يبدو أن نادى إنتر ميلان الإيطالى قد قرر، طواعية أو قسرا، أن يتقمص دور "بابا نويل" فى عالم كرة القدم الأوروبية، ولكن بنسخة كروية تختلف عن تلك التى نعرفها فى أعياد الميلاد.
إنتر ميلان
ففى السنوات الأخيرة، أصبح الفريق الإيطالى بمثابة موزع "الهدايا" للفرق التى تبحث عن مجدها الأول فى دورى أبطال أوروبا، حيث كان الطرف الخاسر فى نهائيات دخلت التاريخ، ليس فقط لأنها شهدت تتويج أبطال جدد، ولكن لأن إنتر كان فيها كبش الفداء.
فى عام 2023، وعلى ملعب أتاتورك الأولمبى فى إسطنبول، كان مانشستر سيتى الإنجليزى يبحث عن أول ألقابه فى دورى الأبطال، بعد سنوات من الإخفاقات والطموحات الكبيرة.
وجد الفريق السماوى ضالته فى النهائى أمام إنتر ميلان، الذى بدا متماسكًا دفاعيًا حتى الدقيقة 68، حين سدد الإسبانى رودرى كرة سكنت الشباك، منحت فريقه فوزًا تاريخيًا بهدف دون رد، وجعلت مانشستر سيتى يرفع الكأس ذات الأذنين للمرة الأولى فى تاريخه، بينما اكتفى إنتر بلقب "وصيف شجاع".
العطاء المجاني
لم يتوقف العطاء المجانى لإنتر عند هذا الحد، بل قرر أن يكرر الدور ذاته فى نهائى 2025، حين واجه باريس سان جيرمان الفرنسى على ملعب أليانز أرينا فى ميونيخ.
هذه المرة، لم يكن هناك مجال للحديث عن "الندية" أو "الخبرة"، فقد قدم الفريق الإيطالى واحدة من أسوأ مبارياته على الإطلاق، واستسلم تمامًا أمام قوة الباريسيين، الذين دكوا شباكه بخماسية نظيفة، فى مباراة تاريخية لن تنسى لجماهير باريس، الذين احتفلوا بأول لقب أوروبى فى تاريخ النادي، بينما تلقى إنتر صفعة كروية قاسية أكدت مرة أخرى أنه أصبح جسر العبور للفرق الباحثة عن المجد الأوروبي.
فى المشهدين، يبدو إنتر ميلان وكأنه اختار أن يكون "بابا نويل" الحقيقى فى دورى الأبطال: يمنح الفرق التى لم تتذوق طعم البطولة من قبل فرصة لا تُعوّض لتحقيق المجد.
فهل هى صدفة أن يكون الخصم فى المناسبتين فريقًا يبحث عن لقبه الأول؟ أم أن الفريق الإيطالى فقد جزءًا من هيبته الأوروبية وأصبح عاجزًا عن مجاراة الكبار فى لحظات الحسم؟
الغريب أن إنتر، الفريق المتوج بثلاث بطولات دورى أبطال أوروبا فى تاريخه (آخرها عام 2010 تحت قيادة جوزيه مورينيو)، يبدو وكأنه فقد شخصية البطل الأوروبي، واستبدلها بصورة الفريق الذى "يسهل المهمة" على الآخرين.
وبينما تحتفل جماهير باريس ومانشستر سيتى بلقب طال انتظاره، تعيش جماهير الانتر خيبة أمل متجددة، تترافق مع شعور أن فريقها أصبح "ممرا إجباريا" نحو منصة التتويج للفرق الطموحة.
الأكيد أن التاريخ لن ينسى أن إنتر ميلان كان موجودا حين حان وقت ميلاد مجد مانشستر سيتى وباريس سان جيرمان لكن المؤسف أنه كان على الطرف الخاسر، حاملًا حقيبة الهدايا دون أن يحصل على أى منها.
0 تعليق