تعتبر قصص الأطفال من أهم الوسائل التربوية التي تساهم في تنمية خيال الأطفال وتعليمهم القيم والأخلاقيات،ونظراً لارتباط الأطفال بالقصص وحبهم لسماعها، قام العديد من الأهالي بالبحث عن قصص جديدة وجذابة تساعد على تهدئة أطفالهم قبل النوم،لذلك، نقدم عبر موقعنا مجموعة من الحواديت المكتوبة باللهجة العامية، تتضمن شخصيات حيوانات وموضوعات شيقة تعزز من رغبتهم في النوم بطريقة مريحة وممتعة،حيث تلعب هذه القصص دوراً كبيراً في تحفيز خيال الأطفال وتنمية تفكيرهم.
حواديت قبل النوم للأطفال بالعامية مكتوبة
الحدوتة الأولى الديب روكي
كان يا ما كان يا سعد يا إكرام، في قديم الزمان، كان فيه غابة جميلة مليانة حيوانات متنوعة، وعايش فيها الديب روكي،لكن، الغريب في الأمر أن روكي لم يكن له أي صديق في الغابة بالرغم من أن جميع الحيوانات كانوا يعرفوه،السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لم يكن له أصدقاء السبب هو أن الحيوانات كانت تخاف منه جداً، وعندما يقترب منهم، يهرعون في كل اتجاه!
كان روكي يقوم بزيارة السناجب والأرانب في محاولاته ليتحدث معهم، ولكنهم كانوا يهربون كالعاصفة بمجرد رؤيته،كان يشعر بالوحدة، ولكن لم يكن لديه فكرة عن كيفية تغيير تلك الوضعية،ومع ذلك، كان هناك حيوان واحد فقط يرافقه، وهو الثعلب فلفل، الذي كان يُظهر له معاملة غير لطيفة وكان يسعى دائماً لخداعه.
وفي يوم من الأيام، بينما كان روكي يسير في الغابة، أخبر الجميع قائلاً “صدقوني، لا ذنب لي في ذلك! إذا كان آباؤكم أو أجدادكم قد تعاملوا بشكل غير لطيف معكم، فلا يمكنني تحمل تلك المسؤولية.” كان يقول ذلك باستمرار، ملحاً على الحيوانات أن يصدقوه.
بينما كان يتحدث، بدأ فلفل بالتقرب منه، وفجأة سأل فلفل روكي سؤالاً ولكنه لم ينتظر طويلاً للإجابة.اندهش فلفل عندما اكتشف أن روكي اختفى بالفعل، وكان قد جلس على الأرض يظهر عليه الحزن.
سأله فلفل “مالك يا روكي هل أصبت بشيء هل تحتاج إلى دكتور” رد روكي “لا، ليس لدي أي مرض، ولكنني حزين لأنني وحدي.” عندها قال فلفل “كيف تكون وحدك ونحن أصدقاء أنت بالطبع تفهم ذلك!”
عبر روكي عن حزنه أكثر فقال “لا تتضايق، فرغم أنك بجواري، إلا أنك تأتي وتنصرف، وأنا أرغب في أصدقاء يقضون الوقت معي طوال اليوم.” بعد أن استمع فلفل إلى مشاعر روكي، وعلق قائلاً “ربما يمكنك الذهاب إلى المزرعة حيث تكون هناك حيوانات أخرى ستصاحبك.” وبهذا الاقتراح، أحس روكي بسعادة غامرة وانطلق نحو المزرعة بحثاً عن أصدقاء جدد، بعيدًا عن وحدته.
استعد روكي للسفر إلى المزرعة، وكان متحمساً لدرجة أنه فقد مفتاح بيته في مجرى المياه!
لكن عند وصوله إلى المزرعة، كانت المفاجأة،لم يقابله أيٍ من الحيوانات نظرًا لخوفهم منه، حيث كان الجميع يصرخ ويهرب،كان كل لقاء له يوصل إلى عدم القبول والفزع،شعر روكي بالذعر وقرر الجلوس في وسط المزرعة ليعرف ما يحدث، وكانت تلك اللحظة محورية له لمواجهة مشاعره المشتتة.
لم يشعر بالاستسلام، بل عبر عن زعله مستفسراً عن سبب عدم حبهم له،وفي ختام الأمر، استمع الكلب ريكس إلى روكي وأعطاه فرصة العمل كحارس للمزرعة، مما منح روكي فرصة لنيل حب الحيوانات وأصبح محبوباً بينهم.
الحدوتة التانية العنكبوت نونو
كان يا ما كان، في الأزمنة الغابرة، كان هناك عنكبوت يُدعى نونو،كان يقف هناك يتأمل بشكل العصافير وهي تلهو، والأرنب الذي يحفر منزلًا جديدًا له وللأولاد،شعر نونو بحاجة ماسّة لبناء منزله أيضاً، لكن لم يعرف كيف يفعل ذلك،لم يكن بإمكانه بناء عش مثل العصافير أو حفر جحر له مثل الأرنب.
في يومٍ ما، صادف العنكبوت الحكيم الذي لاحظ حزنه وسأل عن السبب،أشار نونو إليه بحزن “أريد بناء منزل يليق بي وبعائلتي.” انفجر العنكبوت الحكيم ضاحكًا وأخبره “لا تبني منزلاً بنفسك، بل عليك أن تجد أنثى العنكبوت،هي القادرة على أن تبني لك بيتًا مُذهلاً، لأن لديها الغدد الحريرية لذلك.” دُهش نونو من هذا الكلام وسرعان ما انطلق بحثًا عن العنكبوتة.
وقد كانت تلك المواقف المحورية في حياة كل من روكي ونونو تجسد أهمية الصداقة والتواصل لدى الأطفال،إن سرد هذه الحواديت بأسلوب مبسط وملون يساعد في إيصال القيم والمعاني بطرق جذابة،تظل حواديت قبل النوم هي جزء أساسي من تراثنا، حيث يجب على الأهل الاهتمام بتقديمها لبناء ذكريات جميلة مع أبنائهم وتعزيز حب القراءة لديهم.
لذا، يمكنكم تجربتها مع أطفالكم، واستكشاف المزيد من القصص المثيرة التي تعزز الخيال وتهدئ النفوس قبل النوم،ولا تترددوا في ترك تعليقاتكم واستفساراتكم حول أي موضوع يتعلق بأهمية الحكايات للأطفال.
0 تعليق