16 إبريل 2025, 8:50 مساءً
وبينما خَطفت ضربة الجزاء الحاسمة من ديدييه دروغبا عناوين الصحف، إلا أن البطل الحقيقي في تلك الليلة كان بلا شك الحارس التشيكي بيتر تشيك.
لم يكن ما فعله تشيك خلال ركلات الترجيح ضربة حظ، بل كان نتاجًا لتحضير ذكي ومكثف امتد لساعات طويلة من التحليل والمراجعة، جعلته يتوقع بدقة كل ركلة جزاء نفذها لاعبو بايرن ميونيخ.
تحضير لا يُصدق
في حديثه لموقع Copa90 عام 2019، كشف تشيك عن الجهد الاستثنائي الذي بذله قبل النهائي الأوروبي:
"شاهدت ثماني ساعات وتسع دقائق من اللقطات، وركلات جزاء نفذها لاعبو بايرن في السنوات الخمس التي سبقت المباراة".
كل لاعب محتمل لتسديد الركلات كان هدفًا للدراسة، بدءًا من فيليب لام مرورًا بماريو غوميز وصولًا إلى مانويل نوير نفسه. لم يترك حارس تشيلسي شيئًا للصدفة. بحسب صحيفة ديلي ميل، فقد امتدت مدة عرض ركلات الجزاء فقط ساعتين و43 دقيقة. شاهد تشيك تلك المقاطع ثلاث مرات، ليتجاوز مجموع وقت التحضير سبع ساعات.
جهد جماعي من حراس تشيلسي
التحضير لم يكن جهدًا فرديًا، بل شارك فيه طاقم حراس المرمى بالكامل: هيلاريو، روس تورنبول، وجمال بلاكمان. كل منهم كان يملك نسخته الخاصة من الفيديوهات، ويُسجل ملاحظاته وتحليلاته. ثم اجتمعوا قبل المباراة النهائية، تبادلوا الآراء وراجعوا الفيديوهات مجددًا كفريق.
قال تشيك:"جلسنا معًا، كلٌ منا يحمل ملاحظاته، وقمنا بمقارنتها، وشاهدنا اللقطات مرة أخرى. هذا العمل الجماعي ساعدني كثيرًا".
ركلات ترجيح بايرن ميونيخ: قراءة مثالية من تشيك
في ركلات الترجيح، خمّن تشيك الاتجاه الصحيح لكل ركلة نُفّذت. لم يتمكن من التصدي للكرات الثلاث الأولى التي سددها لام، غوميز، ونوير، لكنها لم تخدعه. وبالفعل، تصدى لركلة إيفيكا أوليتش، قبل أن يتصدى للركلة الحاسمة من باستيان شفاينشتايغر، ممهّدًا الطريق أمام دروغبا ليسدد الركلة الأخيرة ويقود البلوز إلى المجد الأوروبي.
لم يكتفِ تشيك بالتألق في ركلات الترجيح، بل تصدى أيضًا لركلة جزاء خلال الوقت الإضافي نفذها النجم الهولندي آريين روبن، في لحظة قد تكون قد غيّرت كل شيء. كانت تصدياته طوال المباراة النهائية تجسيدًا عمليًا لما يعنيه الاستعداد الذهني والتحليل الفني الدقيق.
الإرث الخالد
تصدي تشيك لركلتي جزاء متتاليتين، وجهوده الخفية خلف الكواليس، كانت حاسمة في واحدة من أعظم الليالي في تاريخ نادي تشيلسي. لقد أثبت أن ركلات الترجيح لا تُحسم بالحظ فقط، بل أيضًا بالتحضير والتكتيك والقراءة الصحيحة للخصم.
"بعد كل تلك الساعات من الدراسة، لا أستطيع أن أقول إن ما حدث كان مجرد مصادفة"، ختم تشيك حديثه.
في النهاية، كانت ليلة ميونيخ مثالًا حيًا على أن الأبطال لا يُصنعون فقط في أرض الملعب، بل أيضًا في الغرف المظلمة المليئة بأشرطة الفيديو، الأقلام، والملاحظات.
0 تعليق