الصعود , تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حاليًا أيام الخماسين المقدسة، وهي فترة مميزة تلي عيد القيامة المجيد، حيث تعتبر هذه الفترة احتفالية مبهجة تميزها طقوس خاصة وألحان روحانية تركز على الفرح بقيامة السيد المسيح من بين الأموات. تقتصر هذه الفترة بين عيد الفصح وعيد العنصرة، وتستمر لمدة سبعة أسابيع متصلة.

الخماسين المقدسة: فترة من الفرح والاحتفال
تبدأ الخماسين المقدسة من عيد القيامة المجيد الذي يحتفل فيه المسيحيون بقيامة السيد المسيح، وتستمر حتى عيد العنصرة أو عيد الخمسين. وتتميز هذه الفترة بأنها لا يصام فيها، بل تُستبدل بالطقوس الفرحية والاحتفالية. يعبر كل يوم من أيام هذه الفترة عن فرحة المسيحيين بقيامة المسيح، بحيث تُنشد الألحان الفرايحية المبهجة في القداسات اليومية.
تُعتبر هذه الفترة بمثابة “أحد متصل” يستمر على مدار سبعة أسابيع كاملة، حيث يحتفل فيها المسيحيون يوميًا بذكرى قيامة المسيح من الأموات. في هذه الفترة، تتحول الكنيسة من الطقس الحزائني الذي كان سائداً خلال أسبوع الآلام إلى الطقس الفرايحي الذي يعبر عن الفرح والرجاء.

الطقوس والاحتفالات خلال الخماسين المقدسة قبل عيد الصعود
تمثل الخماسين فترة استثنائية في حياة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تتم فيها مجموعة من الطقوس المميزة. كل يوم أحد خلال هذه الفترة يحمل اسمًا خاصًا يعكس حدثًا مهمًا من أحداث ما بعد القيامة:
الأحد الأول: يُسمى “أحد توما”، وهو تذكير بلقاء توما التلميذ مع المسيح بعد شكه في القيامة وظهوره له ليؤمن.
الأحد الثاني: يُسمى “أحد الحياة الأبدية”، وهو يشير إلى ما قاله المسيح عن الحياة الأبدية التي يمنحها لجميع المؤمنين.
الأحد الثالث: يُسمى “أحد السامرية“، تذكيرًا بلقاء المسيح مع المرأة السامرية عند البئر.
الأحد الرابع: يُسمى “أحد نور العالم”، ويُحتفل فيه بالكشف عن نور المسيح الذي أضاء العالم.
الأحد الخامس: يُسمى “أحد الطريق والحق والحياة”، ويُركز على تعاليم المسيح حول كونه الطريق الوحيد إلى الله.
الأحد السادس: يُسمى “أحد انتظار الروح القدس”، ويعبر عن استعداد الكنيسة لاستقبال الروح القدس.
الأحد السابع: يُسمى “أحد العنصرة”، وهو آخر أيام الخماسين ويُحتفل فيه بعيد العنصرة.

عيد الصعود وعيد العنصرة: التذكير بالوعود الإلهية
خلال فترة الخماسين المقدسة، تحل العيد الذي يُحتفل به في اليوم الأربعين بعد القيامة. في هذا اليوم، يحتفل المسيحيون بصعود المسيح إلى السماء بعد أن أكمل مهمته على الأرض. عيد الصعود يُعتبر تذكيرًا بالوعد الذي قطعه المسيح بأن يرسل الروح القدس بعد صعوده، وهو ما تحقق في عيد العنصرة، الذي يأتي في اليوم الخمسين بعد القيامة.
في العيد ، تُقام صلوات خاصة بالقداسات الإلهية في الكنيسة، ويتم تكريس الطقس الاحتفالي الذي يستمر حتى عيد العنصرة، حيث يُحتفل بحلول الروح القدس على التلاميذ والكنيسة بأكملها.
تعتبر الخماسين المقدسة واحدة من أهم الفترات في التقويم الكنسي القبطي الأرثوذكسي، حيث تتيح الفرصة للمؤمنين للاحتفال بفرح القيامة والتأمل في ظهورات المسيح وتأكيداته بعد قيامته. إنها فترة تمنح الكنيسة فرصة لتجديد الإيمان والرجاء في الحياة الأبدية، مع الاحتفاظ بالأمل في وعود المسيح واستعداد الكنيسة لاستقبال الروح القدس في عيد العنصرة.
0 تعليق