المستوى الذهبي.. مصر تقضي على 5 أمراض وبائية بشهادة منظمة الصحة العالمية.. الصحة العالمية: خلو مصر من الملاريا إنجاز جديد.. وخلوها من شلل الأطفال رسميا منذ ٢٠٠٦
إشادات واسعة بالإجراءات الوقائية والاحترازية التى تطبقها الدولة
بدران : القضاء على الأوبئة إنجاز لم تقم به دول متقدمة
بلغت نسبة الأطفال الحاصلين على أول جرعة من لقاح الحصبة ٨٣٪ فى عام ٢٠٢٣
فى نهاية أكتوبر الماضي، تسلم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة، شهادة خلو مصر من الملاريا من المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، لتصبح الإشهاد الخامس الذى تحصل عليه مصر فى مجال الأمراض الوبائية التى تؤدى مضاعفاتها للموت.
رحلة من الإجراءات الوقائية والاحترازية التى تطبقها الدولة ووجود نظام ترصد قوي، قادر على الاكتشاف المبكر للحالات، وذلك من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية.كما يثبت إعلانات خلو مصر من الأمراض أن نظام التطعيمات الذى تنفذه وزارة الصحة من أكفأ أنظمة التطعيم، مقارنة بعدد من الدول المجاورة التى ما زال يستوطن بها تلم الأمراض وهى «شلل الأطفال والملاريا وفيروس سى والحصبة والحصبة الألمانية»، فكيف بدأت تلك الرحلة وما المجهودات التى سبقت إعلان الخلو.
إنجاز جديد
تعد الملاريا، مرضا معديا يصيب الإنسان، وينتقل عبر الباعوض المعدى الحامل للمرض، وهو مرض من الأمراض المهددة لحياة الإنسان.
وقال تيدروس أدهانوم مدير منظمة الصحة العالمية، خلال كلمته بالمؤتمر العالمى للصحة والسكان والتنمية البشرية، الذى انعقد أكتوبر الماضي، إن المنظمة تحتفل بإنجاز مهم آخر، وهو حصول مصرعلى شهادة القضاء على الملاريا.
وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية:" العام الماضى تشرفت بوجودى فى مصر لتقديم منظمة الصحة العالمية، لتصبح مصر أول دولة فى العالم تحقق المستوى الفضى فى مسار القضاء على فيروس سي.
الاستثمار فى القطاع الصحي
وأشاد “ تيدروس” بمبادرة «بداية» المصرية للتنمية البشرية، مشيرًا إلى أنها تحتاج إلى تعاون وثيق بين الجهات الحكومية والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، لإظهار قوة هذا التعاون فى خدمة المجتمع وتحسين الصحة والتعليم وحماية المجتمع.
وتابع:" الاستثمار فى القطاع الصحى لا يقتصر على حماية الأرواح فقط، بل يساهم فى تحقيق تطور اقتصادى من خلال خلق بيئة عمل صحية، تساعد على الإبداع والإنتاج، وتوفر حماية حقيقية للأجيال القادمة".
ظهور الملاريا
ظهرت الملاريا فى مصر القديمة ومثلها أجدادنا فى نقوشهم القديمة، فجدران معبد دندرة- فترة الحكم البطلمي- تصوّر حالات الإصابة بمرض الملاريا، كما أكدت التحاليل المعاصرة للملك توت عنخ آمون، أحد ملوك الأسرة الثامنة، وفاته بسبب مضاعفات وباء الملاريا.
وتشيرنتائج تحليل الحمض النووى والمسح بالأشعة المقطعية لمومياء الملك توت عنخ آمون الذى توفى قبل نحو ٣٣٦٢ عامًا إلى أنه توفى متأثرًا بمضاعفات مرض الملاريا، وأن والده هو أمنتحتب الرابع (أخناتون) الملقب بفرعون التوحيد فى مصر القديمة.
فى عام ٢٠١٠ أعلنت وزارة الثقافة المصرية، أن نتائج تحليل الحمض النووى والمسح بالأشعة المقطعية لمومياء الملك توت عنخ آمون الذى توفى قبل نحو ٣٣٦٢ عامًا أثبتت أنه توفى متأثرًا بمضاعفات مرض الملاريا.
