الهيدروجين الأخضر في الصين منافس شرس لأميركا وأوروبا.. أين الخلل؟

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت إستراتيجية الهيدروجين الأخضر في الصين عن نقاط قوة فسرت أسباب الطفرة المعلنة، خاصة في حجم الإنتاج وتطور المشروعات، مقابل تراجع واضح في أميركا وأوروبا.

ومع تسليط الضوء على حجم الفجوة بين الطرفين "الآسيوي من جهة، والغربي من جهة أخرى"، بات من الضروري الوقوف على خطط الهيدروجين والتركيز على الاستعمالات المجدية.

وحسب قاعدة بيانات إنتاج الهيدروجين العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، أسهمت المشروعات المسلمة العام الماضي (2024) بإنتاج قوي يعكس الضعف الأوروبي.

وعانت الصناعة في أميركا وأوروبا مؤخرًا، وألغت بعض الشركات مشروعات بمستهدفات ضخمة وأرجأت شركات أخرى تنفيذ خططها؛ ما أظهر "عدم واقعية" الإستراتيجية الغربية.

الهيدروجين الأخضر في الصين

سجل إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين طفرة مؤخرًا؛ إذ بلغ 125 ألف طن من بين 36.5 مليون طن إجمالية أنتجتها الدولة الآسيوية.

خزانات الهيدروجين الأخضر في منشأة تابعة لشركة سينوبك الصينية
خزانات الهيدروجين الأخضر في منشأة تابعة لشركة سينوبك الصينية – الصورة من بلومبرغ

ورغم أن نسبة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى بقية الأنواع الأخرى لا تزال ضئيلة (0.34%)؛ فإن وصفها بـ"الطفرة" يعود لأسباب؛ من بينها:

- أن إنتاج الهيدروجين الأخضر جاء من 35 مشروعًا شُغِّلَت العام الماضي فقط، ما يعكس نموًا للسوق الناشئة و"قفزة" مقارنة بالإنتاج السابق لبكين.

- طفرة الإنتاج مقارنة بالإنتاج الأميركي والأوروبي المتعثر، وسنتناوله بالتفصيل لاحقًا.

- امتلاك الصين -حاليًا- نصف القدرة الإنتاجية العالمية من الهيدروجين الأخضر، حسب تقديرات موقع إنرجي نيوز.

- التفوق التقني: تسارعت وتيرة سباق التقنيات الصينية في مجال الهيدروجين منخفض الكربون، وتنافست الشركات فيما بينها في إعلان ابتكارات تغطي الإنتاج والتخزين والنقل، وأقبلت على تسجيل براءات اختراع لهذه الأدوات بصورة مكثفة منذ الكشف عام 2020 عن أهداف الحياد الكربوني.

- النجاح في خفض تكلفة أجهزة التحليل الكهربائي إلى ما يقرب من "ربع" التكلفة الأوروبية، ما أنعش الوتيرة المتسارعة للإنتاج وتقليص الموردين للأسعار.

- توسع التطبيقات الصناعية: تتوسع الصين في إنتاج الأمونيا الخضراء لتلبية التطبيقات طلب بعض الصناعات على الهيدروجين، وتستعد محطة "تشيفنغ" التابعة لشركة إنفيجن إنرجي" لإنتاج 300 ألف طن أمونيا سنويًا بعد حصولها على الموافقات.

- تعزيز الاتفاقيات الخارجية: وقعت الصين اتفاقيات بيع مع شركات يابانية، لربط أجهزة التحليل الكهربائي بأسواق الأسمدة.

التراجع الأميركي والأوروبي

تسجل الصناعة تراجعًا في دول الغرب، كما يمضي الهيدروجين الأخضر في الصين باتجاه التوسع والتطور.

أميركا:

تأثر الهيدروجين في أميركا بتقلب السياسات، خاصة بين إدارتي الرئيسين "جو بايدن" و"دونالد ترمب".

وتعرضت المشروعات والمستهدفات لضغوط، ولم ينجح برنامج مراكز الهيدروجين النظيف في نشر أجهزة التحليل الكهربائي أو تأمين عقود قوية.

ومقابل ذلك، اندفعت وتيرة تطور مشروعات الغاز الطبيعي مدفوعة بدعم تشريعي.

ويُشير الواقع الأميركي إلى كفاح عدد من المشروعات التي برهنت على جدواها، مثل مشروع منشأة الأمونيا التابع لشركة "تال يو إس إيه جي TalusAg"، ويعكس المشروع إمكان تطور السوق المحلية رغم ضعف المقومات.

ويبحث مطورو الهيدروجين الأخضر عن مناطق تمركز الطاقة الشمسية والرياح.

يتجه مطورو الوقود الكهربائي إلى مراكز طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الولايات المتحدة حلًا بديلًا.

ومن المتوقع لمشروع مثل "رودرانر" -الواقع في غرب تكساس- إنتاج 23 ألف طن سنويًا من وقود الطائرات المستدام وكميات من الهيدروجين الأخضر.

وتبرز ميزات المحطة في تجاوز المشروع لعقبة التمويل عبر توفير معدات مأمونة؛ إذ استفاد من أجهزة تحليل كهربائي كانت معدة مسبقًا من قبل شركة إلكتريك هيدروجين، ويمكنها خفض التكلفة بنسبة 60%.

الهيدروجين الأخضر في أميركا
إحدى منشآت إنتاج الهيدروجين الأخضر في أميركا - الصورة wsj

أوروبا:

نجحت أوروبا في وضع أهداف طموحة للهيدروجين سواء على صعيد الإنتاج أو الواردات، من خلال ما أطلقت عليه "الصفقة الخضراء".

ويبدو أن هذه الأهداف تواجه تحديات غالبيتها ذات إطار تنظيمي؛ إذ تقف كثافة الكربون والرسوم عائقًا أمام ضخ الاستثمارات في محطات استيراد الهيدروجين.

ولا تزال الائتلافات الصناعية الكبرى والشركات الممثلة للمرافق العامة تتردد في قرارات شراء إنتاج مشروعات الهيدروجين؛ ترقبًا لإجراءات تضمن العائدات.

ما الحل؟

لسد الفجوة التنافسية مع الهيدروجين الأخضر في الصين، وتقليل حجم المخاطر في المشروعات، تحتاج الهيئات المعنية في أميركا وأوروبا إلى إعادة هيكلة خططها الخاصة بالهيدروجين، والانحياز إلى الاستعمالات ذات الجدوى.

ويمكن تنفيذ ذلك عبر:

  • توضيح أطر السياسات (وتشمل: القوانين، والخطط الحكومية).
  • اقتناء التقنيات خاصة "المعيارية".
  • عقد اتفاقيات بيع صناعية (تحتاج المشروعات إلى تأمين الطلب لدعم الاستثمار).
  • تثبيت الحوافز (عبر ضمان دعم حكومي مستقر، وإعفاءات ضريبية).
  • تسهيل إصدار تصاريح وموافقات المشروعات.
  • جذب الدوائر الصناعية المهمة، مثل: شركات الأسمنت والبتروكيماويات والتكرير.
  • تحفيز استثمارات المحطات الضخمة بقدرة غيغاواط.
  • دمج الهيدروجين في شبكات الغاز الحالية، للاستفادة من البنية التحتية المتوافرة بالفعل.
  • تمويل وحدات التكسير والتفكيك (لإعادة تحويل الأمونيا إلى هيدروجين).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق