انخفضت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الخميس 5 يونيو/حزيران (2025)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، وسط مؤشرات على تراجع الطلب عالميًا.
جاء ذلك بعد زيادة مخزونات البنزين والديزل الأميركية وتخفيضات في أسعار النفط السعودي إلى آسيا خلال شهر يوليو/تموز، وتأثر الأسعار سلبًا بحالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
وأظهرت بيانات أميركية زيادة مخزونات البنزين بمقدار 5.2 مليون برميل، لتصل إلى مستوى 228.3 مليون برميل، كما صعدت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار 4.2 مليون برميل، لتصل إلى 107.6 مليون برميل.
في المقابل، انخفضت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 4.3 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 30 مايو/أيار 2025، ليصل الإجمالي إلى 436.1 مليون برميل.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 4 يونيو/حزيران، على انخفاض بنسبة 1% للمرة الأولى في 3 جلسات، وسط مخاوف من تزايد المعروض بالتزامن مع تحركات واشنطن لزيادة الرسوم الجمركية؛ ما يهدد الطلب عالميًا.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:56 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:56 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أغسطس/آب 2025، بنسبة 0.14%، لتصل إلى 64.77 دولارًا للبرميل.
كما انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يوليو/تموز 2025، بنسبة 0.32 %، لتصل إلى 62.65 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكان الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) قد تراجعا، خلال الجلسة الماضية، بنسبة 1.1% و0.9% على التوالي، من أعلى مستوى في أسبوعين، بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات البنزين والمقطرات الأميركية نمت أكثر من المتوقع؛ ما يعكس ضعف الطلب في أكبر اقتصاد عالمي.
ومما زاد من الضغط على أسعار النفط، تخفيض شركة أرامكو السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، أسعار شحناتها لشهر يوليو/تموز إلى آسيا نحو 0.2 دولارًا إلى 1.2 دولارًا للبرميل فوق مؤشر أسعار دبي/سلطنة عمان، وهو أدنى مستوى لها تقريبًا في 4 سنوات.

تحليل أسعار النفط
قال محللون من بنك إيه إن زد (ANZ) حول تحليل أسعار النفط: "في حين أن الخفض السعودي كان أقل من المتوقع؛ فإنه يشير إلى ضعف الطلب على الرغم من دخول ذروة الطلب".
يأتي خفض الأسعار من جانب السعودية في أعقاب تحرك دول أوبك+ الـ8 المشاركة في تخفيضات الإنتاج الطوعية، مطلع الأسبوع الجاري، لزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو/تموز.
وقالت محللة السوق المستقلة تينا تنغ، إن ضعف البيانات الاقتصادية الأميركية والتطورات المستمرة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أثرت أيضًا في أسعار النفط.
وأضافت: "ببساطة، أدى المسار الاقتصادي العالمي القاتم إلى إضعاف توقعات الطلب؛ إذ تراقب الأسواق بحذر أي تقدم في محادثات التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم".
وأظهرت بيانات، أمس الأربعاء، انكماش قطاع الخدمات الأميركي لأول مرة منذ ما يقرب من عام في مايو/أيار، في حين دفعت الشركات أسعارًا أعلى للمدخلات؛ ما يشير إلى أن الاقتصاد الأميركي لا يزال مُعرَّضًا لخطر تباطؤ النمو وارتفاع التضخم.
على الصعيد التجاري، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأربعاء، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، صارم و"من الصعب للغاية إبرام صفقة معه"؛ ما كشف عن خلاف بين بكين وواشنطن بعد أن رفع البيت الأبيض توقعاته بشأن مكالمة هاتفية طال انتظارها بين شي وترامب هذا الأسبوع.
وفي غضون ذلك، استعدت كندا لردود انتقامية محتملة، وأفاد الاتحاد الأوروبي بإحراز تقدم في محادثات التجارة؛ إذ تسبّبت الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على المعادن في مزيد من الاضطرابات في الاقتصاد العالمي، وزادت من إلحاح المفاوضات مع واشنطن.
وقال محلل ساكسو بنك، أولي هانسن: "إن حالة عدم اليقين التي غذّاها موقف الرئيس ترمب المتغير بشأن الرسوم الجمركية قد عززت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق