يتحول ملعب "أليانز أرينا" مساء الأحد 8 يونيو 2025 إلى مركز اهتمام عشاق الكرة الأوروبية، حيث يصطدم المنتخبان الإسباني والبرتغالي في نهائي دوري الأمم الأوروبية، في مواجهة يتقاطع فيها الزمن، ويتجسد خلالها صراع الأجيال بين أسطورة قاربت على الوداع، ونجم يطرق أبواب المجد في أولى خطواته الكبرى.
لينك مباشر كورة بلس.. بث مباشر مشاهدة مباراة البرتغال واسبانيا يلا شوت بلس بجودة عالية مباشر الأسطورة لايف ناو كورة اونلاين 1/2
كريستيانو رونالدو يقف على أعتاب لحظة قد تكون الأخيرة في مشواره الدولي، فيما يحاول لامين يامال انتزاع أول تتويج قاري في مسيرته التي تبدو واعدة منذ لحظاتها الأولى.
إسبانيا تصل إلى هذا الموعد بثوب البطل، بعدما أحرزت لقب النسخة الماضية من البطولة، ثم واصلت بسط هيمنتها بتحقيق كأس أوروبا العام الماضي، في وقت يُظهر فيه الثنائي الشاب لامين يامال ونيكو ويليامز حضورًا حاسمًا في كل اختبار، فيامال تحديدًا قدم أداءً مبهرًا في نصف النهائي أمام فرنسا، حيث وقّع على هدفين وفرض إيقاعه الهجومي طيلة اللقاء، ما منحه جائزة أفضل لاعب، وسلط الأضواء عليه كنجم صاعد بسرعة لافتة.
في المقابل، لا يزال رونالدو يتمسك بقدرته على صناعة الفارق، إذ سجل هدف الحسم أمام ألمانيا، رافعًا رصيده الدولي إلى 137 هدفًا، وسط إشارات متزايدة حول نهاية وشيكة لمشواره الدولي، مع اقتراب عقده الاحترافي الحالي من نهايته هذا الصيف، ومع كل هذه المعطيات، تبدو المواجهة أكثر من مجرد نهائي، بل فرصة أخيرة لرونالدو لصناعة لحظة خالدة، وأرضية خصبة ليامال ليضع اسمه بين كبار اللعبة.
حديث اللاعبين قبل اللقاء عكس طبيعته الخاصة، حيث عبّر يامال عن احترامه العميق لرونالدو، مؤكدًا أن مواجهته تمثل تحديًا فريدًا، بينما دعا النجم البرتغالي إلى تخفيف الضغط على الجناح الشاب، وأثنى على قدرته الطبيعية في التعامل مع المباريات الكبرى، بدوره، كشف مدرب "لا روخا" لويس دي لا فوينتي عن إيمانه الكبير بقدرات يامال، مشيرًا إلى أن زملاءه يثقون به في اللحظات الحرجة، في حين رأى برناردو سيلفا أن وجود رونالدو في التشكيلة يمنح الفريق توازنًا ذهنيًا ويغذي الطموح الجماعي بشكل مستمر.
إسبانيا تدخل المباراة وعينها على لقب ثالث خلال عامين، بينما تحاول البرتغال استعادة أمجادها السابقة بإضافة تتويج جديد إلى سجلها، بعد لقبي يورو 2016 ودوري الأمم 2019، ما يضع الفريقين أمام فرصة ذهبية لتعزيز مكانتهما على المستوى القاري، خاصة أن لكل طرف دوافع متباينة تتراوح بين التتويج الأخير لمسيرة ممتدة، والانطلاقة الأولى لمسيرة تُبنى على الأحلام.
المواجهة تنطلق عند الساعة الثامنة مساءً بتوقيت المغرب والجزائر وتونس، العاشرة ليلًا بتوقيت القاهرة والرياض، والحادية عشرة بتوقيت أبوظبي، وتُقام على أرض ملعب "أليانز أرينا" في ميونخ الألمانية، تحت إدارة تحكيمية يقودها السويسري ساندرو شارر، وتنقلها شاشة beIN Sports 1، مع تعليق صوتي لعلي سعيد الكعبي.
الصراع بين إسبانيا والبرتغال يمتد لعقود طويلة، ويُعد من أكثر النزالات الكروية تقلبًا ونديةً، إذ بدأت أول مواجهة رسمية بين الطرفين في عام 1921، ومنذ ذلك الحين التقيا في أربعين مباراة متنوعة، تفوق فيها المنتخب الإسباني بفارق واضح، إذ حسم 17 مواجهة لصالحه، مقابل 6 فقط للبرتغال، بينما خيّم التعادل على 17 مباراة أخرى، ما يعكس صراعًا تاريخيًا حادًّا رغم التفاوت العددي.
عند تفصيل المواجهات الكبرى، يبرز غياب الانتصارات البرتغالية عن مشهد كأس العالم، حيث لم تنجح في التفوق على إسبانيا في أربع مباريات ضمن البطولة، بينما شهدت مواجهاتهما في كأس الأمم الأوروبية توازنًا نسبيًا، إذ تقاسما الفوز في لقاءين، وتعادلا في آخر.
أما في إطار دوري الأمم، فلم تحصد البرتغال أي فوز حتى الآن أمام الجار الغربي، رغم تكرار المواجهات في النسخ السابقة، وهو ما يضفي على هذا النهائي طابع التحدي التاريخي للبرتغاليين، وفرصة للإسبان لتأكيد هيمنتهم.
ذاكرة الجماهير تحتفظ بلحظات محفورة من هذه السلسلة الطويلة، منها هدف ديفيد فيا الذي أطاح بالبرتغال من كأس العالم 2010، وركلات الترجيح التي ابتسمت لإسبانيا في نصف نهائي يورو 2012، فضلًا عن الثلاثية اللافتة التي سجلها رونالدو في شباك إسبانيا خلال كأس العالم 2018، في واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة وتشويقًا، وهذه التفاصيل تضيف بعدًا سرديًا غنيًا للمواجهة القادمة، التي قد تُضاف بدورها إلى قائمة المباريات الخالدة بين الجارين.
في ميونخ، تتهيأ المدرجات لتشهد الفصل الحادي والأربعين من حكاية كروية طويلة، قد تكون الأخيرة لرونالدو، وقد تمهد لانطلاقة غير قابلة للتوقف ليامال، في نهائي لا يشبه سواه، لا في الأسماء، ولا في السياق، ولا في الرهانات التي يحملها لكل طرف.
0 تعليق