تواصلت الهجمات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، الخميس، ما أسفر عن مجزرة جديدة خلّفت 44 قتيلاً على الأقل، بينهم 10 لقوا حتفهم في غارة جوية استهدفت مركزًا للشرطة في مدينة جباليا شمال القطاع، وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة الفلسطينية.
وأكد مسعفون أن الغارة التي وقعت قرب أحد الأسواق المزدحمة، نُفذت بواسطة صاروخين أطلقتهما الطائرات الحربية الإسرائيلية، وأدت إلى سقوط عشرات الجرحى إلى جانب القتلى، وسط حالة من الذعر والهلع بين المدنيين.
الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مركز قيادة لحماس والجهاد
وفي بيان صدر بالتزامن مع الغارة، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مركز قيادة وتحكم مشترك تديره حماس وحركة الجهاد الإسلامي"، زاعمًا أن المركز كان يُستخدم لتنسيق هجمات ضد القوات الإسرائيلية.
ورغم ذلك، لم يصدر أي دليل ملموس يدعم ادعاء استخدام المركز لأغراض عسكرية، في حين أظهرت مشاهد أولية دمارًا هائلًا في مبانٍ مدنية، وتطاير الأشلاء في منطقة السوق، حيث كانت تزدحم بالمدنيين.
مستشفى الدرة للأطفال خارج الخدمة
وفي تطور كارثي آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن مستشفى الدرة للأطفال الواقع في مدينة غزة أصبح خارج الخدمة بالكامل، بعدما تعرّض لغارة إسرائيلية يوم الأربعاء.
القصف أدى إلى تدمير وحدة العناية المركزة وإتلاف نظام الطاقة الشمسية الذي كان يغذي المستشفى بالكهرباء في ظل الانهيار الكامل لشبكة الكهرباء في القطاع.
ولم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي على قصف المستشفى، فيما اعتبرت منظمات حقوقية دولية أن الحادث يمثل استهدافًا مباشرًا للبنية الصحية المتبقية في غزة.
تصاعد القصف وسقوط المزيد من الضحايا
وفق وزارة الصحة في غزة، سقط 34 قتيلاً آخرين على الأقل في غارات متفرقة في مناطق مختلفة من القطاع، بينهم نساء وأطفال، ليرتفع بذلك عدد القتلى خلال الخميس فقط إلى 44 قتيلاً، في واحدة من أكثر الأيام دموية منذ انهيار الهدنة.
وبذلك، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين منذ 18 مارس، وهو تاريخ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، حاجز 1900 قتيل، بينما تشير الإحصاءات الإجمالية منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر إلى أكثر من 51,300 قتيل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
المنشآت الطبية تنهار والنزوح يتفاقم
القطاع الصحي في غزة يعاني انهيارًا شبه تام بفعل القصف الإسرائيلي المستمر منذ 18 شهرًا، والذي طال مستشفيات، سيارات إسعاف، وأطقم طبية.
وخرجت معظم المستشفيات عن الخدمة بسبب استهدافها المباشر أو الحصار الشديد ونفاد الوقود والإمدادات الطبية، ما أدى إلى وفاة عدد من المرضى الذين كانوا يعتمدون على الأجهزة الحيوية للبقاء على قيد الحياة.
كما أدى القتال إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين، بعد أن سيطرت القوات الإسرائيلية على ما تسميه "منطقة عازلة" في عمق أراضي قطاع غزة، مما ضاعف من معاناة السكان ودفعهم إلى أماكن أكثر اكتظاظًا.
ورغم الضغوط الدولية المتزايدة، لا تزال جهود الوساطة الإقليمية والدولية متعثرة في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وتتهم إسرائيل حماس بالمماطلة في ملف الرهائن الذين احتجزوا خلال هجوم 7 أكتوبر، فيما تطالب الحركة بضمانات حقيقية لوقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ورفع الحصار.
0 تعليق