فقط في ولاية ترامب، لا يمر يوم دون إثارة للجدل، فبعد تعيين “إيلون ماسك” في الولاية الجديدة وتعيين “ليندا مكمان” في منصب وزيرة التعليم، وبعد التصريحات الجدلية لترامب نفسه ولوزرائه الجدد.
ظهر وزير الصحة الأمريكي الجديد، “روبرت كينيدي”، والذي عين في هذا المنصب في حكومة الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب”، وكشأن أغلب وزراء ترامب، تحدث “كينيدي” بما لم يتوقعه أحد، عن عزمه في إدارة المنظومة الصحية بأمريكا.
تصريحات مثيرة للجدل لروبرت كينيدي
وسرعان ما اجتاحت تصريحاته عن مادة الفلورايد، جميع وسائل الإعلام والذي تحدث عنها قائلًا، "سنراجع مادة الفلورايد في المياه فهي سم، وسننصح جميع الولايات الأمريكية بإزالتها".
كان هذا التصريح بمثابة صاعقة، فالفلورايد عرفت بأنها مادة تضاف إلى مياه الشرب في معظم دول العالم منذ عقود، في محاولة للحد من تسوس الأسنان، وقد تم تبني هذا القرار بناءً على دراسات علمية ربطت بين وجوده في المياه وبين انخفاض معدلات التسوس بين الأطفال والكبار.
وزير الصحة الأمريكي يعزم على تغيير المياه العامة
غير أن كينيدي، الرجل الذي يأتي ينحدر من أسرة سياسية، فهو ابن شقيق الرئيس الأميركي الراحل جون "كينيدي"، أصبح اليوم وزيراً للصحة، وبدا عازماً على تحدي هذا الرأي السائد، مشيرا إلى أن مادة الفلورايد، ما هي إلا نفايات صناعية مرتبطة بالتهاب المفاصل، وكسور العظام، وسرطان العظام، وفقدان معدل الذكاء، واضطرابات النمو العصبي، وأمراض الغدة الدرقية.
تساؤلات كثيرة بدأت تثار في المجتمع الأمريكي، حيث انقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض، البعض كان ينظر إلى تصريحات كينيدي على أنها خطوة جريئة نحو مواجهة "السموم" التي قد تكون تؤثر على صحة الأمريكيين على المدى الطويل، فيما اعتبر البعض الآخر أن الفلورايد أثبت فعاليته في مكافحة التسوس وأن إزالته قد يؤدي إلى عواقب صحية غير محمودة.
تعيين الناشط روبرت كيندي في ولاية ترامب الجديدة
وتاريخياً، كان كينيدي معروفًا بجرأته في اتخاذ قرارات مثيرة للجدل، وكان قد خاض معركة طويلة في مجال البيئة، باعتباره محام متخصص في القضايا البيئية، حيث دافع عن حماية المياه والهواء من الملوثات الصناعية، وها هو اليوم يتحدى إحدى الممارسات التي اعتبرها جزءًا من التقاليد الغير مدروسة، ولكن هل كان محقًا في تحدي العلم الذي استمر لعقود في دعم الفلورايد؟
موقف وزير الصحة من اللقاحات
وعرف “روبرت كينيدي”، بموقفه الرافض لأدوية اللقاح، وبنقده الشديد للسياسات الصحية المعتمدة على اللقاحات، ومع ذلك فإنه أكد في تصريحات لشبكة "إن بي سي نيوز" أنه لن يتخذ أي خطوات تمنع الأشخاص من الحصول على اللقاحات.
ويأتي هذا في وقت تعهد فيه ترامب بمنح مناهضي اللقاحات "دورًا كبيرًا" في مجال الرعاية الصحية في إدارته، بعزم جعل أمريكا أكثر صحة وأمانًا، وقال ترامب عن أن اختياره لـ"كينيدي" يأتي في إطار التصدي لما وصفه بـ "التضليل والخداع" الذي تمارسه شركات الأغذية والأدوية في قضايا الصحة العامة، لافتًا إلى أن “كينيدي” سيعمل على إعادة الشفافية للنظام البحثي العلمي، مع التركيز على القضاء على وباء الأمراض المزمنة وجعل أمريكا صحية وعظيمة مرة أخرى.
0 تعليق