السجن المشدد 15 عامًا للمتهم بالاعتداء على طفلة داخل حمام في العاشر من رمضان

بصراحة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبت، 12 أبريل 2025 03:50 م 4/12/2025 3:50:23 PM

قضت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار نسيم على بيومي، وعضوية المستشارين سامي زين العابدين، وشادي المهدي عبدالرحمن، وأحمد عيد سويلم، وأمانة سر يامن محمود، اليوم السبت؛ بمعاقبة عامل بالسجن المشدد 15 سنة، لاتهامه في القضية رقم 1365 لسنة 2025 جنايات ثان العاشر من رمضان، والمقيدة برقم 509 لسنة 2025 كلي جنوب الزقازيق،باحتجاز طفلة بالقوة وهتك عرضها داخل دورة حمام عمومي بمدينة العاشر من رمضان.

وفي بداية الجلسة، استمعت هيئة المحكمة إلى مرافعة النيابة العامة، والتي أشارت أنه في السادس من شهر مارس الماضي، كانت طفلة لا يتعدى عمرها ثمانية أعوام تعيش حياة هادئة رفقة والدتها، التي اصطحبتها معها إلى مكان عملها في سوق الحي السكني، حرصًا منها على رعايتها، وكانت الطفلة تلهو بجوار والدتها، حتى ذهبت لقضاء حاجتها، غير مدركة لما يخفيه لها القدر.


وأضافت النيابة في مرافعتها أنه في تلك اللحظة، خرج ذئب بشري من منزله في الصباح الباكر، باحثاً عن فريسة يشبع بها غرائزه، ولم تكن هذه الطفلة البريئة تعلم أن هناك نفساً شيطانية تتربص بها، وقد وسوس له الشيطان، فاقتحم دورة المياه التي كانت بها، وأغلق عليها الباب، مهدداً إياها بالقتل، مستغلاً صغر سنها وضعفها.


وفي مرافعتها، وجهت النيابة العامة حديثها إلى الطفلة المجني عليها، التي كانت قد بدأت مؤخراً مرتدية النقاب، قائلة: «لا تخافي ولا تحزني، فقد جاء يوم القصاص».


وتابعت النيابة: «تزايدت ضربات قلب المتهم، ولم يعد يصغي لنداءات العقل»، متسائلة: «هل كان لها من مقاومة أمام هذا الذئب المفترس؟»، فارتجفت الطفلة وهي تصرخ في ذعر: «أين أنتِ يا أمي؟»، وقد عاشت عشر دقائق من الألم والرعب مرت عليها كأنها دهر، حتى أفرغ المتهم شهوته، وسارع في إلباسها ثيابها، محاولاً إخفاء جريمته، وقد شاهدت سيدتان الطفلة والدماء تلطخ ثيابها، كما أبصرن المتهم، فاستغاثتا برواد السوق والبائعين الذين تمكنوا من الإمساك به قبل أن يفر من المكان، وعادت الطفلة إلى والدتها، تروي لها ما جرى، فوقع الخبر عليها كالصاعقة، فقامت بفحصها، ثم أبلغت الشرطة.


واستندت النيابة إلى أدلة الثبوت القولية والمادية والفنية منها أقوال شهود الإثبات، ومحاضر تجديد حبس المتهم، بالإضافة إلى تقرير مصلحة الطب الشرعي الذي أكد وقوع الجريمة، وثبوت واقعة «هتك العرض» بحق المجني عليها،وأن المتهم لم ينتهك حرمة الطفلة فقط، وإنما انتهك حرمة شهر رمضان الكريم الذي وقعت في نهاره، وطالبت النيابة بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم، وهي السجن المؤبد.


كما استمعت المحكمة إلى دفاع المتهم، الذي حاول تأجيل مرافعته، إلا أن المحكمة أبلغته بأنها ستسجل طلباته، وفي حال عدم تقديم دفاعه، سيتم انتداب محامٍ آخر،وطلب محامي المتهم عرض موكله على مصلحة الطب النفسي بالعباسية لبيان سلامة قواه العقلية، وكذلك إعادة عرض الطفلة المجني عليها على لجنة ثلاثية من مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة،إلا أن المحكمة أوضحت أن أوراق الدعوى تتضمن شهادة طبية عن الحالة العقلية للمتهم، وهي كافية للفصل في القضية.


تعود أحداث القضية لشهر مارس الماضي، عندما أحالت النيابة العامة، «خيري. ص» 37 عامًا، عامل، ومقيم بمدينة العاشر من رمضان، للمحاكمة الجنائية، لاتهامه باحتجاز الطفلة المجني عليها «ر. ع» 8 سنوات، وهتك عرضها بالقوة داخل دورة مياه، بدائرة قسم شرطة ثان العاشر من رمضان.


أسند أمر الإحالة للمتهم؛ هتك عرض الطفلة المجني عليها بالقوة والتهديد، ووضع يده على فمها لشل مقاومتها ومنعها من الاستغاثة، وقام بالتعدي عليها محدثاً ما بها من إصابات موصوفة بتقرير الطب الشرعي، مهدداً إياها مستغلاً صغر سنها على النحو المبين بالتحقيقات.


وأفاد أمر الإحالة بأن المتهم احتجز الطفلة المجني عليها بدون أمر من أحد الحكام المختصين بذلك، وفي غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح بالقبض على الأشخاص، بأن وضع المجني عليها عنوة بدورة المياه الملاصقة لأحد المساجد لبرهة من الزمن.


وكشفت التحقيقات وتحريات المباحث الجنائية، وأقوال الشهود، بأن الطفلة المجني عليها كانت رفقة والدتها بمحل عملها بسوق الحي العاشر بمنطقة ابني بيتك، وحينما ذهبت الطفلة لقضاء الحاجة وعقب برهة من الزمن عادت لوالدتها وبها آثار دماء من الخلف، وأخبرت والدتها بقيام المتهم بالتعدي عليها قاصداً من ذلك هتك عرضها، وأفادت الشاهدة الثانية في القضية بأنها حال تواجدها بمحيط الواقعة، وأثناء دخولها إلى دورة المياه أبصرت الطفلة المجني عليها تخرج من إحدى المراحيض ويوجد بملابسها بعض أثار الدماء من الخلف، وأبصرت المتهم بذات المرحاض فاستغاثت الطفلة بها، وعلى الفور قامت بالامساك به رفقة الأهالي والابلاغ.


وتوصلت التحريات إلى صحة الواقعة، وصحة ما جاء بأقوال المجني عليها، بقيام المتهم بالتعدي عليها بالقوة قاصداً من ذلك هتك عرضها، بأن قام بتهديدها ووضع يده على فمها لمنعها من الصراخ والمقاومة، وأفادت مديرة التضامن الاجتماعي التابعة للجنة حماية الأمومة والطفولة في التحقيقات،بأن الطفلة المجني عليها سردت لها الواقعة كما قررت في التحقيقات، إلا أنها لم تكمل كيفية واقعة التعدي خجلاً وخوفا، وأوصت بأن الطفلة تحتاج إلى دعم نفسي لرفع حاجز الخوف الذي يمتلكها، ومتابعة حالتها طبياً للوصول إلى مرحلة الشفاء، وأن الأم تحتاج إلى دعم نفسي ومادي وعيني، وبسؤال الطفلة المجني عليها بالتحقيقات على سبيل الاستدلال، قررت بأنها وحال تواجدها رفقة والدتها ذهبت إلى دورة المياه لقضاء الحاجة، وفوجئت بدلوف المتهم لدورة المياه وغلق الباب وتهديدها بالتعدي عليها بسكين، وتمكن بتلك الوسيلة من التعدي عليها، وعقب ذلك توجهت إلى والدتها وأخبرتها بما فعله المتهم.


ومن جهتها، قالت بثينة غنيم محامية المجني عليها، أن المتهم يعمل بائع متجول رفقة والدته بالسوق، وقد اعترف بارتكاب الواقعة، وأنه طلب من زوجته معاشرتها في اليوم السابق على الواقعة إلا أنها رفضت، وفي يوم الواقعة عاود المتهم طلب معاشرة زوجته وما كان منها إلا أن نهرته قائلة: حرام عليك إحنا في نهار رمضان، وبعدها خرج المتهم باحثاً عن فريسته، وما كان منه إلا أن تتبع الطفلة المجني عليها منذ أن كانت تلهو رفقة والدتها في السوق،وتتبعها حتى دورة المياه ليباغتها داخل الحمام ووضع يده على فمها مهدداً إياها بالقتل حال إصدارها أية أصوات مما بث الرعب في نفسها، وتمكن بتلك الوسيلة القسرية من الاعتداء عليها قاصداً من ذلك هتك عرضها، وذلك بحسب ما ورد بأقوال المتهم في التحقيقات الأولية.
عقب تقنين الإجراءات ونفاذا لإذن النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بارتكابه الواقعة، وتحرر المحضر اللازم للعرض على النيابة العامة لتولي التحقيقات، والتي قررت إحالته محبوسا إلى محكمة جنايات الزقازيق للمحاكمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق