لا يزال الحديث عن حرب نووية عالمي في إطار التحذيرات والتحليلات، ولم يتحول إلى واقع ملموس. ومع ذلك، يُنصح المجتمع الدولي بتكثيف الجهود الدبلوماسية لتجنب انزلاق العالم إلى كارثة لا تُحمد عقباها.
وفي هذا الإطار حذرت محللة الاستخبارات العسكرية الاستراتيجية والمسؤولة السابقة في وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، ريبيكا كوفلر، من أن الولايات المتحدة وروسيا تسلكان مسارًا تصعيديًا قد يقود إلى حرب نووية.
وقالت كوفلر، خلال مداخلة مع قناة "فوكس نيوز":في مجتمع الاستخبارات، ناقشنا هذا السيناريو مسبقًا. الآن نحن على طريق تصعيدي نحو حرب نووية. ربما لا يحدث ذلك اليوم أو غدًا، لكن التطورات تشير إلى أن البلدين في حالة حرب فعلية. السبب هو أن تشغيل الصواريخ لا يتم بشكل تلقائي، فبينما قد ينفذ الجندي الأوكراني الإطلاق، إلا أن التوجيه والتأكد من دقة الهدف يتطلبان تدخلًا عسكريًا أمريكيًا. لهذا السبب تعتبر روسيا أن أهدافًا في الولايات المتحدة وأوروبا تحت التهديد".
وأشارت كوفلر إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث قال إن توفير الأسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة، لكنه لاحقًا تراجع عن موقفه وأجاز استخدام تلك الأسلحة من قبل أوكرانيا.
وأضافت: "لهذا السبب تصر روسيا على أن أهدافًا في الولايات المتحدة وأوروبا باتت في مرمى نيرانها".
تحذيرات كوفلر تأتي في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وموسكو، ما يزيد من المخاوف من تحول النزاع الأوكراني إلى مواجهة أوسع نطاقًا.
مؤشرات مقلقة
تتزايد المؤشرات المقلقة وفقًا لتصريحات بعض المحللين والمسؤولين بسبب تصاعد المخاوف جراء الأسباب التالية:
تصاعد التوتر بين القوى الكبرى: العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، خاصة مع استمرار الصراع في أوكرانيا.
1. انتشار الأسلحة المتقدمة: استخدام أسلحة بعيدة المدى ودقيقة التوجيه من قبل أوكرانيا بدعم غربي يعزز مخاوف روسيا من تصعيد مباشر.
2. التصريحات التحذيرية: روسيا أشارت مرارًا إلى أن دعم الغرب لأوكرانيا بأسلحة معينة قد يُعتبر تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
3. سباق التسلح النووي: تعزيز الترسانات النووية، وإجراء تدريبات عسكرية تحاكي سيناريوهات نووية، يعكس أجواء تصعيدية.
ورغم التصعيد الكلامي والتحذيرات، تبقى الدول الكبرى ملتزمة - حتى الآن - بعقيدة الردع النووي، حيث تُعتبر الأسلحة النووية وسيلة ردع لا للاستخدام الفعلي. ومع ذلك، فإن سوء التقدير أو الحوادث غير المتوقعة قد يؤدي إلى تصعيد غير مقصود.
0 تعليق