العذراء , كشفت المعاينة الأولية لحريق الكنيسة بمدينة إسنا في محافظة الأقصر، أن السبب المحتمل وراء الحادث كان نتيجة حدوث ماس كهربائي بالتزامن مع تسرب غاز الفريون من وحدات التكييف، ما أدى إلى اندلاع الحريق. كما تسببت هذه العوامل في انفجار أنبوبة بوتاجاز موجودة في المطبخ بالطابق الثالث، مما ساهم في تصاعد ألسنة اللهب في الجزء العلوي من المبنى. وتباشر جهات التحقيق المختصة حالياً أعمالها للوقوف على التفاصيل الدقيقة للحادث، وتحديد المسؤوليات إن وجدت، مع مواصلة المعاينة الفنية من قِبل خبراء الأدلة الجنائية.
استجابة سريعة من الحماية المدنية أنقذت الموقف داخل كنيسة العذراء
فور تلقي غرفة العمليات بلاغ من الأهالي باندلاع الحريق في مخزن بأعلى سطح الكنيسة، تحركت سيارات الإطفاء بسرعة إلى موقع الحادث. وتمكنت الفرق من السيطرة على النيران خلال وقت قياسى، ما حال دون انتشارها إلى باقي أجزاء الكنيسة.
وأفادت مصادر مطلعة أن الحريق كان محدودًا، واقتصر على غرفة جانبية في السطح وبعض الأجهزة الكهربائية التي التهمتها النيران. وأشادت المصادر بسرعة وكفاءة رجال الحماية المدنية الذين تعاملوا مع الموقف باحترافية، وهو ما أسهم في تقليل حجم الخسائر ومنع وقوع كارثة أكبر.
وأكد عدد من شهود العيان من أهالي المنطقة أن رجال الإطفاء وصلوا خلال دقائق قليلة من تلقي البلاغ، مشددين على أهمية تعزيز إجراءات الأمان والسلامة داخل دور العبادة، وخاصة ما يتعلق بصيانة الأنظمة الكهربائية والتأكد من سلامة التوصيلات والأجهزة.
تأمين محيط كنيسة العذراء واستمرار التحقيقات الفنية
في أعقاب الحادث، كثّفت الأجهزة الأمنية من تواجدها في محيط الكنيسة، لضمان استقرار الأوضاع ومنع أي اقتراب غير مصرح به، إلى حين الانتهاء من كافة أعمال الفحص والمعاينة الفنية. يأتي ذلك في إطار الحرص على جمع الأدلة بدقة وتحديد الأسباب الفنية الدقيقة وراء الحريق، لا سيما مع وجود عناصر متعددة تسببت في اشتعال النيران.
وصرحت جهات التحقيق أن عملية جمع البيانات والمعلومات من شهود العيان والعاملين بالكنيسة جارية، كما يتم فحص أجهزة التكييف وشبكات الكهرباء والبوتاجاز لتحديد مصدر الخلل بدقة، وتقديم تقرير نهائي يُبنى عليه القرار القضائي المناسب.
يمثل حادث حريق كنيسة العذراء في إسنا جرس إنذار بضرورة الالتزام بإجراءات السلامة داخل المباني الدينية، خاصة فيما يتعلق بالأجهزة الكهربائية وأدوات المطبخ. وعلى الرغم من محدودية الحريق وسرعة السيطرة عليه، فإن الوقاية تظل أفضل السبل لتجنب مثل هذه الحوادث مستقبلاً. ويبقى الدور الذي لعبته قوات الحماية المدنية محل تقدير كبير، لما أبدوه من سرعة واستجابة فعالة أنقذت الموقف ومنعت وقوع خسائر بشرية أو كارثة أكبر.
0 تعليق