع فنانين من أنماط مختلفة؟.

لدي عمل مستقبلي جديد سيجمعني بعبد الرحيم الصويري وفؤاد الزبادي، وأنا بصدد الاشتغال عليه الآن؛ وهو عبارة عن أغنية من تراث المغرب في الفن الأندلسي، باستعمال المواويل، والآلة، والأهازيج.

هذه فكرتي، وأنا صاحب المقترح، لأنني أرغب في جمع فنانين في لحمة وطنية، لنكون يداً واحدة.

الجمهور يلقبك بـ”نجم الأعراس المغربية” نظرا لاحتكارك هذه المناسبات، خاصة في الموسم الصيفي، فهل ترى أنك الأول في هذا المجال؟.

أنا لم أقل يوماً إنني الأول، وسأقول لهم: أنتم الأساتذة، وأنا التلميذ؛ هم لقّبوني بنجم الأعراس المغربية، وأنا أقول لهم إنني أعمل في الأعراس الشعبية بقلبي وبروحي ونفسٍ كبير، ولو أصادف مشاكل في حياتي اليومية، أو داخل أسرتي، أو مرض أبنائي، أذهب وأحضر كأنني أغني في زفاف أبنائي.

الجمهور رأى جديّتي، ورأى أنني دائماً أجدّد وأعطي، وحكم بأنني نجم الأعراس، لذلك أشكره كثيراً.

كلمة أخيرة.

شكراً جزيلاً لجمهوري العزيز، وللصحافة المغربية.

وبقلبي وبروحي أقول إن الصحافة كانت سندي، وكانت صلة وصل بيني وبين محبي داخل وخارج الوطن. وأشكر الجالية المغربية… أحبكم جميعاً في الله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق