أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها الجوية نفذت، السبت، ضربات مركزة على مواقع تابعة للفصائل المسلحة في سوريا، وذلك دعمًا للجيش السوري الذي يواجه أعنف هجوم للمسلحين منذ سنوات. وأفاد المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا بأن الغارات استهدفت تجمعات للمقاتلين، ومراكز قيادة، ومستودعات أسلحة في محافظتي حلب وإدلب، ما أسفر عن مقتل حوالي 300 مقاتل من المعارضة المسلحة.
أكبر هجوم منذ 2020: خلفية التصعيد
جاءت الضربات الجوية الروسية بعد هجوم واسع النطاق شنته الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، حيث اجتاحت قوات المعارضة المسلحة مناطق واسعة من مدينة حلب، مما أجبر الجيش السوري على تنفيذ عملية إعادة انتشار.
وقال الجيش السوري في بيان إن الأعداد الكبيرة للمسلحين وتعدد جبهات القتال دفعت القوات إلى الانسحاب من بعض المواقع لتدعيم خطوط الدفاع، بهدف تقليل الخسائر البشرية والتحضير لهجوم مضاد لاستعادة المناطق التي فقدت.
ضربات روسية مكثفة: تفاصيل الغارات الجوية
وفقًا للمركز الروسي للمصالحة، استهدفت الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية مواقع حيوية للفصائل المسلحة، من بينها مراكز قيادة ومستودعات أسلحة ومواقع مدفعية. وأكدت مصادر ميدانية أن تسع غارات على الأقل استهدفت مناطق في إدلب وريفها، حيث لا تزال الفصائل المسلحة تواصل تعزيز مواقعها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الغارات أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، مما يمثل ضربة قوية لهذه الفصائل التي كانت قد أحرزت تقدمًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة.
إعادة انتشار الجيش السوري: استراتيجية لتقليل الخسائر
أكد بيان للجيش السوري أن القوات اضطرت لإعادة الانتشار من بعض المناطق في مدينة حماة لتأمين خطوط دفاع أكثر قوة، في ظل تقدم المعارضة المسلحة.
وأوضح البيان أن الهدف من هذه الخطوة هو حماية المدنيين وتقليل الخسائر في صفوف الجنود، مع الاستعداد لهجوم مضاد لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة.
مساعدات عسكرية روسية: تعزيز القدرات السورية
كشف مصدر عسكري سوري أن موسكو وعدت بتقديم دعم عسكري إضافي للجيش السوري، يشمل تعزيزات وأسلحة متطورة، على أن تبدأ المساعدات بالوصول خلال الـ72 ساعة القادمة.
وتأتي هذه الخطوة الروسية لتأكيد دعمها المستمر لحكومة دمشق، في ظل التحديات التي تواجهها أمام الفصائل المسلحة التي كثفت هجماتها في الفترة الأخيرة.
مشهد معقد: توازنات جديدة على الأرض
تشير التطورات الميدانية إلى تصاعد التوتر في الشمال السوري، مع دخول موسكو بثقلها إلى جانب الجيش السوري. وفي المقابل، تسعى الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى استغلال الأوضاع الميدانية لصالحها، مستهدفة المناطق الحيوية في حلب وإدلب.
ويبقى مصير هذه المناطق معلقًا بمدى فعالية الدعم الروسي للجيش السوري، والقدرة على التصدي للتقدم السريع الذي أحرزته المعارضة المسلحة في الأيام الأخيرة.
0 تعليق