تحل علينا اليوم الاثنين الموافق 25 نوفمبر، الذكرى الرابعة لوفاة أحد أبرز أساطير كرة القدم على مر تاريخها، وهو الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، الأعظم لاعبي في تاريخ اللعبة، والذي استطاع أن يخلد اسمه في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة حول العالم.

مارادونا، موهبة استثنائية فريدة أثرت الملاعب بسحرها

وتميز مارادونا، بموهبة استثنائية ليست لها مثيل في عالم كرة القدم، حيث تمكن من قيادة منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 1986 وأحرز أهدافًا من أبرز ما سُجلت في تاريخ الساحرة المستديرة، وأبرزها "هدف القرن" و"يد الرب"، كما يظل اسمه حاضرًا في قلوب جميع مشجعي كرة القدم حول العالم.

وتظل إنجازات مارادونا ومهاراته وقدراته على مراوغة خصومه، موضع إثارة لإعجاب جماهير كرة القدم، فضلًا عن تتويجه بالكثير من الألقاب مع الأندية والمنتخبات، وعلى رأسها كأس العالم التاريخي عام 1986، وفوزه بالدوري الإيطالي مرتين مع نابولي، ورغم التحديات الشخصية التي واجهها، لا يمكن لأحد أن ينكر بصمته الفريدة في ملاعب الساحرة المستديرة، سواءً من خلال مهاراته الفريدة أو أهدافه المثيرة للإعجاب وإنجازاته الكبيرة الملهمة.

نشأة مارادونا وبدايته في عالم الساحرة المستديرة

ولد صاحب اللمسة السحرية، في حي فقير بمقاطعة بوينس آيرس بالأرجنتين، يوم 30 أكتوبر 1960، وسط عائلة فقيرة، وكان الابن الأول بعد أربع بنات، ولديه شقيقان أصغر منه، وكلاهما لعب كرة القدم بشكل احترافي، ولكن لم يكونوا من مشاهير الساحرة المستديرة.

بداية قوية لمارادونا في مسيرته الاحترافية 

 ورأى أحد الكشافين الأرجنتنيين، موهبة فريدة في ساحرة الكرة المستديرة، أثناء مشاركته في إحدى المباريات في نادي الحي الذي يسكن فيه مارادونا، وانضم لفريق الناشئين في نادي أرجنتينوس جونيورز وهو في العاشرة من عمره، وكانت الجماهير تستمتع بمهاراته خلال استراحة أشواط الفريق الأول بالنادي الذي انضم له.

وصعد مارادونا للفريق الأول بنادي أرجنتينوس جونيورز بعد عامين فقط، واستمر في صفوفه 4 سنوت، وشارك مع الفريق الأرجنتيني في 166 مباراة سجل خلالهم 116 هدف، لينتقل إلى بوكا جونيورز عام 1981، وقضى مع الفريق موسماً واحداً، تمكن خلاله من خطف أنظار كبرى الفرق الأوروبية بفضل موهبته الفذة، خاصة بعد ظهوره المميز في كأس العالم 1982.

انتقال قياسي لبرشلونة رغم التجربة السيئة

ورحل مارادونا إلى أوروبا من بوابة برشلونة في صفقة بلغت حينها 5 ملايين يورو، ومثل وقتها انتقاله رقمًا قياسيًا، وشارك مع البلوجرانا 58 مواجهة، سجل خلالهم 38 هدفاً، قبل أن يتخلى عنه الفريق الكتالوني بسبب سلوكه السيئ خارج الملعب.

مارادونا يكتب التاريخ في نابولي ويعيده لمنصات التتويج

وانتقل بعد ذلك الساحر الأرجنتيني إلى فريق نابولي في صيف 1984، بصفقة بلغت 7 ملايين يورو، وتمكن من صناعة المجد مع فريق نابولي، حيث تعد مسيرته بالفريق الإيطالي هي الأنجح في حياته.

وقضى مارادونا داخل نادي نابولي 7 مواسم، قادهم خلالها للتويج بالدوري الإيطالي مرتين، ولم يتمكن الفريق من تحقيق اللقب قبل انضمام الساحر الأرجنتيني ولا بعده، وتتلخص مسيرته مع الفريق في 259 مباراة، أحرز خلالهم  115 هدفًا.

قصة مثيرة عن مارادونا، مدفون بدون قلب

ويتناول كتاب "صحة مارادونا.. قصة حقيقية" الذي نشره الطبيب والصحافي نيلسون كاسترو، مفاجأة صادمة عن مارادونا، حيث يتضمن الكتاب سجلات طبية سرية تشمل حقائق مؤلمة عن نجم الكرة المستديرة قبل وبعد فاته، بالإضافة لدفنه بدون قلب والذي كان يزن ضعف الوزن الطبيعي.

وأكد كاسترو، أن مارادونا تم دفنه بدون قلب، بعد أن تم إخراجه من جسده للتحقيق في ظروف وفاته، مشيراً إلى أن اللاعب كان مدمنًا بشكل مفرط للمواد المخدرة، إلا أن جسده كان يمتلك قدرة مذهلة على مقاومة التأثيرات السلبية لهذه العادات.

واتهم كاسترو، الطاقم الطبي الذي كان مسؤولًا عن علاج مارادونا، بالتسبب في وفاته، ومشددًا على أن اللاعب كان من الممكن أن يعيش حياة أطول وأكثر صحة إذا كان قد حصل على العلاج المناسب.

غموض حول وفاة الأسطورة الأرجنتينية

وأثارت وفاة مارادونا عام 2020 بعمر يناهز 60 عامًا بعد تأثره بأزمة قلبية، حالة حزن شديدة، زاحمتها حالة من الغموض والشكوك حول أسباب وفاته وكواليس الساعات الأخيرة في حياة اللاعب.

وسيطرت حالة من عدم اليقين على أسباب وفاة مارادونا، رغم مرور 4 سنوات على وفاته، بعد توجيه أصابع الاتهام بالإهمال الجنائي إلى 8 أطباء، بعد تحميلهم مسؤولية قتل أسطورة كرة القدم، ونفى المتهمون وجود أي تجاوزات أو مخالفات في التعامل مع اللاعب الراحل.

وخضع مارادونا لجراحة طارئة قبل وفاته، لعلاج تجمع دموي على المخ، واستمر بقائه داخل المستشفى لفترات طويلة، بسبب حدوث بعض المضاعفات الطبية للاعب، نتيجة انقطاعه المفاجئ عن تناول الكحوليات التي اعتاد عليها منذ اعتزاله.

وجاء الطاقم الطبي المتهم بالقتل غير المعتمد لمارادونا، كالتالي: طبيبة تنسيق الرعاية المنزلية نانسي فورليني، ومنسق الممرضين ماريانو بيروني، وجراح الأعصاب ليوبولدو لوكى، والممرضان ريكاردو عمر ألميرون، وداهيانا مدريد، والطبيبة النفسية أجوستينا كاساتشوف، والطبيب النفسي كارلوس دياز.

وعانى أسطورة كرة القدم الأرجنتينية، من سلسلة مشكلات صحية خطيرة بعد اعتزاله الساحرة المستديرة، حيث تعرض في عام 2000 بعد اعتزاله بأيام قليلة، لنوبة قلبية نتيجة جرعة زائدة من المخدرات، مما استدعى خضوعه لعلاج طويل الأمد في كوبا.

وفي عام 2004، ومع تجاوز وزنه 100 كيلوجرام، أصيب بنوبة قلبية أخرى، ونجح في تجاوزها بعد خضوعه لجراحة في المعدة ساعدته على إنقاص وزنه بشكل كبير، وفي عام 2007، أدى الإفراط في تعاطي الكحول إلى تدهور حالته الصحية، مما تطلب نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.