إن الحديث عن تحرير فلسطين من الاحتلال هو حديث متجذر في التاريخ الإسلامي، ويعكس إيمان المسلمين بأن النصر قادم لا محالة،تعتبر فلسطين، وخاصة القدس، من أكثر البقاع قدسية في الإسلام، حيث تعتبر وجهة المسلمين الأولى،القرآن الكريم مليء بالآيات التي تبشر بنصر المسلمين وتأكيد حقهم في هذه الأرض،إن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لم يدم طويلاً، وتشير الكثير من الآيات إلى أن الفرج بات قريباً،يأتي هذا المقال ليتناول المزيد من الآيات القرآنية التي تشير إلى تحرير فلسطين، وحقائق تاريخية وجغرافية تعزز هذا الحق.
آيات قرآنية عن تحرير فلسطين
توجد إشارات واضحة في القرآن الكريم تدل على أهمية فلسطين ودورها في تاريخ الأمة الإسلامية،ففي سورة الإسراء، يتحدث الله تعالى عن وعده لبني إسرائيل بالرجوع إلى الأرض المقدسة، وذلك في قوله تعالى “وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا.” وبذلك، يظهر توجيه الله للمستضعفين وحقهم في العودة.
هذه الآيات تشير إلى أن العاقبة للمؤمنين هي في الوصول إلى النصر والتمكين،كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء ليؤكد ذلك أيضاً بقوله “أُعدُدْ ستًّا بين يدي الساعةِ مَوتي؛ ثم فتحُ بيتِ المقدسِ….” ولذلك، يجب على المسلمين أن يستعدوا لذلك النصر المنشود بالتمسك بالإيمان والالتجاء إلى الله.
بالإضافة إلى ذلك، يتحدث القرآن الكريم عن نصرة المؤمنين وتمكينهم في الأرض، حيث تتوالى الآيات التي تحمل بشارات نصر الله،فالله يعد المؤمنين بالنجاح في سعيهم، ومن تلك الآيات ما جاء في سورة القصص “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ.”
- في سورة آل عمران، نجد الآية “إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ…”
- ويقول في سورة الحج “وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ…”
- وكذلك في سورة الروم “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ.”
ذكر تحرير فلسطين في القرآن
القدس تعتبر أرض مقدسة، وقد تضمنت الآيات القرآنية تأكيد هذا المعنى، حيث تحدث الله سبحانه وتعالى عن دخول بني إسرائيل الأرض المقدسة في قوله تعالى “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ…” وهذا يبين مكانة القدس في قلوب المؤمنين.
لم تخلُ فلسطين من الأنبياء ولم يفتر ذكرها في النصوص الشرعية،فقد عانت الأرض من مآسي واحتلالات عديدة، مما يؤكد ضرورة استعادة حقوقها السليبة من الاحتلال القائم اليوم،فالأحداث التاريخية تدل على أن الأمة الإسلامية لديها القدرة على استعادة الهيبة والكرامة.
- في سورة الإسراء، ورد قوله تعالى “وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ…”، الأمر الذي يعني أنه في النهاية سيكون هناك عودة وفتح.
- التحذيرات من الفساد وتأكيد العقاب في بعض مواقع السور تدل على أن ما يحدث في فلسطين هو جزء من هذا السيناريو القرآني.
لقد حذّر الله سبحانه وتعالى في قرآنه من الأفعال السيئة التي فعلها بني إسرائيل، وهذا الحذر يؤكد للأطفال كما للكبر، أن الله لن يتخلى عن المؤمنين بل سيوفر لهم سبل النصر.
الحقيقة الأولى (الفساد الأول)
يظهر هذا الفساد في قتلهم للأنبياء، حيث تروي الروايات أن هؤلاء القوم حاولوا إبعاد الحق،إذ جاء عن أئمة التفسير أن من بين الفساد الأول قتل النبي زكريا يحيى، مما يكشف حجم التعدي الذي شهدته تلك الآونة.
الحقيقة الثانية (العقاب الأول)
لقد عانت بني إسرائيل من العقوبة في الدنيا، فكان ما عانوه يكشف عن عذابهم على يد نبوخذ نصر وعذابات عديدة هي من آثار أفعالهم.
الحقيقة الثالثة (الإفساد الثاني)
إن ما قامت به إسرائيل منذ القدم من مؤامرات يدلل على أنها استمرت في تقسيم المجتمعات وتشتيت الأمم، ما خلف آثاراً جانبية في الأرض المقدسة،من تداعيات التاريخ تلك ستؤثر كما يظهر على مصير القدس وفلسطين.
إن هذه الأحداث تجسد صورة ملموسة للواقع الذي یعاني منه الشعب الفلسطيني،الرسالة واضحة سيأتي يوم يقوم فيه الحق ويزول الباطل، وهذا يجب أن يكون دافعًا للمستضعفين لينهضوا ماسكين بأملهم.
الحقيقة الرابعة (العقاب الثاني)
العقاب الثاني سيكون على يد المؤمنين من العرب، إذ يبرز دور المسلمين في استعادة الحقوق وتحقيق العدالة،يجب أن يكون ذلك واضحًا للجميع، حيث يشير التاريخ والأحداث الحاضرة إلى أن الجهاد هو الخيار الحتمي لاستعادة فلسطين.
إن ما تشهده فلسطين اليوم من أزمات وصراعات يشكل فرصة للمسلمين لاسترداد مكانتهم وحقوقهم،يجب أن نتأمل في الآيات ونعتبر بها، ونعمل على تعزيز المدن ونذر أنفسنا للمُضي بمسيرة التحرير،بدءًا من تطوير الفكر وامتدادًا نحو العمل الجاد، فإن فلسطين حتماً ستعود إلى أهلها.
0 تعليق