تشهد سوريا تصعيدًا غير مسبوق مع إعلان فصائل المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها عن تقدم كبير في محافظتي حلب وحماة، فيما يستعد النظام السوري لشن هجوم مضاد لاستعادة المواقع التي خسرها.
المعارضة تسيطر على مواقع استراتيجية في حلب وحماة
أطلقت هيئة تحرير الشام إلى جانب فصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا عملية أسمتها ردع العدوان، مستهدفة مواقع استراتيجية في شمال وغرب سوريا.
وأعلنت الفصائل السيطرة على مناطق واسعة، شملت مدينة السفيرة وبلدات التايهة والخفسة وخناصر وجبل عزان في ريف حلب، إلى جانب إثريا ومعان والكبارية وكوكب وكراح وخفسين في ريف حماة. كما استولت المعارضة على كلية المدفعية، الكلية الجوية، الأكاديمية العسكرية، السجن المركزي، والمنطقة الصناعية في الشيخ نجار، مما أخرج أجزاء واسعة من مدينة حلب عن سيطرة النظام.
في موازاة ذلك، أعلنت القيادة العسكرية لعملية فجر الحرية سيطرتها على مطار كويرس العسكري، الفوج 111، والمحطة الحرارية في ريف حلب الشرقي، مؤكدة تقدمها نحو مناطق مثل تل رفعت ومطار منغ العسكري.
النظام السوري: تعزيزات وهجوم مضاد قريب
في مواجهة هذا التقدم السريع، أعلن النظام السوري عن تعبئة عامة ونقل تعزيزات عسكرية ضخمة إلى خطوط المواجهة.
وأكدت مصادر عسكرية أن التعزيزات تشمل راجمات صواريخ وأفرادًا وعتادًا ثقيلًا لدعم القوات على الأرض. ووصل رئيس أركان الجيش السوري، العماد عبدالكريم إبراهيم، إلى مدينة قمحانة لقيادة العمليات الميدانية والتحضير لهجوم مضاد.
وأشار بيان للجيش إلى أن إعادة الانتشار تهدف إلى تقليل الخسائر وحماية المدنيين، مع الاستعداد لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة.
ضربات روسية مكثفة تدعم النظام
بالتزامن مع التحضيرات الميدانية، أعلنت القوات الجوية الروسية تنفيذ سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت تجمعات المعارضة ومراكز قيادتها في إدلب وحماة.
ووفقًا للمركز الروسي للمصالحة، تم تنفيذ ضربات جوية استهدفت نقاط مراقبة ومستودعات ذخيرة ومواقع مدفعية، وأسفرت عن مقتل 300 مسلح على الأقل.
تصعيد في الجنوب السوري: هجمات ومظاهرات
لم يقتصر التصعيد على الشمال، إذ شهدت مناطق جنوب سوريا هجمات على مواقع للنظام.
في محافظة درعا، أفادت مصادر محلية بمقتل عدد من جنود النظام وإصابة آخرين في هجمات استهدفت حواجز عسكرية، مما أدى إلى قصف عنيف من قبل قوات النظام على المناطق المحيطة.
وفي السويداء، هاجم مسلحون محليون مقرات للنظام، بما في ذلك مبنى حزب البعث وقيادة الشرطة، بينما شهدت مدن مثل الحراك وطفس مظاهرات تطالب بإسقاط النظام.
الإدارة الذاتية تعلن التعبئة العامة
في شمال وشرق سوريا، أعلنت الإدارة الذاتية حالة التعبئة العامة، مؤكدة أن الهجوم التركي والفصائل الموالية له يمثل استكمالًا لمخطط تقسيم سوريا.
تحركات دبلوماسية مكثفة
وسط هذا التصعيد، تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة. زار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، دمشق للتشاور مع المسؤولين السوريين قبل أن يتوجه إلى أنقرة لبحث التطورات مع تركيا.
وأجرت إيران اتصالات مع روسيا لتعزيز التنسيق في مواجهة التصعيد، بينما أكدت الخارجية الإيرانية أهمية الحفاظ على وحدة سوريا ووقف التصعيد العسكري.
الخسائر الإنسانية: مأساة مستمرة
وفقًا لتقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل حوالي 372 شخصًا، بينهم 24 مدنيًا. وأفادت مصادر طبية بمقتل وجرح العشرات جراء غارات جوية استهدفت إدلب وريف حماة، مع نزوح آلاف المدنيين.
0 تعليق