تقنية مغربية تُسخّر الطاقة الشمسية لحل أزمة المياه

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعتمد المغرب على مشروعات الطاقة الشمسية لتحقيق إستراتيجيته الوطنية الهادفة إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى أكثر من 52% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول عام 2030.

وكان المغرب قد نجح -بالفعل- في رفع مساهمة مصادر الطاقة النظيفة في إجمالي القدرة المولدة من الكهرباء إلى 38%، بنهاية عام 2022، حسب أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

كما حددت الحكومة المغربية موعدًا نهائيًا للانتهاء من بناء 1.4 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الصحراء الغربية في عام 2027 بتكلفة بلغت نحو 2.1 مليار دولار، بمشاركة مستثمرين محليين وعالميين.

ويتصدّر مشروع نور ورزازات للطاقة الشمسية طموحات الطاقة المتجددة في المغرب، إذ يُعدّ أكبر مشروع للطاقة الشمسية المُركزة عالميًا، ويتكون من 4 محطات بقدرة إجمالية تبلغ نحو 582 ميغاواط.

جهاز التقطير لاستخلاص المياه من الهواء بالطاقة الشمسية
جهاز التقطير لاستخلاص المياه من الهواء بالطاقة الشمسية

حل مشكلة ندرة المياه

قال الباحث لنيل شهادة الدكتوراه في جامعة ابن زهر بمدينة أكادير المغربية المهندس رشيد صفوي، إن مشكلة ندرة المياه تُعد -حاليًا- إحدى أهم القضايا التي تشغل اهتمام العالم.

وأضاف صفوي -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الباحثين يعملون في الوقت الحالي على اختبار العديد من الحلول غير التقليدية لتوفير المياه للسكان في المناطق النائية.

وتابع أن استخراج المياه من الهواء المحيط يمثل أحد الطرق الواعدة لحل أزمة ندرة المياه، لافتًا إلى أن هذه التقنية تعتمد على استعمال مادة ماصة للرطوبة واستغلال الطاقة الشمسية.

واستطرد قائلًا إن هذه التقنية تقوم على استعمال جهاز تقطير شمسي يعتمد على مادة مجففة، واستعمال رمل النهر مشبعًا بمحلول كلوريد الكالسيوم.

آلية العمل

درس الباحث المغربي استقرار الامتصاص والإطلاق للمادة الماصة على مدار 5 أيام متتالية، حيث جرى الامتصاص خلال ساعات الليل؛ ما سمح للمادة بالتقاط بخار الماء من الهواء المحيط.

وبدراسة العديد من العوامل التي أثرت في حركيات امتصاص بخار الماء، أظهرت النتائج أن المادة يمكنها استخراج 671.02 مل/م² من بخار الماء من الهواء المحيط عند متوسط درجة حرارة 25 درجة مئوية ومتوسط رطوبة نسبية قدرها 80%.

أما العملية النهارية؛ فقد تضمنت التجديد المتزامن للمجفف وتكثيف بخار الماء، بالإضافة إلى تسجيل عدة عوامل أثناء التجارب لتقييم تأثيرها في معدل التبخر والمكثفات المجمعة.

جهاز التقطير لاستخلاص المياه من الهواء بالطاقة الشمسية
جهاز التقطير لاستخلاص المياه من الهواء بالطاقة الشمسية

النتائج التجريبية

أوضح الباحث المغربي رشيد صفوي -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن النتائج التجريبية أظهرت أن إجمالي كمية الماء المتبخر تتأثر بتركيز المجفف الأوّلي في المادة الماصة والطاقة الشمسية التراكمية.

ولفت إلى أنه في ظل الظروف المثلى، أثمرت التجربة الحصولَ على 908.67 مل/م² من الماء المتبخر عند تركيز أوّلي للمجفف بنسبة 50% وطاقة شمسية بمقدار 25.47 ميغاغول/م².

وتراوح إنتاج الماء بين 561.51 مل/م² و645.39 مل/م²، مع كفاءة طاقة قصوى بلغت 24.60%.

وقدر الباحث تكلفة المياه المجمعة بنحو 0.086 دولارًا أميركيًا لكل لتر، مع مدة استرداد تبلغ 18.25 شهرًا.

وتُعد التقنية بمثابة استغلال للطاقة الشمسية التي تحاول البلاد تحقيق الاستفادة القصوى منها على المستويين القومي والمحلي.

يذكر أن هناك مبادرات عديدة لنشر الطاقة الشمسية على الأسطح في المغرب لتغطية احتياجات 99% من المناطق الريفية؛ أبرزها المشروع الذي تقوده "مصدر" بالشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، الذي يتضمن تركيب 19438 نظامًا للطاقة الشمسية المنزلية في أكثر من 1000 قرية مغربية.

ويعتمد المشروع على تركيب نظام شمسي منزلي بسيط يتكون من لوحين شمسيين بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ نحو 290 واط لديه القدرة على شحن بطاريتين بالكهرباء الكافية لمدة 3 أيام؛ لضمان استمرارية إمدادات الطاقة للسكان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق