يختلف اعتماد دول قارة آسيا على غاز النفط المسال؛ ما ينعكس على خريطة البيع والشراء التي تشهد -عادة- تقلبات في الأشهر الأخيرة من العام استعدادًا لفصل الشتاء.
ومن بين دول القارة، كان الشراء الياباني لافتًا للنظر، خاصة مع تكثيف التخزين حتى تتمكن الدولة الآسيوية من تلبية الطلب على التدفئة.
وبحسب بيانات العرض والطلب المتاحة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، لا ينطبق هذا على بقية اقتصادات القارة، التي تفضّل استعمال الغاز المسال وموارد وقود أخرى في التدفئة، مثل: كوريا الجنوبية والصين.
وكشفت البيانات فجوة ضخمة في الشراء، بين الربع الرابع من العام الجاري (2024) والمدّة المماثلة من العام الماضي.
واردات اليابان من غاز النفط المسال
بلغت واردات اليابان من غاز النفط المسال خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الجاري 1.684 مليون طن متري.
وتفصيليًا، استقبلت طوكيو شحنة قدرها 883 ألف طن متري الشهر الماضي، و801 ألف طن متري الشهر الجاري.
ورغم ارتفاع الشحنات مقارنة بأشهر العام؛ فإنها ما زالت أقل من مستويات واردات المدة ذاتها العام الماضي، والتي سجلت: 1.039 مليون طن متري في أكتوبر/تشرين الأول 2023، و1.063 مليون طن متري في ديسمبر/كانون الأول.
وتعاقد المشترون على غاز النفط المسال، للتسليم في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل بسعر منخفض بما يتراوح بين 3 و5 دولارات/طن مقارنة بالأسعار المعتادة.
وأكد مشاركون في السوق أن انخفاض الأسعار بخصومات بسيطة عزز شهية اليابان لشراء المزيد من الشحنات.
ولم يتفق المحللون على تفسير موحّد لإقبال طوكيو على الشراء بهذه الكثافة خلال الأشهر الأخيرة من العام، غير أن غالبيتهم رجحوا أن يكون التخزين استعدادًا للطلب على التدفئة في الشتاء السبب الأبرز، خاصة إذا كان المخزون المحلي ضعيفًا.
غاز المدن والبروبان
بجانب أغراض التدفئة، تستعمل اليابان غاز النفط المسال في توصيل غاز المدن، إذ يؤدي دورًا مهمًا في تعديل القيم الحرارية لتدفقات الغاز.
ويرتفع معدل استهلاكه في حالة اشتقاقه من الغاز الطبيعي، ويحتوي على نسب منخفضة من الهيدروكربونات القابلة للتسييل، ويعرف باسم الغاز الجاف أو (Lean Gas).
وزاد استهلاك غاز النفط في توصيلات غاز المدن خلال السنوات الأخيرة، في ظل افتقار واردات الغاز المسال الأميركي إلى العناصر اللازمة السابق ذكرها.
وتُشير التوقعات إلى أن الطلب على غاز النفط المسال في اليابان سيرتفع بنحو 2.4% سنويًا، ليصل متوسطه إلى 1.722 مليون طن متري بحلول العام المالي (2028-2029).
وتشكل هذه التوقعات زيادة بنسبة 12.8% مقارنة بواردات العام المالي 2023-2024، المقدرة بنحو 1.526 مليون طن متري.
(يبدأ العام المالي باليابان في أبريل/نيسان من كل عام، وينتهي في مارس/آذار من العام اللاحق له).
ويعد البروبان أحد مكونات غاز النفط المسال، وسجلت أسعار مبادلته ومقايضته في 28 نوفمبر/تشرين الثاني بشمال آسيا 624.50 دولارًا/طن متري، منخفضًا عن أسعار شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي البالغة 661.34 دولارًا/طن.
ووصل سعره يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 617 دولارًا/طن، وزاد في اليوم اللاحق إلى 622 دولارًا/طن، أما البوتان فسجل 603 دولارات/طن ثم ارتفع إلى 617 دولارًا/طن.
لماذا تشتري اليابان وتبيع كوريا؟
على النقيض من اهتمام اليابان بشراء غاز النفط المسال، تلجأ كوريا الجنوبية إلى إعادة تصديره؛ نظرًا إلى اعتمادها بصورة أكبر على الغاز المسال.
وأعادت كوريا الجنوبية بيع 136 ألف طن متري خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفاعًا من 114 ألف طن متري بيعت الشهر الماضي.
وتشكل صادرات كوريا -المعاد توجيهها- من غاز النفط المسال خلال الشهرين الماضي والجاري قفزة، بالمقارنة بصادرات الشهرين ذاتهما العام الماضي التي سجلت 32 ألف طن و37 ألف طن على الترتيب.
وفسّر تجار بالسوق ذلك بتفضيل الكوريين الغاز المسال في تلبية الطلب على التدفئة خلال فصل الشتاء.
ومن زاوية أخرى، شهد معدل الطلب الصيني على البروبان تراجعًا في ظل أعمال الصيانة، وتباين الأسعار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق