للمتابعة اضغط هنا

هل يؤجج الهجوم الإيراني على إسرائيل الصراع الإقليمي؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
3

كان مشهد الصواريخ المتساقطة على تل أبيب ليل الثلاثاء هو الإشارة الأكثر وضوحًا على أن الصراع الإقليمي الذي كان الجميع يخشى اندلاعه طوال العام الماضي قد اشتعل أخيرًا.

وهو الهجوم الثاني على إسرائيل في أقل من 6 أشهر، ولكن هذه المرة، وصلت الصواريخ الباليستية أولًا بعد مرور 12 دقيقة من الطيران، ويبدو أن الأهداف شملت مناطق حضرية كثيفة، فيما وصف مسؤولون إسرائيليون الهجوم بأنه إعلان حرب إيراني.

خيارات نتنياهو

قال محرر الشؤون العالمية في صحيفة الجارديان، جوليان بورجر، إن استهداف المدن سيكون حاسمًا في تحديد رد إسرائيل، فبعد الهجوم الإيراني في أبريل، كان الرد مجرد أداء تمثيلي إلى حد كبير، وكان الهدف الوحيد الذي تم استهدافه داخل إيران موقعًا للدفاع الجوي في قاعدة عسكرية بالقرب من أصفهان.

وأضاف، في تحليل له نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024، أن المواطنين الإسرائيليين تعرضوا للتهديد الواضح ليلة الثلاثاء، ومن المتوقع أن يرد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بطريقة أكثر شمولًا. فالخيارات وضعت بالفعل، وجاهزة أمام مجلس الحرب لاختيارها، ومن المتوقع أن تكون قائمة الأهداف كبيرة، قد تشمل المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار بورجر إلى أن البيت الأبيض أول من أعلن حالة التأهب من إطلاق الصواريخ الإيرانية الوشيك، بهدف حرمان الهجوم من عنصر المفاجأة، وعلى أمل ضعيف في ردعه، وبعد فشل هذا، كان للإحاطة الإعلامية الأمريكية للصحفيين قبل الإطلاق فائدة سياسية متبقية تتمثل في إظهار أن واشنطن لم تأخذها إيران على حين غرة.

تأثير الهجوم على أمريكا

أوضح الكاتب أنه رغم المخاطر التي يشكلها هذا الهجوم على الشرق الأوسط، فإنه يهدد أيضًا بإحداث تأثير كبير على السياسة الأمريكية، قبل 5 أسابيع من الانتخابات الرئاسية الحاسمة، والتي يسعى فيها دونالد ترامب إلى تصوير الإدارة بقيادة جو بايدن وكامالا هاريس على أنها عاجزة عن التعامل مع التحديات على المسرح العالمي.

وأضاف أن الولايات المتحدة فشلت على مدى أشهر عديدة في التوسط في اتفاق رهائن مقابل السلام في غزة، كما فشلت جهودها مع فرنسا للتفاوض على وقف إطلاق النار في لبنان خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وجاء رد إسرائيل يوم الجمعة، بعد وقت قصير من خطاب نتنياهو للأمم المتحدة من نيويورك، بالغارة الجوية التي استهدفت زعيم حزب الله.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي كلمة أمام الأمم المتحدة الأسبوع الماضي

ضبط النفس يتلاشى

قال الكاتب إن إدارة بايدن، منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، ادعت أنها قادرة على منع العنف من التحول إلى صراع إقليمي، ولكن هذا الادعاء لم يعد له أي وزن، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية، بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل، حثت إسرائيل على ضبط النفس في ردها، باستخدام نفوذ المساعدة الدفاعية الجوية الأمريكية لإقناع نتنياهو “باغتنام الفرصة” بإسقاط كل المقذوفات القادمة تقريبًا.

وأضاف أن قوى ضبط النفس في الشرق الأوسط تتلاشى مع مرور الأيام، فمن الناحية السياسية، لا يمكن النظر إلى إدارة بايدن على أنها تقيد أيدي إسرائيل في مواجهة هجوم إيراني على المدن الإسرائيلية، وفي المقابل يشعر النظام الإيراني بالضغط ليظهر أمام عملائه وحلفائه الإقليميين، أنه ليس ضعيفًا بل قوة إقليمية جوهرية.

وفي الوقت نفسه، يتمتع نتنياهو بقدر أكبر من الحرية، ففي ظل الصواريخ الإيرانية التي تحلق فوق تل أبيب، أصبح من الصعب على واشنطن أن تحاول التأثير على تصرفاته، كما أصبح من الصعب على معارضي رئيس الوزراء أن يدعوا إلى إقالته، بل أصبح نتنياهو أقرب إلى طموحه القديم، إشراك الولايات المتحدة في حرب على إيران لتدمير برنامجها النووي.

احتواء التصعيد

قال بورجر إن حروب التدمير التي تخوضها إسرائيل ضد أعدائها الإقليميين، حماس أولًا ثم حزب الله، لابد وأن تزيد من إلحاح المبررات التي يسوقها صقور إيران بأن السلاح النووي وحده قادر على الحفاظ على أمن البلاد وقوتها، وفي المقابل فإن الخوف من أن تنتصر هذه المبررات في طهران سيغذي الدعوات في إسرائيل إلى شن حرب وقائية.

وفي مثل هذه الأوقات الخطيرة، تتطلع المنطقة تاريخيًّا إلى واشنطن لاحتواء منطق التصعيد وعكسه، مشيرًا إلى وجود أصوات داخل المؤسسة الدفاعية الأمريكية تدعو واشنطن إلى اتخاذ إجراءات وقائية ضد البرنامج النووي الإيراني، ومن المتوقع أن تتزايد هذه الأصوات للتأثير على الرئيس الذي تعهد بالدفاع عن إسرائيل ضد التهديد الإيراني.

اقرأ أيضا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق