لماذا تتجنب إسرائيل إعلان خسائرها في الحروب والمعارك؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
7

إسرائيل، على مر العقود، اتبعت سياسة صارمة فيما يتعلق بالإفصاح عن خسائرها البشرية والمادية أثناء المعارك والحروب.
ورغم شدة القصف الذي شهدته اليومين الماضيين من قبل حزب الله، فإنها لم تعلن حتى اللحظة عن ضحايا أو خسائر تذكر جراء هذه الضربات، وقد أثارت تساؤلات حول أسباب هذا التكتم، خاصة في ظل اهتمام الرأي العام الدولي بمعرفة تفاصيل النزاعات والخسائر التي تتكبدها جميع الأطراف.

الأسباب العسكرية

بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير لها نشر اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024، فإن أحد الأسباب الرئيسية لعدم إعلان إسرائيل عن أعداد ضحاياها وخسائرها أثناء المعارك يعود إلى الاعتبارات العسكرية.

الإفصاح عن الخسائر يمكن أن يقدم معلومات قيّمة للعدو حول مدى نجاح أو فشل العمليات العسكرية الإسرائيلية، في الحروب، يعد الاحتفاظ بالتفوق النفسي والميداني أحد أهم العوامل التي تسهم في تحقيق النصر، ومن خلال إخفاء أعداد الضحايا والخسائر، تتجنب إسرائيل تزويد خصومها بمعلومات قد تؤثر على سير المعارك أو تتيح لهم الفرصة لتعديل استراتيجياتهم.

إضافة إلى ذلك، تخشى إسرائيل أن نشر معلومات عن خسائر كبيرة قد يؤدي إلى تآكل معنويات جنودها أو يقلل من ثقة المجتمع الدولي في قدرتها العسكرية، فالتفوق العسكري والتكنولوجي يعتبر أحد أبرز مكونات الردع الإسرائيلي، والإفصاح عن خسائر كبيرة يمكن أن يؤدي إلى إضعاف هذا الردع.

التأثير على الجبهة الداخلية

من جهة أخرى، هناك أسباب تتعلق بالجبهة الداخلية والمجتمع الإسرائيلي نفسه، تعتبر إسرائيل دولة صغيرة من حيث عدد السكان، ولذلك فإن كل جندي يعد جزءًا حيويًا من النسيج الاجتماعي والاقتصادي، الإعلان عن عدد كبير من الضحايا قد يؤدي إلى ردود فعل قوية من قبل الشعب الإسرائيلي، ما يزيد الضغط على الحكومة والجيش لإعادة النظر في استراتيجياتهم.

إسرائيل تخشى أن يؤدي الكشف عن الخسائر الكبيرة إلى تزايد الضغوط من العائلات والمنظمات المدنية لوقف العمليات العسكرية، خاصة إذا كانت الحرب طويلة الأمد أو ذات تكلفة بشرية عالية، في ظل تزايد الدعوات للمحاسبة والشفافية في المجتمع الإسرائيلي، قد تجد الحكومة صعوبة في مواجهة تلك الضغوط إذا ما أعلنت عن الخسائر بشكل دوري.

البعد النفسي والمعنوي

عامل آخر يدفع إسرائيل لتبني هذا النهج هو الحفاظ على الروح المعنوية العامة، سواء في صفوف الجيش أو بين المدنيين، الحروب التي خاضتها إسرائيل شهدت غالبًا مواجهات مع جماعات مسلحة غير تقليدية أو دول مجاورة، حيث تلعب الدعاية النفسية دورًا كبيرًا.

الامتناع عن إعلان الخسائر قد يمنع العدو من استخدام تلك المعلومات لتعزيز دعايته النفسية ضد إسرائيل، وهو ما قد يؤثر على الروح القتالية للجيش أو الموقف العام للمجتمع.

في العديد من الحروب الحديثة، تحاول الأطراف المتصارعة تحقيق انتصارات معنوية بقدر ما تسعى لتحقيق انتصارات عسكرية، ولهذا، فإن إدارة المعلومات بشكل محسوب يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجية الحرب النفسية.

السياق السياسي والدولي

على المستوى السياسي، إسرائيل تحرص على إبقاء خسائرها طي الكتمان لتجنب التأثير على علاقاتها الدولية أو تأليب الرأي العام العالمي ضدها.
في بعض الحروب، قد يؤدي الإعلان عن خسائر كبيرة إلى دعوات دولية لوقف الأعمال العدائية أو فرض عقوبات، مما قد يحد من حرية الحركة العسكرية الإسرائيلية، لذا، فإن الاحتفاظ بسرية الخسائر قد يكون وسيلة للحفاظ على هامش المناورة السياسية في الساحة الدولية.

أمن قومي

السياسة التي تتبعها إسرائيل بعدم الإعلان عن خسائرها أثناء الحروب والمعارك تعتمد على مزيج من الاعتبارات العسكرية والنفسية والسياسية.
من خلال هذه السياسة، تسعى إسرائيل إلى حماية أمنها القومي وتجنب التأثيرات السلبية على معنويات الجيش والشعب، في المقابل، يظل هذا التكتم محط تساؤلات داخلية وخارجية حول مدى الشفافية والمحاسبة في أوقات الحروب.

اقرأ أيضا:

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق