للمتابعة اضغط هنا

ذكرى ميلاد توفيق الحكيم.. إبداع خالد في المسرح والرواية يتجاوز حدود الزمن

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 11 أكتوبر 2024 - 6:44 م | آخر تحديث: الجمعة 11 أكتوبر 2024 - 6:44 م

- أبدع ثلاث حكايات للأطفال محورها الإنسان وسجّلها بصوته.. وأخرج الكتاب ورسمه حلمى التونى

يحتفى الوسط الأدبى والإبداعى بذكرى ميلاد الأديب الكبير توفيق الحكيم، فهو من مواليد شهر أكتوبر، وتحديدا فى 9 أكتوبر 1898، حيث يعد الحكيم أحد رواد الأدب العربى فى مجالى الرواية والكتابة المسرحية.
أسس توفيق الحكيم ما عرف بـ«المسرح الذهنى»، وكانت مسرحيته الشهيرة «أهل الكهف» هى النواة الأولى لهذا التيار. ويُعتبر الحكيم من أوائل المبدعين الذين استلهموا موضوعات أعمالهم من التراث المصرى عبر العصور، كما أن قضاياه المسرحية والروائية نبعت من الواقع الاجتماعى والسياسى والثقافى المعاصر له.
يملك الحكيم أعمالا خالدة فى ذاكرة الإبداع العربى، ومنها رواية «عودة الروح» التى نشرت فى العام 1933، ورواية «يوميات نائب فى الأرياف» فى 1937، ومسرحية «الأيدى الناعمة» فى 1959، ورواية «عصفور من الشرق» فى 1938، ورواية «الرباط المقدس» فى 1944، ورواية «حمار حكيم» فى 1944، ومسرحية «الملك اوديب» فى 1949، ومسرحية «جماليون» فى 1943، ومسرحية «إيزيس» فى 1955، ومسرحية «شمس النهار» فى 1965، ومسرحية «الحمير» فى 1975، ومسرحية «السلطان الحائر» فى 1960، ومسرحية «الورطة» فى 1966.
اتسم أسلوب توفيق الحكيم بالعمق والوعى، دون أن يتسم بالتعقيد أو الغموض، إذ كان يمزج بين الرمزية والواقعية بطريقة فريدة تعتمد على الخيال. وتميزت كتاباته بالدقة والتكثيف، بالإضافة إلى قدرته العالية على تصوير المعانى والمفاهيم بأسلوب فنى رفيع، وكانت أحد أشهر أقواله: إنى اليوم أقيم مسرحى داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك فى المطلق من المعانى مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بينى وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غيرالمطبعة.
«العصفور والإنسان – المؤمنُ والشيطان – اللهُ وسؤال الحيران».. حكايات للأطفال
ثلاثُ حكايات فريدة كتبها الحكيم هديةً لأحفاده، وسجَّلها لهم بصوته. ثلاثُ حكاياتٍ محورها الإنسان، أبدعها توفيق الحكيم للصغار ليُدركوا ما فى علقه، وليتحاورَ معهم فيما يدور فى عقولهم من أفكارٍ وأسئلة قد لا يعرفُ الكبارُ – فى معظم الأحيان – طريقةَ التعامل معها أو الإجابة عنها.
تناول الحكيم بأسلوبه الجذاب السهل حيرة الصغار فى صراع الإنسان بين الخير والشر، وقدرة الإيمان على الانتصار على حِيلَ الشيطان، ومعنى حب الله فى القلوب، متناولًا أعمق الأفكار بأسهل العبارات، ومناقشًا حِكَم وعبر الحياة فى أمتع حوار! فى هذه الحكايات فى كتاب جميل، أبدع الفنانُ الراحل حلمى التونى فى رسمه وإخراجه؛

ويمكن سماع صوتَ الحكيم فى كتاب صوتى لأول مرة، من خلال تحميله من الرابط:

وذلك ليتحقق أمله فى:

«أن يحتفظ أطفالُ اليوم بصوتى المُسجَّل؛ ليُعيدوا سماعه وهُم كبار، وقد صرتُ أنا تُرابًا، ويقول بعضُهم لبعض: هذا رُجلٌ من عصرٍ مَضى حكى لنا وأحبَّنا»
كان الحكيم مهتما بتناول القضايا القومية والاجتماعية، وركز على تعزيز الشخصية القومية وتنمية الوعى الوطنى، إلى جانب سعيه لنشر العدالة الاجتماعية، وترسيخ مبادئ الديمقراطية والحرية والمساواة فى كتاباته.
وُلد الحكيم فى مدينة الإسكندرية لأب مصرى من أصول ريفية كان يعمل فى القضاء، وأم تركية أرستقراطية، التحق بالمدارس فى دمنهور ثم البحيرة، قبل أن ينتقل إلى القاهرة فى المرحلة الثانوية. شارك مع أعمامه فى ثورة 1919، وتم اعتقاله فى سجن القلعة، لكن والده تمكن من نقله إلى المستشفى العسكرى حتى تم الإفراج عنه. واصل دراسته وحصل على شهادة البكالوريا فى عام 1921، ثم التحق بكلية الحقوق بناءً على رغبة والده، وتخرج منها عام 1925، وعمل محاميا تحت التدريب فى مكتب أحد المحامين المعروفين.
تمكن والده من إرساله فى بعثة دراسية إلى باريس للحصول على شهادة الدكتوراه فى الحقوق، ليصبح أستاذا فى إحدى الجامعات المصرية الناشئة، إلا أن الحكيم تحول عن دراسة القانون واهتم بالأدب المسرحى والقصصى، حيث اكتسب خلال تلك الفترة ثقافة أدبية وفنية واسعة.
فى عام 1956، تم تعيينه عضوا متفرغا فى المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة، وفى عام 1959 تم اختياره كمندوب مصر فى منظمة اليونسكو فى باريس. عاد إلى القاهرة فى أوائل عام 1960 ليتولى موقعه فى المجلس الأعلى للفنون والآداب، ثم عمل مستشارا بجريدة الأهرام، وأصبح عضوا فى مجلس إدارتها فى عام 1971.
ترجمت عدد من أعمال الحكيم إلى لغات أخرى مثل الفرنسية والإنجليزية، مثل مسرحية «سليمان الحكيم" التى ترجمت ونشرت بالفرنسية عام 1950 وبالإنجليزية فى أمريكا بواشنطن 1981، وأيضًا ترجمة ونشر مسرحيته «الملك أوديب» بالفرنسية والإنجليزية، وأيضًا مسرحية «بجماليون» التى ترجمت ونشرت بالفرنسية فى باريس منتصف الخمسينيات، وغيرها من الأعمال التى وصل صداها إلى العالمية.
حصل الحكيم على العديد من الجوائز، من بينها قلادة الجمهورية عام 1957، جائزة الدولة فى الآداب عام 1960، قلادة النيل عام 1975، والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون فى نفس العام. توفى الأديب الكبير فى 26 يوليو 1987.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق