شهدت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إستونيا تطورًا لافتًا، متجاوزة العلاقات الدبلوماسية التقليدية لتشمل شراكات إستراتيجية في مجالات حيوية مثل: الزراعة والتكنولوجيا.
ففي إطار سعيها الحثيث إلى تحقيق الأمن الغذائي المستدام وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للابتكار الزراعي، دخلت الإمارات في شراكة مثمرة مع إستونيا، المعروفة بكونها رائدة في مجال الزراعة الذكية والمستدامة.
وقد أثمرت هذه الشراكة عن توقيع اتفاقيات تعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية ووزارتي المناخ والشؤون الإقليمية والزراعة في جمهورية إستونيا، لتعزيز التعاون المشترك في إدارة ملف الغذاء، واعتماد الحلول القائمة على التكنولوجيا في هذا المجال، مع اعتماد حلول تقنية متقدمة لتحسين إدارة الموارد الطبيعية والاستدامة البيئية والمناخية.
حلول مبتكرة لقطاع الزراعة تواكب تحديات المستقبل:
تتميز التكنولوجيا الزراعية الإستونية بمرونتها وقدرتها على التكيف مع البيئات القاسية، مما يجعلها مثالية للظروف المناخية في منطقة الخليج. وتقدم الشركات الإستونية مجموعة واسعة من الحلول المبتكرة التي تساهم في زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف وتحسين جودة المحاصيل، ومن أبرز هذه الحلول:
- أنظمة الزراعة الدقيقة: تعتمد هذه الأنظمة على البيانات والتحليلات لتخصيص الرعاية لكل نبات على حدة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل استخدام الأسمدة والمبيدات.
- الزراعة العمودية: تقنية مبتكرة تسمح بزراعة المحاصيل في طبقات عمودية داخل المباني، مما يتيح إنتاج كميات كبيرة من الغذاء في مساحات محدودة، وتقليل الاعتماد على الأراضي الزراعية.
- الروبوتات الزراعية: تقوم هذه الروبوتات بأعمال الزراعة الروتينية بدقة عالية وكفاءة، مما يقلل من الاعتماد على العمالة اليدوية ويزيد من الإنتاجية.
- أنظمة الري الذكي: تستخدم أجهزة استشعار لتحسين إدارة المياه وتقليل الهدر، مما يساهم في الحفاظ على هذا المورد الحيوي.
وتُعدّ شركة (إي أغرونوم) الإستونية مثالًا بارزًا على الابتكار في مجال الزراعة، إذ طورت برنامج ائتمان الكربون الذي يحفز المزارعين على تبني ممارسات زراعية مستدامة، مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة الدخل للمزارعين.
تأثير إيجابي في الأمن الغذائي والبيئة:
أظهرت الدراسات أن تطبيق التكنولوجيا الزراعية الإستونية يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تصل إلى 30%، وتقليل استهلاك المياه بنسبة تبلغ 50%. كما تساهم هذه التقنيات في حماية التربة وتحسين جودة الهواء والمياه، مما يجعل الزراعة أكثر استدامة.
وقد أكد خبراء إستونيون متخصصون في التكنولوجيا الزراعية، أن الشراكة بين الإمارات وإستونيا في مجال الزراعة تمثل نقلة نوعية في المنطقة، إذ ستساهم في تطوير قطاع الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي المستدام. مشيرين إلى أن التكنولوجيا الإستونية توفر حلولًا مبتكرة لمواجهة التحديات التي تواجه قطاع الزراعة في المنطقة، مثل ندرة المياه والتغير المناخي.
مستقبل واعد:
تتوقع الدراسات أن يساهم التعاون بين الإمارات وإستونيا في توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتحسين جودة الحياة للمواطنين. كما سيساهم في تعزيز مكانة الإمارات كمركز إقليمي للابتكار الزراعي، إذ شهدت الشراكة بين الإمارات وإستونيا إطلاق العديد من المشاريع المبتكرة في مجال الزراعة.
وأبرزت الإمارات اهتمامها بالزراعة من خلال مشاريع عملاقة، مثل إنشاء أكبر مزرعة عمودية في المنطقة، التي تستخدم أحدث التقنيات لزراعة الخضروات والفواكه على مدار العام.
كما طورت تطبيق ذكي للمزارعين يساعدهم في مراقبة محاصيلهم وتحسين إنتاجيتهم، بالإضافة إلى ذلك، أُطلق مشروع بحثي مشترك لدراسة إمكانية استخدام المياه المالحة في الزراعة، مما يساهم في تحقيق الاستدامة المائية في المنطقة.
الخلاصة:
تمثل شراكة الإمارات وإستونيا في مجال الزراعة نموذجًا يحتذى به في المنطقة، إذ تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والمعرفة الخبيرة لتحقيق الأمن الغذائي المستدام وحماية البيئة. وتؤكد هذه الشراكة أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالزراعة والموارد الطبيعية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق