شركة تكرير صينية تشتري 12 مليون برميل نفط من 4 دول عربية

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اشترت شركة تكرير صينية ما يزيد على 12 مليون برميل نفط خام من 4 دول عربية، في خطوة تكشف تحوّل بكين إلى خامات الشرق الأوسط، مع تراجع الأسعار عالميًا.

استحوذت شركة التكرير الصينية الخاصة هنغلي (Hengli) للبتروكيماويات على حصة من خام الشرق الأوسط، جاء معظمها من توتال إنرجي، بعد أن جمعت الشركة الفرنسية كمية كبيرة من النفط مع تقلُّص الإمدادات الإيرانية للصين.

وتأتي المشتريات في أعقاب حصول شركة هنغلي على حصة إضافية من واردات النفط الخام تبلغ مليونَي طن (14.6 مليون برميل) يمكن استعمالها في عامي 2024 و2025.

في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، اشترت هنغلي (شركة تكرير صينية خاصة) نحو 12 مليون برميل من خام الشرق الأوسط من توتسا (Totsa) الذراع التجارية لشركة توتال إنرجي، ومن بتروتشاينا (PetroChina)، وشركة أرامكو التجارية.

وتدير "هنغلي للبتروكيماويات" وتمتلك مصفاة بطاقة 400 ألف برميل يوميًا، ومجمعًا متكاملًا للمواد الكيميائية في مقاطعة لياونينغ بالصين، وعدّة معامل ومرافق إنتاج في مقاطعتي جيانغسو وقوانغدونغ.

خامات الشرق الأوسط

قال التجّار، إن البراميل التي اشترتها شركة تكرير صينية، التي تشمل خامات الشرق الأوسط مثل الشاهين القطري، وخام البصرة المتوسط ​​العراقي، وزاكوم العلوي من الإمارات، بالإضافة إلى الخام العربي من السعودية، ستُحَمَّل في ديسمبر/كانون الأول الجاري، ويناير/كانون الثاني 2025.

وتراجعت إمدادات النفط الإيراني إلى الصين منذ أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى تقليص التخفيضات على النفط الخاضع للعقوبات إلى أدنى مستوياتها في نحو 5 سنوات، مما دفع بعض المصافي المستقلة للتحول مرة أخرى إلى نفط الشرق الأوسط غير الإيراني الأكثر تكلفة، على الرغم من معاناتها مع هوامش الربح الضعيفة.

زوارق تساعد ناقلة نفط على تفريغ حمولتها بأحد المواني الصينية
زوارق تساعد ناقلة نفط على تفريغ حمولتها بأحد المواني الصينية - الصورة من رويترز

ويأتي التباطؤ في إمدادات النفط الإيراني قبل توقعات بأن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيعزز تطبيق العقوبات على طهران عندما يعود إلى منصبه في يناير/كانون الثاني، ويضغط بشكل أكبر على صادرات النفط الإيرانية، التي تمثّل أكثر من 10% من مشتريات النفط الخام من قبل الصين، أكبر مشترٍ للنفط في العالم.

وأكد مسؤول تنفيذي في شركة هنغلي، والمسؤول عن شراء النفط الخام والتخطيط، أن شركة التكرير كثّفت شراء شحنات الشرق الأوسط بفضل حصتها الإضافية وأسعارها الجذابة، نافيةً أن تكون شركته قد اشترت الخام من إيران في السابق.

وقال المسؤول: "لقد حصلنا مؤخرًا على حصة جديدة، والسوق في صالحنا، لذلك اشترينا بعض الشحنات ذات القيمة الجيدة مقابل المال".

النفط الإيراني إلى الصين

شدد المسؤول التنفيذي في هنغلي على أن ربط مشتريات الشركة الأخيرة بانخفاض إمدادات النفط الإيراني إلى الصين هو "محض تكهنات".

كانت تقارير إعلامية قد أكدت في وقت سابق أن هنغلي برزت مشتريةً للنفط الإيراني في وقت سابق من هذا العام، إذ اشترت 4 ملايين برميل شهريًا خلال الأشهر القليلة الأولى من العام الجاري..

وقالت شركة تحليلات البيانات "فورتيكسا" (Vortexa)، إن هنغلي كانت مشترية لشحنات الخام الإيراني، بناءً على معلومات وتحليلات تتبّع الناقلات.

وتساعد مشتريات هنغلي في تقليل العرض الزائد الذي تحتفظ به توتسا، بعد أن استمرت في موجة شراء غير عادية لمدة شهرين في عملية تقييم الأسعار في إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts) المعروفة باسم "النافذة".

وأظهرت بيانات تجارية أن توتال إنرجي كانت أكبر مشترٍ في نافذة بلاتس لشحنات نفط الشرق الأوسط للتحميل في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، إذ اشترت ما إجماليّه 23.5 مليون برميل.

وكشفت البيانات أن آخر مشتريات النافذة السابقة كانت في يونيو/حزيران، وبلغت 4 ملايين برميل من الخام للتحميل في أغسطس/آب.

وفي الأسبوع الماضي، صنّفت واشنطن المزيد من السفن والكيانات لتورُّطها في تسهيل تجارة النفط الإيرانية بعد خطوة مماثلة في أكتوبر/تشرين الأول.

وتُظهر بيانات تتبّع السفن أن إحدى السفن -وهي ناقلة النفط الخام العملاقة "فونيكس" (Phonix)- راسية منذ الأسبوع الماضي خارج ميناء ريتشاو في مركز التكرير المستقل الصيني في مقاطعة شاندونغ.

في أواخر عام 2019، تدخلت شركات التكرير الصينية المستقلة بصفتها مشتريةَ رئيسة للخام الإيراني بسعر مخفض، مما ملأ الفراغ الذي خلّفته شركات النفط الحكومية الصينية القلقة من العقوبات الأميركية، ما وفّر مليارات الدولارات من فاتورة واردات النفط في الصين، وعزز مكانة بكين بكونها إحدى وجهات صادرات طهران.

ورفضت المصارف الصينية في الآونة الأخيرة تسهيل مدفوعات مشتريات النفط الإيراني، مع ارتفاع عدد السفن الخاضعة للعقوبات.

النفط في الصين

واردات الصين من النفط

أظهرت بيانات اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر/كانون الأول (2024) أن واردات الصين من النفط الخام قفزت في نوفمبر/تشرين الثاني في أول نمو على أساس سنوي منذ 7 أشهر، مدفوعة بانخفاض أسعار إمدادات الشرق الأوسط وإضافات إلى المخزون الوطني.

وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك أن أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم استورد 48.52 مليون طن متري الشهر الماضي، بزيادة 14.3% من 42.45 مليون طن قبل عام، أو ما يعادل نحو 11.81 مليون برميل يوميًا.

وكان متوسط ​​واردات الصين من النفط يوميًا هو الأعلى منذ أغسطس/آب 2023، وارتفاعًا من قاعدة منخفضة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عند 10.33 مليون برميل يوميًا.

على الرغم من انتعاش إمدادات نوفمبر/تشرين الثاني، فإن واردات الصين من النفط منذ بداية العام حتى الآن أقل بنسبة 1.9%، مما قد يشير إلى انخفاض لعام 2024 بأكمله، إذ سيمثّل الانخفاض التراجع السنوي الثالث في السنوات الـ5 الماضية، بعد الانخفاضات الناجمة عن الوباء في عامي 2021 و2022.

واشترت شركات التكرير في نوفمبر/تشرين الثاني المزيد من النفط من السعودية والعراق، بعد تخفيضات حادّة في أسعار البيع الرسمية، مما عوّض بعض الانخفاض في واردات النفط الإيراني، بسبب انخفاض التحميلات في أكتوبر/تشرين الأول.

وانخفضت التحميلات في محطات التصدير، بما في ذلك مركز جزيرة خرج الإيرانية، بشكل ملحوظ في أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بسبتمبر/أيلول، مع قلق أصحاب السفن بشأن الهجمات الإسرائيلية المحتملة على منشآت النفط الإيرانية.

وأظهرت بيانات نوفمبر/تشرين الثاني أيضًا أن واردات الصين من الغاز الطبيعي، التي تشمل الغاز الطبيعي المسال والغاز عبر الأنابيب، انخفضت بنسبة 1.4% على أساس سنوي، إلى 10.80 مليون طن.

وارتفعت الكميات منذ بداية العام حتى تاريخه بنسبة 12% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 120 مليون طن.

وزادت صادرات المنتجات النفطية المكررة، التي تشمل الديزل والبنزين ووقود الطائرات والوقود البحري، بنسبة 3% على أساس سنوي إلى 5.23 مليون طن، مقارنة مع 3.96 مليون طن في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أدنى مستوى منذ أبريل/نيسان 2023.

وانتعشت صادرات البنزين في نوفمبر/تشرين الثاني، مع سعي شركات التكرير لتحقيق أرباح أعلى قبل أن تدخل التغييرات في خصومات ضريبة التصدير حيز التنفيذ في ديسمبر/كانون الأول.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق