في مثل هذا اليوم، 25 سبتمبر، نحتفل بذكرى ميلاد أحد الشخصيات البارزة في تاريخ الرياضة المصرية والقانون، وهو جورج مرزباخ.

الذي وُلِد في عام 1874 في مدينة بروكسل البلجيكية، ورغم جذوره الأوروبية، إلا أن حياته المهنية والشخصية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بمصر، حيث أسس نادي الزمالك عام 1911 وترك بصمة واضحة في الساحة الرياضية والقانونية.

من هو جورج مرزباخ

جورج مرزباخ، الذي ينتمي لديانة المسيحية، كان يتمتع بمسيرة مهنية مميزة كمحامٍ.

درس الحقوق وعمل تحت إشراف محامٍ معروف هو السيد هنري، الذي كان صديقًا لعائلته. بعد فترة التدريب، انتقل مرزباخ إلى مصر ليبدأ رحلته المهنية التي ساهمت في تشكيل حياته، ومع مرور الوقت، أصبح أحد الأسماء اللامعة في المجال القانوني في مصر.

دور مرزباخ في الحياة القانونية المصرية

عُيِّن مرزباخ في البداية رئيسًا لأحد المحاكم المختلطة في مصر، حيث كانت تلك المحاكم مخصصة للفصل في القضايا بين المصريين والأجانب، وكان يُعتبر من بين المستشارين القلائل الذين يُستشار بهم في الأمور القانونية، حتى من قبل شخصيات بارزة مثل البارون إمبان والملك فؤاد.

كانت علاقاته الواسعة تجعله خيارًا مفضلًا للمشورة القانونية، حيث عمل بجد على تحقيق العدالة في زمنٍ كانت فيه البلاد تحت تأثير الاحتلال الإنجليزي.

تأسيس مرزباخ نادي الزمالك

في عام 1911، أطلق مرزباخ فكرة تأسيس نادي الزمالك، والذي عُرِف في البداية باسم "قصر النيل". كان هذا المشروع هو تجسيد لرؤيته الرياضية والاجتماعية، حيث أراد إنشاء مكان يجمع بين ممارسة الرياضة والتفاعل الاجتماعي.

تمكن مرزباخ من الانتقال بالنادي إلى موقعه الحالي بالقرب من دار القضاء العالي، حيث شهد النادي نموًا وتطورًا ملحوظًا، ليصبح اليوم واحدًا من أبرز الأندية في العالم العربي.

جوائز جورج مرزباخ

طوال مسيرته، حظي مرزباخ بالعديد من الأوسمة والجوائز تقديرًا لمساهماته. منحه الخديوي عباس حلمي الثاني لقب "البكوية" بعد 20 يومًا من تأسيس نادي الزمالك، كما حصل على نيشان النبيل ووسام "اللجيون دونير".

وفاته وإرثه

توفي جورج مرزباخ في 17 فبراير 1928، عن عمر يناهز 52 عامًا، حضر جنازته شخصيات مرموقة مثل رئيس مجلس القضاء الأعلى ووزير العدل، مما يدل على تقدير المجتمع له. دُفن مرزباخ في مدافن اللاتين بمنطقة السيدة زينب، حيث تظل ذكراه حية في قلوب الكثيرين.

تأثير مرزباخ على التعليم العالي

بالإضافة إلى إنجازاته الرياضية والقانونية، يُعتبر مرزباخ مؤسس كلية الحقوق في جامعة القاهرة، التي أُسِّست عام 1925. ساهمت هذه الكلية في تخريج العديد من المحامين والقضاة الذين ساهموا في تطوير النظام القانوني في مصر.

جورج مرزباخ هو شخصية تاريخية جمعت بين التحديات القانونية والإنجازات الرياضية. ترك إرثًا لا يُنسى في كل من المجالين، مما جعله رمزًا من رموز الرياضة المصرية. وفي ذكرى ميلاده، نتذكر كيف ساهمت رؤيته وطموحاته في تشكيل مستقبل الرياضة والقانون في مصر.

جدير بالذكر أن جورج مرزباخ، مؤسس نادي الزمالك، أوصى بأن يُدفن في مصر، البلد التي أحبها وعاش فيها، وحرصت عائلته على تنفيذ هذه الوصية بعد وفاته.

وتجدر الإشارة إلى أن مرزباخ لم يكن يحمل جنسية أي دولة محتلة لمصر، على عكس آخرين، كما أنه لم يكن منتمياً إلى الحركة الماسونية.

وعمل مرزباخ كقاضٍ في المحاكم المختلطة، وهي محاكم كانت تختص بالفصل في القضايا التي تنشأ بين المصريين والأجانب، مما جعله أحد الشخصيات القانونية البارزة في مصر خلال تلك الفترة.