للمتابعة اضغط هنا

فقدت بريقها.. أسباب تراجع النفوذ العالمي لرابطة «الآسيان»

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
0

اجتمع زعماء الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، أمس الأربعاء 9 أكتوبر 2024، في لاوس لحضور القمة السنوية للمنظمة، وسيتبع ذلك محادثات مع ممثلين من “شركاء الحوار”، ومع وزير الخارجية الأمريكي، وكذلك رئيس الوزراء الصيني.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس”، أن من المرجح أن تتناول المحادثات الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن نفوذ الرابطة تاريخيًّا كان محدودًا حتى بين أعضائها، ولكن المنتدى كان بمثابة منصة للمشاركة بين القوى العظمى والمنطقة.

محور مركزي

أوضحت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 9 أكتوبر 2024، أن رابطة الآسيان ربما تكون الأقل شهرة بين الكتل الإقليمية الكبرى، وتحظى باهتمام ضئيل ينفي أهميتها في الشؤون العالمية، وذلك لأن الكتلة، رغم إنشائها قبل نحو 60 عامًا، لم ترتفع إلى الصدارة إلا مؤخرًا.

وأضافت أن الدور المتنامي لجنوب شرق آسيا في سلاسل التوريد العالمية وجاذبية تكاملها الاقتصادي في ظل الرابطة أدى إلى تحول المنطقة فجأة إلى محور مركزي في الاقتصاد العالمي، وبدأت المجموعة في إضفاء الطابع المؤسسي على آليات الحوار مع الشركاء الخارجيين، في محاولة لتفعيل ما أسمته “مركزية رابطة الآسيان” في الشؤون الإقليمية.

وذكرت أن هذا جعل قمم رابطة دول جنوب شرق آسيا محطة مهمة للزعماء الغربيين في الجولات الدبلوماسية، مشيرة إل أن الولايات المتحدة على وجه الخصوص جعلت العلاقات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا ذات أولوية خاصة خلال إدارة أوباما.

مسار تصاعدي

قالت المجلة إن الرابطة أصبحت المنتدى المركزي لمعالجة بعض التحديات الرئيسة التي تواجه المنطقة، من التراجع الديمقراطي إلى الأزمات الأمنية، وخاصة المطالبات الإقليمية التوسعية للصين في بحر الصين الجنوبي، ومع تحول المنطقة إلى ساحة منافسة بين الولايات المتحدة والصين، استفادت الرابطة من ذلك، فانتقلت العديد من الشركات من الصين إلى دول المنطقة لتجنب التعريفات الجمركية الأمريكية، وتأثير الرياح المعاكسة التي تواجه اقتصاد الصين.

وأضافت أن هذه العوامل مجتمعة وضعت الرابطة على مسار تصاعدي من حيث النفوذ لأكثر من 10 سنوات، ولكن المنظمة فقدت بعض بريقها الدبلوماسي في السنوات الأخيرة، وكان ذلك نتيجة لتراجع الولايات المتحدة عن تبنيها للتجارة الحرة في ظل إدارتي ترامب وبايدن، ما أدى إلى إلغاء أي اتفاقيات تجارة حرة أخرى من النوع الذي تطمح إليه المنطقة.

أوجه القصور

أفادت المجلة بأن أوجه القصور التي تعيب المنظمة نفسها هي مسؤوليتها عن فقدانها النسبي لأهميتها، فقد كانت الرابطة غير فعّالة في التعامل مع القضيتين الرئيسيتين اللتين تواجهان المنطقة في السنوات الأخيرة، تزايد تأكيد الصين لقوتها في بحر الصين الجنوبي، والحرب الأهلية في ميانمار.

وفيما يتصل بالقضية الأولى، منعتها عملية اتخاذ القرار القائمة على الإجماع في رابطة دول جنوب شرق آسيا من اتخاذ موقف حاسم، وخاصة لأن كمبوديا عملت فعليًا كحصان طروادة يمثل مصالح بكين داخل المجموعة، أمَّا في القضية الثانية، فقد منعت سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء المنظمة من أن تكون لاعبًا قويًا في حل الصراع في ميانمار.

ولا شك أن جنوب شرق آسيا تظل منطقة مهمة في الاقتصاد العالمي، وأصبحت العديد من الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا، مثل فيتنام والفلبين، لاعبًا رئيسًا في الجغرافيا السياسية الإقليمية والشؤون الأمنية، ما يشير إلى أنه من الخطأ استبعاد الرابطة، حتى لو لم تعد المنظمة تتمتع بالنفوذ الذي كانت تتمتع به في السابق.

اقرأ أيضا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق