يُنظر إلى التوسع في قدرة الطاقة النووية العالمية على أنه خطوة حاسمة لمعالجة تحديات أمن الطاقة، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، بالتزامن مع الحد من انبعاثات الكربون.

وشهد عام 2024 تطورًا في استثمارات البنية التحتية للطاقة النووية لرفع قدرات توليد الكهرباء بهذا المصدر النظيف، من جانب عدد من الدول.

ومن يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول 2024، أُضيفت إلى قدرة الطاقة النووية العالمية في مرحلة قيد الإنشاء 7 مفاعلات جديدة، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

واشتملت سعة الطاقة النووية الجديدة على 5 مفاعلات من الصين، إلى جانب مفاعل واحد في كل من مصر وروسيا.

أسطول الطاقة النووية العالمي يتعزز بمفاعلات جديدة

يمكن أن تُسهِم قدرة الطاقة النووية بدور كبير في تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 من خلال توفير كهرباء موثوقة وتعزيز مرونة الشبكات واستقرارها، وتمثل في الوقت الحالي 9% من إمدادات الكهرباء العالمية.

وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2024، انضم إلى أسطول الطاقة النووية العالمي 62 مفاعلًا بسعة تبلغ 75 غيغاواط قيد الإنشاء، تنتظر ربطها بشبكة الكهرباء لرفع السعة المركبة بنسبة 20%، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية.

ويُشكّل الارتفاع في بناء المفاعلات علامة مشجعة لقدرة الطاقة النووية العالمية، التي واجهت تحديّات على مدار السنوات الماضية بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة والمنافسة من المصادر المتجددة.

وفي الأشهر الـ9 الأولى من 2024، أسهمت مفاعلات نووية جديدة في الصين والهند والإمارات والولايات المتحدة، في توصيل 4.5 غيغاواط من السعة النووية بالشبكة الكهربائية.

وكان العام الماضي (2023) قد شهد تشغيل 5 مفاعلات نووية جديدة بإجمالي 5.5 غيغاواط من قدرة الطاقة النووية، إلى جانب إعادة تشغيل 1.6 غيغاواط أخرى من المفاعلات القائمة.

في المقابل، خرجت 6.3 غيغاواط من محطات الطاقة النووية العالمية عن الخدمة، وفق البيانات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

الصين تقود قدرة الطاقة النووية قيد الإنشاء عالميًا

تسارع الصين في دعم قدرة الطاقة النووية؛ إذ ترتكز فيها نصف السعة العالمية قيد الإنشاء، وتروج الحكومة لهذا القطاع لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات قبل 2030.

ويوجد نحو 58.1 غيغاواط من المحطات النووية قيد الإنشاء في الصين، حتى يوليو/تموز 2024، وتأتي الثالث عالميًا في هذا القطاع بعد الولايات المتحدة (102.5 غيغاواط) وفرنسا (64 غيغاواط)،

ومن المتوقع نمو قدرة الطاقة النووية قيد التشغيل في الصين إلى 71 غيغاواط بحلول عام 2026.

ويرصد الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، أكثر الدول توليدًا للكهرباء من الطاقة النووية:

ومن بين الوحدات قيد الإنشاء حاليًا في الصين، الوحدة الثانية من محطة تشانغتشو للطاقة النووية وتبلغ قدرتها 1126 ميغاواط، ومن المقرر تشغيلها في عام 2025.

محطة الضبعة في مصر

في يناير/كانون الثاني 2024، شهدت مصر بناء المفاعل الرابع بمحطة الضبعة النووية أولى خطوات البلاد في مجال الطاقة النووية، وهي جزء من إستراتيجية أوسع لتنويع مزيج الكهرباء في البلاد وتحسين أمن الطاقة.

تقع المحطة في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.

وصُممت محطة الضبعة لتشمل 4 وحدات لتوليد الطاقة الكهربائية، تبلغ قدرة كل منها 1.2 غيغاواط وتستعمل مفاعلات الماء المضغوط روسية الصنع، من الجيل الثالث المُطور.

ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل الوحدة الأولى بحلول عام 2028، على أن تتبعها الوحدات اللاحقة لتدخل حيز التشغيل بحلول عام 2030.

روسيا تطور مفاعلات معيارية صغيرة

بالتزامن مع المفاعلات قيد الإنشاء، تستهدف روسيا تطوير مفاعلات معيارية صغيرة أخرى، بجانب الصين وكندا وفرنسا واليابان وكوريا وأميركا والمملكة المتحدة.

والمفاعلات النووية المعيارية الصغيرة هي محطات طاقة نووية أصغر حجمًا وإنتاجًا من المفاعلات التقليدية، ومصممة لبنائها في المصانع ونقلها إلى المواقع للتركيب والتشغيل.

وتستهدف روسيا بناء 34 وحدة نووية جديدة، لرفع حصة توليد الكهرباء من الطاقة النووية في البلاد من 18.9% حاليًا إلى 23.5% خلال عام 2042.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: