خطة مصرية بقيمة 45 مليون يورو لتحسين تجربة زوار الأهرامات

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أطلقت مصر مشروعًا طموحًا بقيمة 51 مليون دولار (حوالي 45 مليون يورو) لإعادة  ابتكار وتجديد وتطوير الأنشطة ذات الصلة بتجربة زوار هضبة الأهرامات، التي تضم الأهرامات وتمثال أبو الهول، وفقًا لتقرير يورونيوز، ويهدف المشروع، الذي تقوده شركة أوراسكوم لخدمات الترفيه الهرمية، إلى معالجة التحديات المزمنة التي أثرت على تجربة السياح في هذا الموقع التراثي العالمي المدرج على قائمة اليونسكو، بما في ذلك الازدحام المروري، والباعة غير المنظمين، ومعالجة تقارير عن سوء معاملة الحيوانات. 

ويمثل المشروع خطوة جريئة نحو تحسين إدارة الموقع وتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية مستدامة، ولطالما عانت هضبة الجيزة من ضعف التنظيم حيث أدت التجارب السلبية مثل الازدحام الشديد وإلحاح بائعي الجولات على ظهر الخيول والجمال إلى تشويه انطباعات الزوار، وتضمن المبادرة إدخال تغييرات جذرية، مثل فتح مدخل جديد على طريق الفيوم السريع، ليحل محل المدخل التاريخي القريب من فندق ماريوت مينا هاوس، الذي كان يعاني من الاختناقات المرورية. 

وبالفعل، جرى اختبار المدخل الجديد مؤخرًا، وهو يهدف إلى تسهيل حركة الزوار وتقليل التكدس. كما تشمل الخطة إدخال حافلات كهربائية صديقة للبيئة لنقل السياح عبر الموقع الشاسع، مما يقلل من التأثير البيئي ويعزز الشعور بالارتياح.

ويتضمن المشروع إنشاء مركز زوار حديث مزود بمرافق متطورة، بما في ذلك مطاعم، ومسرح وسينما لتقديم عروض توضيحية عن تاريخ الأهرامات، ومناطق استراحة مريحة.

يهدف هذا المركز إلى إثراء التجربة الثقافية وتوفير بيئة تعليمية ممتعة للزوار. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إطلاق نظام تذاكر إلكتروني لتبسيط عملية الدخول وتقليل الانتظار، مع وضع ضوابط صارمة للحد من المرشدين السياحيين غير المرخصين، مما يضمن تجربة أكثر أمانًا وتنظيمًا.

أثارت الخطة اهتمام علماء الآثار والسياح على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشادوا بالجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي مع تعزيز السياحة المستدامة ومع ذلك، واجه المشروع انتقادات بسبب بدايته غير السلسة، حيث أشار البعض إلى تحديات لوجستية في تنفيذ التغييرات. 

يتضمن المشروع أيضًا ترميم عدة مقابر في الموقع، مما يعزز من جاذبيته الأثرية ويوفر فرصًا لاستكشاف تاريخ مصر القديمة بعمق أكبر.

وتناول المشروع أيضًا قضية سوء معاملة الحيوانات، التي أثارتها تقارير منظمة بيتا حول الإساءة للخيول والجمال المستخدمة في الجولات السياحية. وثّقت المنظمة حالات من الضرب وإهمال الحيوانات، ويسعى المشروع إلى نقل بائعي جولات الخيول إلى مناطق محددة وتنظيم أنشطتهم، مما قد يساهم في تحسين ظروف الحيوانات.

ويعكس المشروع التزام مصر بتطوير قطاع السياحة، الذي يشكل أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لإحصاءات الحكومة. يأتي هذا في إطار جهود أوسع لتحديث المواقع السياحية الرئيسية، بما في ذلك المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه قريبًا. أكد وزير السياحة والآثار المصري، في تصريحات سابقة، أن البلاد تسعى لتحويل خريطة السياحة في القاهرة، مما يجعلها وجهة عالمية متميزة.

وواجهت هضبة الجيزة على مر السنين تحديات مثل ضعف التنظيم والبنية التحتية القديمة، مما أثر على تجربة الزوار. يهدف المشروع إلى تحويل الموقع إلى وجهة سياحية عالمية المستوى تتماشى مع المعايير الدولية لحفظ التراث. 

ويتوقع الخبراء أن يؤدي تحسين المرافق إلى زيادة أعداد الزوار، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويعيد الأهرامات إلى مكانتها كرمز للجمال التاريخي لمصر.

يشكل هذا المشروع خطوة تاريخية نحو تحديث أحد أعظم المعالم الأثرية في العالم. 
وعلى الرغم من التحديات الأولية، يبقى الأمل معقودًا على أن تحقق الخطة أهدافها في تقديم تجربة سياحية متميزة، مع الحفاظ على القيمة التاريخية والثقافية لهضبة الجيزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق