للمتابعة اضغط هنا

جُمعة: الرسول سيظل يأخذ الأجر على أخطاء السفهاء في حقه الشريف

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن العقول قد أصيبت بالحيرة في تقدير فضل سيدنا رسول الله ﷺ ، والألسن خرست دون وصفٍ يحيط بذلك أو ينتهي إليه.

وأكد جمعة أن كل ما نصف به سيدنا رسول الله ﷺ هو أقل من الحقيقة ، وقد ضاقت العبارات في مدحه، يعني وكأنه أغلق اللغة ؛ فكل من سيأتي بمدح فهو أدون من الواقع مع سيدنا رسول الله ﷺ ، في حلمه واحتماله وعفوه ، في جوده وكرمه وسخائه وسماحته ، في شجاعته ونجدته وكان ﷺ إذا اشتد الوطيس احتمينا برسول الله ﷺ ، في حيائه وإغضائه ﴿إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ﴾ ، في حسن عشرته وآدابه وبسط خلقه مع الخلق، في شفقته ورأفته ورحمته، في وفائه وحسن عهده وصلته للرحم، في تواضعه ﷺ ، في عدله وأمانته وعفته وصدق لهجته، في وقاره وصمته، في زهده وكانت الدنيا في يده ولم تكن في قلبه، في خوفه من ربه وطاعته وشدته في عبادته ﷺ .

وأضاف جُمعة إن الله لما أغرى به السفهاء؛ لينال المرتبة العليا عند ربه، أغرى به السفهاء إلى يوم الدين ولايزالون يسبونه ويشتمونه ويأخذ هو الأجر على ذلك مستمرًّا حتى بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى؛ إن لكل إنسان سقفًا لا يتعداه، ولكن ربنا - سبحانه وتعالى - رفع السقف عن نبيه فجعله يترقى في مراقي العبودية والفضل والشرف إلى يوم الدين، إلى ما لا نهاية له في الشرف والمجد ﷺ ، {وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ} والنبي ﷺ لا وزر له بمعنى الإثم، إنما بمعنى السقف الذي كان يمنعه من الترقي في الكمالات، فرفعه ربنا - سبحانه وتعالى - حتى لا يصطدم ظهره به، في أثناء علوه وصعوده في مراقي العبودية؛ فالرسول ﷺ يتقلب في شرف إلى شرف إلى يوم القيامة، وهكذا يقول الناس: الفاتحة زيادة في شرف النبي ﷺ ، فكل صلاة وكل دعاء وكل قراءة وثواب يذهب إلى النبي ﷺ منه نصيب؛ لأنه دال على الخير؛ والدال على الخير كفاعله.

وأشار جمعة إلى أن النبي ﷺ كان أكمل الناس أخلاقًا، وأجملهم صورة، وكان لرؤيته ﷺ بهذا الجمال الخلقي والروحي والصوري أثر كبير في نفوس الناس برؤيته يرقي العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله، ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقاءه رسول الله ﷺ واجتماعه به قبل انتقاله صلى الله عليه وسلم من الحياة الدنيا، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابي.

فارتفع قدر الصحابة على رؤوس العالمين بسبب اجتماعهم به ورؤيتهم له صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على العبد المسلم الصادق إذ يقول صلى الله عليه وآله وسلم : (من رآني في المنام فقد رآني) [متفق عليه].

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق