12:56 م - الأربعاء 4 يونيو 2025
0

شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا، وسط تصاعد حالة عدم اليقين التي تكتنف العلاقات التجارية العالمية، خصوصًا بين الولايات المتحدة والصين. وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بتراجع الدولار وزيادة التوجه نحو الأصول الآمنة، في ظل مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي أعمق من المتوقع.
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 3370.67 دولارًا للأونصة، بينما سجلت العقود الأميركية الآجلة للذهب ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتبلغ 3394.90 دولارًا. ويُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل التوترات التجارية المستمرة.
أحد المحفزات الرئيسية لهذا الصعود تمثل في تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما زاد من جاذبية الذهب المُسعّر بالدولار للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى. كما ساهمت تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن احتمال عقد محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في تأجيج حالة الترقب وعدم الوضوح في الأسواق.
في السياق ذاته، لاحت إشارات من واشنطن تدل على استعداد للتراجع عن قرارات تصعيدية، مثل التراجع عن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم من بريطانيا، وهو ما زاد من زخم الحذر في الأسواق العالمية.
من جهة أخرى، ساهم تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تعزيز المخاوف الاقتصادية، حيث حذّر من تباطؤ اقتصادي عالمي أكثر حدة مما كان متوقعًا. وتزامن ذلك مع بيانات اقتصادية أميركية كشفت عن ارتفاع عدد فرص العمل في أبريل/نيسان، مع زيادة في عمليات التسريح، الأمر الذي يعكس تباطؤًا في سوق العمل الأميركي.
وفي سياق السياسة النقدية، تمسّك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بموقفه الحذر، نتيجة للمخاطر المرتبطة بالتوترات التجارية العالمية وحالة عدم اليقين المستمرة، وهو ما شكّل دعمًا إضافيًا للطلب على الذهب.
أداء المعادن النفيسة الأخرى سجلت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.3% لتصل إلى 34.59 دولارًا للأونصة، بينما صعد البلاتين بنسبة 0.5% مسجلاً 1079.62 دولارًا. وفي المقابل، استقر البلاديوم عند 1009.94 دولارًا دون تغيير يُذكر.
يعكس أداء الذهب في الفترة الأخيرة استمرار الاتجاه الصعودي مدفوعًا بعوامل متعددة، أبرزها التوترات التجارية العالمية وتراجع الدولار. وفي ظل استمرار الضبابية في العلاقات الدولية والمخاوف الاقتصادية، يظل الذهب خيارًا استراتيجيًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان.
0 تعليق