حمل مسؤول كبير في قطاع الغاز المسال الروسي توقعات متفائلة للغاية بشأن مستقبل بلاده في السوق العالمية، مقارنة بكبار المصدرين الآخرين، مثل قطر والولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس التنفيذي لشركة نوفاتك الروسية (Novatek) ليونيد ميخيلسون، العزم على مواصلة تطوير مشروعات الغاز المسال، لتلبية الطلب العالمي المتزايد رغم التحديات الناتجة عن العقوبات الغربية ولا سيما على الناقلات.
وبحسب قاعدة بيانات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حلّت روسيا في المركز الرابع ضمن قائمة أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في العالم خلال النصف الأول من العام الجاري (2024)، لترتفع صادراتها بنسبة 3.2% إلى 16.87 مليون طن من نحو 16.35 مليون طن على أساس سنوي.
في المقابل، احتلّت الولايات المتحدة وأستراليا وقطر المراكز الـ3 الأولى، بإنتاج 43 مليون طن، و40.95 مليون طن، و39.78 مليون طن على الترتيب.
ومن المتوقع تضاعف الطلب على الغاز المسال عالميًا من نحو 400 مليون طن سنويًا إلى 920 مليون طن سنويًا بحلول عام 2040.
قطر والولايات المتحدة
يرى الرئيس التنفيذي لشركة نوفاتك، ليونيد ميخيلسون، أن قاعدة موارد مشروعات الغاز المسال الروسي المستقبلية "أكثر تنافسية" من المصدرين الآخرين مثل قطر والولايات المتحدة.
وعلى هامش فعاليات منتدى فيرونا الاقتصادي الأوراسي في الإمارات يوم 5 ديسمبر/كانون الأول (2024)، قال إن الإمكانات القطرية المُربحة مستغلَّة بالكامل، كما قررت الدولة الخليجية زيادة الطاقة الإنتاجية للمشروعات.
وفي الولايات المتحدة، ما يزال الغاز الصخري أكثر تكلفة، وتكاليف استخراجه أعلى مع توقعات بنمو الاستهلاك المحلي في الولايات المتحدة.
وبناء على ذلك، تمتلك روسيا حاليًا "أكثر قاعدة موارد تنافسية لمشروعات الغاز المسال المستقبلية"، بحسب ميخيلسون.
على الناحية المقابلة، فإن مشروعات الغاز المسال الروسي القائمة توجد بين الأدنى من حيث تحقيق الأرباح، وتبعد المشروعات مسافة 500 كيلومتر فقط عن الدائرة القطبية الشمالية، وهو ما يعزّز قدرات الإنتاج المزمعة بنسبة تتراوح بين 7% و10%.
يُشار هنا إلى أن روسيا تخطط لزيادة حصتها في سوق الغاز المسال العالمية من 8% إلى 20% بحلول نهاية العقد الجاري في عام 2030.
وبعد حظر واردات موسكو من قِبل كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، أعلنت لندن في سبتمبر/أيلول (2024) عقوبات على السفن والكيانات المنخرطة في قطاع الغاز المسال الروسي.
وفي يونيو/حزيران (2024)، حظر الاتحاد الأوروبي استيراد الغاز المسال الروسي وإعادة تصديره إلى دول أخرى، واستعمال محطات الاستيراد الأوروبية المتصلة بشبكة الغاز، وكذلك توفير السلع والتقنيات والخدمات.
مشروعات غاز مسال جديدة
حذّر الرئيس التنفيذي لشركة نوفاتك من أن تحول الطاقة العالمي سيكون في خطر دون الغاز المسال الروسي، فضلًا عن قدرته على تجنّب أزمة شح الإمدادات.
ويُنظر إلى الغاز (الطبيعي والمسال) بوصفه وقودًا انتقاليًا في مسيرة التحول العالمي من الفحم والنفط الأكثر تلويثًا سعيًا إلى خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وحماية الأرض من تبعات تغير المناخ، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وعن أثر العقوبات، قال إنها تضرّ مباشرة النمو الاقتصادي ورفاهية الشعوب في مناطق مختلفة من العالم.
ورغم ذلك، كشف عن أن شركة نوفاتك لن تستسلم، وتعتزم مواصلة تطوير مشروعات غاز مسال جديدة، لتلبية احتياجات السوق المتنامية رغم الصعوبات الناتجة عن العقوبات.
وطالت يد العقوبات الأميركية مشروع الغاز المسال الذي تطوره شركة نوفاتك "أركتيك 2" (Arctic 2).
وبعدما بدأ تشغيله في نهاية العام الماضي (2023)، توقفت عجلة الإنتاج في المشروع العملاق قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول (2024)، بسبب عدم القدرة على بيع الإمدادات المدرجة على القوائم السوداء، رغم نفي "نوفاتك" استعمال أسطول الظل.
كما نالت العقوبات من مشروع "أوست لوغا" (Ust-Luga) الذي ما زالت تطوّره شركة غازبروم الحكومية (Gazprom)، فضلًا عن مشروع "ياكوتيا" المملوك للقطاع الخاص الذي ما زال في طور التصميم.
مصير الغاز المسال الروسي
لا يحمل الخبراء نظرة متفائلة تجاه مستقبل صناعة الغاز المسال في روسيا، في ضوء اشتداد قبضة العقوبات الغربية، وتوقعات نمو قدرات الإنتاج في دول منافسة خلال السنوات المقبلة.
وفي هذا الصدد، يتوقع المحلل في شركة الاستشارات الروسية "كيبت" (Kept) نيكيتا إيلريتسكي، تزايد حدة المنافسة بين المصدرين بداية من عامي 2027-2028، وارتفاع تكاليف تطوير المشروعات، وهي تطورات لن تصب في صالح روسيا.
ولم ينكر قدرة موسكو على زيادة حصتها في السوق العالمية بنسبة تتراوح بين 20% و25%؛ ولكن بعد عام 2035، كما يتطلب ذلك الهدف تخطي العجز التكنولوجي الحالي في إنتاج الغاز المسال على نطاق واسع وبناء الصهاريج.
بدوره، قال نائب رئيس جمعية الغاز المسال الروسية الوطنية ألكساندر كليمتيف، إن المشكلة الأكبر الآن هي إيجاد مشترين، مضيفًا أنه لا يمكن التصدير إلى أوروبا على المدى الطويل، لأن التوترات السياسية ستطغى على رخص الشحنات.
كما أن الدول الصديقة، مثل الصين والهند، امتنعت عن شراء حتى الشحنات الرخيصة من مشروع أركتيك 2، بسبب العقوبات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- تصريحات لرئيس نوفاتك من وكالة انترفاكس الروسية.
2- تقرير من "إنرجي انتيليينغنس" عن الغاز المسال الروسي.
0 تعليق