وبحسب البحث الذى نشره الأكاديمى المصرى رضا عبد الفتاح فى دراسته "وباء الملاريا فى مصر ١٩٤٢-١٩٤٥" أنه فى بداية الأربعينيات من القرن الـ٢٠ تعرضت مصر لموجة وبائية حادة من مرض الملاريا بدأت فى مارس ١٩٤٢ فى محافظة أسوان جنوبى البلاد، وانتقلت شمالا لتصل مع نهاية نوفمبر من العام نفسه إلى مدينة منفلوط شمالى أسيوط.
وبحسب دراسة "عبدالفتاح" خلّفت الموجة الوبائية التى انتهت عام ١٩٤٥ خسائر بشرية ومادية فادحة، وراح ضحيتها نحو ٢٠ ألفا من أهالى مديريات جنوب الصعيد، بجانب التكاليف المادية الباهظة لأعمال المكافحة وتوفير العلاج، وتعطل عمليات الإنتاج الزراعى فى المناطق الموبوءة.
رحلة التخلص من الملاريا
منذ ١٩٩٨ وحتى هذه اللحظة لا يوجد أى سريان داخلى لمرض الملاريا داخل مصر، إنما الحالات التى تظهر جاءت من الخارج، بحسب حسام عبد الغفار المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة.
وخاطبت وزارة الصحة والسكان، بتاريخ فبراير ٢٠٢٣ مدير عام منظمة الصحة العالمية بجنيف، بملف يتضمن جهود الوزارة فى مواجهة المرض وإجراءات الحصول على شهادة بخلو مصر من الملاريا، للبدء فى اتخاذ الخطوات اللازمة للتحقق من خلو مصر من المرض.
وفى يونيو الماضى استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، وفدًا من منظمة الصحة العالمية (برنامج الملاريا العالمي) تمهيداً لحصول مصر على الإشهاد الدولى بالخلو من مرض الملاريا.
زيارات ميدانية
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي، لوزارة الصحة والسكان، أن فريق المنظمة قام بزيارة ميدانية، خلال الفترة من ٢٢ إلى ٢٩ يونيو الماضي، للتحقق من عدم حدوث سريان لمرض الملاريا داخل مصر، مؤكدًا أن جميع الحالات المكتشفة كانت حالات وافدة من دول يتوطن بها المرض، ووجود نظام ترصد قوي، قادر على الاكتشاف المبكر للحالات، وذلك من خلال التعاون مع جميع الجهات المعنية.
ولفت «عبدالغفار» إلى أن برنامج البعثة فى مصر تضمن زيارات ميدانية للتأكد من تطبيق إجراءات مكافحة البعوض الناقل للمرض، والمناطق التى تشكل خطورة فى تزايد أعداد البعوض، وكذلك مراجعة إجراءات الإصحاح البيئي، وأدلة العمل القياسية الخاصة بترصد المرض، والإبلاغ الفورى عن أى حالات مكتشفة، والتأكد من تنفيذ إجراءات التقصى الوبائى والحشرى اللازم لجميع المخالطين، لافتاً إلى أن البعثة قامت أيضاً بزيارة مكاتب المسافرين الخاصة بتنفيذ إجراءات الوقاية من مرض الملاريا للمسافرين إلى الدول التى يتوطن فيها المرض.
القطاع الوقائي
وأشار المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، إلى تشكيل فريق عمل من القطاع الوقائى بوزارة الصحة، لمرافقة الفريق، حيث تم زيارة عدد من المستشفيات، والوحدات الصحية بمحافظات القاهرة، والفيوم، وأسوان، وذلك لمراجعة الإجراءات الوقائية والاحترازية التى تطبقها الدولة لمنع إعادة توطن مرض الملاريا بالبلاد، من خلال مراجعة ملفات الحالات، وكذلك المعامل والأنظمة المساعدة ونظام الإحالة، وبروتوكولات العلاج المطبقة.
وأضاف أن بعثة المنظمة قامت بزيارة عدد من وحدات الرعاية الصحية الأولية للوقوف على قدرات الأطقم الطبية فى الاكتشاف والإحالة لأى حالة ملاريا وافدة، كما تم زيارة معامل وحدات الملاريا، لمراجعة قدرة العاملين على التشخيص السليم والترصد المستمر للحالات، وزيارة وحدات مكافحة نواقل الأمراض بالمحافظات، بالإضافة إلى مقابلة مجموعة من الرائدات الريفيات للتعرف على النظام المجتمعي، وطرق توصيل الرسائل الصحية المختلفة للمواطنين.
ولفت«عبدالغفار» إلى إشادة البعثة بجودة المنظومة الصحية المصرية، والتى تتيح حصول المريض على الخدمات الصحية، بالإضافة إلى وجود نظام ترصد قوي، واستجابة عالية لسرعة اكتشاف والتعامل مع أى حالة ملاريا وافدة، ومكافحة نواقل الأمراض (البعوض الناقل للمرض)، ومنع إعادة توطين المرض عن طريق وجود خرائط محددة ومحدثة، كما أشادت بدور مكاتب تقديم خدمات الوقاية من مرض الملاريا للمسافرين إلى الدول التى يتوطن بها المرض.
تابع «عبدالغفار»:" أن الوزير توجه بالشكر للبعثة على جهودها فى دعم حصول مصر على الإشهاد الدولى لخلوها من مرض الملاريا، موجهاً فى هذا الصدد بسرعة دراسة توصيات البعثة، وعرض تقرير بالخطوات الجادة التى اتخذت لتنفيذ التوصيات".
المستوى الذهبي
فى أكتوبر ٢٠٢٣، تقدمت منظمة الصحة العالمية بالتهنئة إلى مصر على تقدمها غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد C، لتصبح أول بلد يبلغ «المستوى الذهبي» على مسار القضاء على التهاب الكبد C وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.
ويعنى بلوغ المستوى الذهبى أن مصر قد أوفت بالمتطلبات البرمجية التى تؤدى إلى خفض حالات العدوى والوفيات الجديدة الناجمة عن التهاب الكبد C إلى المستويات التى تؤهِّل البلد للقضاء على وباء التهاب الكبد C.
وقد شخصت مصر ٨٧٪ من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وقدَّمت العلاج الشافى إلى ٩٣٪ من الأشخاص المُشخَّصين به، وهو ما يتجاوز الغايات المحددة للمستوى الذهبى لمنظمة الصحة العالمية، وهى تشخيص ٨٠٪ على أقل تقدير من المتعايشين مع التهاب الكبد C، وتوفير العلاج لما لا يقل عن ٧٠٪ من الأشخاص المُشخَّصين به.
حملة ١٠٠ مليون صحة وفيرس سي
فى عام ٢٠١٤، أطلق رئيس مصر حملة قومية للقضاء على التهاب الكبد C، وهو ما تعزز مجددًا فى عام ٢٠١٨، ووفرت الحملة اختبارات الكشف عن فيروس التهاب الكبد C، والعلاج منه دون مقابل مادي.
وأسفرت حملة «١٠٠ مليون صحة» عن فحص أكثر من ٦٠ مليون شخص، وعلاج أكثر من ٤.١ ملايين شخص.
ومثَّلت العلاجات المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر المُصنَّعة محليًّا عاملًا رئيسيًّا فى النجاح الملحوظ الذى حققته الحملة - حيث بلغ معدل الشفاء من التهاب الكبد C، بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج، نسبة ٩٩٪..
تمويل قدره ٢٥٠ مليون دولار من البنك الدولي
وحصلت هذه الحملة على تمويل قدره ٢٥٠ مليون دولار من البنك الدولي، فى إطار مشروع تطوير نظام الرعاية الصحية فى مصر بتكلفة بلغت ٥٣٠ مليون دولار.
وفى عام ٢٠١٥، كان لدى مصر أعلى معدل للإصابة بفيروس سى فى العالم بلغت نحو ٧٪ بين السكان البالغين.
ووفقا لتقديرات البنك الدولي، فإن أكثر من واحد من بين كل خمسة مصريين تتراوح أعمارهم بين ٥٠ و ٥٩ عاماً كان مصاباً بفيروس سي، وأدى هذا إلى انخفاض متوسط الإنتاجية بنسبة ٧.٥٪ بين المصابين، وانخفاض سنوى بنسبة ١.٥٪ فى إجمالى الناتج المحلي.
وكان مرضى فيروس سى أكثر تعرضاً لمخاطر السقوط فى براثن الفقر بنسبة خمسة أضعاف مقارنة بغيرهم لأنهم كانوا سينفقون مبالغ كبيرة على العلاج ولن يتمكنوا من العمل بسبب اعتلال صحتهم.
الكشف مجانا
كانت حملات الفحص والعلاج متاحة وغير مكلفة ومريحة لجميع المواطنين، كانت فى الشوارع وفى محطات مترو الأنفاق، وجميع وحدات الرعاية والمستشفيات.
كانت حملات عاصرها جيلنا ليجد أنها أتت بثمارها مع الرعيل الأكبر من آبائنا وأمهاتنا، من فيروس التهم صحة وحياة الملايين على مدار سنوات.
واستهدفت الحملة فحص جميع المصريين والمقيمين فى جميع أنحاء مصر الذين تزيد أعمارهم على ١٨ عاماً على ثلاث مراحل، وتضمنت كل مرحلة من ٧ إلى ١١ محافظة، باستخدام ما يقرب من ٦٠٠٠ موقع فحص ثابت وأكثر من ٨٠٠٠ فريق فحص متنقل فى جميع أنحاء الجمهورية. وللوصول إلى ٥٧٪ من المصريين الذين يعيشون فى المناطق الريفية، تم نشر ١٠٧٩ سيارة طبية مجهزة للوصول إلى المناطق النائية والتى تعانى من نقص الخدمات. وتم إنشاء مركز اتصال محترف للمتابعة اللازمة والرد على استفسارات المواطنين.
حملة فيروس سي
واستفادت مصر من الحملة من خلال فحص ضغط الدم ومستويات السكر فى الدم ومؤشر كتلة الجسم لجميع المشاركين. وساعد ذلك على إنشاء قاعدة بيانات عن الأمراض غير السارية وخرائط بيانية عن الحالة الصحية للشعب المصري. على ذلك، أعدت وزارة الصحة والسكان المصرية لوحة بيانات إلكترونية لتتبع معدلات الفحص على الفور وتوجيه فرق الفحص للتحرك بشكل استراتيجى إلى المناطق التى كانت معدلات الفحص فيها منخفضة.
ووفرت لوحة البيانات الإلكترونية أيضا خدمات الإحالة التلقائية إلى مستويات أعلى من الرعاية إذا وُجد أن بيانات الفحص تستدعى ذلك.
وصاحب ذلك حملة توعية واسعة النطاق من خلال إعلانات تليفزيونية وإذاعية وكوادر صحية محلية تواصلت شخصياً مع سكان المناطق الريفية والمناطق التى تعانى من ضعف معدلات التنمية لضمان معرفة المواطنين فى جميع أنحاء البلاد بالحملة وتشجيعهم على الاستفادة منها.
وتم إرسال الكوادر الصحية إلى مناطق التجمعات الجماهيرية مثل المصانع، والمساجد، والكنائس والساحات العامة.
وركزت هذه الحملة الإعلامية على تعريف الجمهور بفيروس سى وأخطاره، وعدم الخجل من إجراء الفحص والتشخيص، بل وضرورة القيام بذلك. وكانت الرسائل الرئيسية للحملة هى تشجيع الناس على عدم استخدام الأشياء الشخصية التى تخص الآخرين، والتأكيد على أنه لا ضرر من مخالطة مرضى التهاب الكبد الوبائى سي؛ وإيضاح أن الحبوب أكثر أمانا من الحقن؛ وتشجيع الجمهور على استشارة الطبيب وإجراء فحص فيروس سي؛ وطمأنة الجماهير بأن العلاج متاح وفعال.
وساند هذه الجهود قدرة مصر التفاوضية على شراء مستلزمات الفحص والعلاج بأقل الأسعار، وقد ساعد ذلك على علاج المرضى مجاناً. وكانت العلاجات المضادة للفيروسات المباشرة المفعول المصنعة محليا عاملا رئيسيا فى النجاح الملحوظ للحملة - حيث بلغ معدل الشفاء ٩٨.٥٪ بين الأشخاص الذين تلقوا العلاج. وكانت هذه العلاجات بمثابة منفعة عامة عالمية مما ترتب عليه خفض أسعار الأدوية فى جميع أنحاء العالم. وقبل الحملة التى أطلقتها مصر، كان سعر العلاج اللازم لعلاج شخص لمدة ثلاثة أشهر فى حدود ٩٠٠ دولار فى البلدان منخفضة الدخل ونحو ١٠٠ ألف دولار فى البلدان مرتفعة الدخل، وفى مصر، كان السعر ٥٨ دولاراً فقط!.
شلل الأطفال
"نبأ سار تعلنه منظمة الصحة العالمية هو مرور تسعة عشر شهراً على ظهور آخر حالة إصابة بمرض شلل الأطفال فى مصر، ومرور أحد عشر شهراً على آخر عزل لفيروسه من البيئة المصرية".
كان هذا إعلان كل تفاصيل خلو مصر من شلل الأطفال واقترابها من هدف الاستئصال النهائى للمرض خلال انعقاد الاجتماع التاسع للمجموعة الاستشارية التقنية لاستئصـال شلـل الأطفـال من مصر (TAG) فى القاهرة يومى ٤ و٥ ديسمبر ٢٠٠٥.
وتم تنفيذ حملات التطعيم الوطنية التى جرت فى مصر فى صيف وخريف ٢٠٠٥ والتقيـيم الذى يقدِّمه المراقبون الدوليون والمستقلون لهذه الحملات، وجهود التعبئة الاجتماعية لتفعيل استجابة فئات المجتمع لها.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية خلو مصر من المرض رسميا منذ ٢٠٠٦ وتسجيل آخر حالة إصابة عام ٢٠٠٤.
كما انضمت مصر إلى قائمة بلدان العالم التى نجحت فى التحرُّر من شلل الأطفال واقترابها من مرحلة الإشهاد على الاستئصال النهائى لهذا المرض والتى تتطلَّب مرور ثلاثة أعوام على ظهور آخر حالة إصابة.
كان"شلل الأطفال" متوطنًا فى مصر قرابة الـ ٣٠٠٠ عام كما ظهر فى النقوش الفرعونية وأصاب ملايين الأطفال فى مصر والعالم حتى عام ١٩٥٥ حين اكتشف العلماء أول تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال وكان بالحقن، ثم تلاه نوع آخر بالتنقيط فى الفم عام ١٩٦١.
وبدأت أنشطة البرنامج منذ عام ١٩٨٤ بالتطعيم ضد ٦ أمراض فقط وتم إدراج طعوم جديدة ليصبح الإجمالى ١٠ طعوم منها التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، بحسب ما صرح به الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان. وأكد، فى تصريحات له فى نوفمبر ٢٠٢٣، أنه فى إطار الحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية فى الحفاظ على مصر خالية من شلل الأطفال تم تنظيم فاعلية بالتزامن مع اليوم العالمى لمرض شلل الأطفال تضمنت عددا من المحاضرات العلمية التى تناولت تاريخ البرنامج الموسع للتطعيمات.
وأعلن "عبدالغفار" عن استراتيجيات الحفاظ على خلو مصر من مرض شلل الأطفال والتى تشمل وصول نسب التغطية التطعيمة لأكثر من ٩٥٪ ودعم نظام ترصد بيئى يستطيع الكشف المبكر عن أى فيروسات، وكذلك خطة الاستجابة والاستعداد. ويعد نظام التطعيمات الذى تنفذه وزارة الصحة من أكفأ أنظمة التطعيم حيث يتم إعطاء الطعم الفموى "سابين" ٧ جرعات، وطعم الحقن "سولك" ٣ جرعات وهو ما يعد جدول التطعيمات الروتينى الأقوى بين دول العالم المختلفة.
الحصبة
تعرف منظمة الصحة العالمية مرض "الحصبة" بأنه شديد العدوى وخطير ينتقل عبر الهواء ويسببه فيروس يمكن أن يؤدى إلى الإصابة بمضاعفات وخيمة وإلى والوفاة. وتجنب ٥٧ مليون وفاة بين عامى ٢٠٠٠ و٢٠٢٢ بفضل أخذ التلقيح ضد الحصبة.
وعلى الرغم من توافر لقاح مأمون وعالى المردودية ضد الحصبة، فقد أشارت التقديرات إلى أن عام ٢٠٢٢ شهد وقوع نحو ٠٠٠ ١٣٦ وفاة بسبب المرض فى العالم، معظمها وقعت فيما بين أطفال دون سن الخامسة من غير المُلقّحين أو المنقوصى التلقيح.
بلغت نسبة الأطفال الحاصلين على أول جرعة من لقاح الحصبة ٨٣٪ فى عام ٢٠٢٣، وهى أقل بكثير من نسبتهم فى عام ٢٠١٩ البالغة ٨٦٪.
إشهاد
قال مجدى بدران استشارى الحساسية والمناعة إن فيروس الحصبة يهد نصف سكان العالم وحذرت منظمة الصحة العالمية من تضاعفه ٤٥ مرة فى أوروبا، ومعنى إشهاد تخلص مصر من مرضين الحصبة والحصبة الألمانية فهذا إنجاز لم تقم به دول متقدمة.
وتابع "بدران" أن مصر فى ٢٠٢٢ بدأت فى عملية الإشهاد وحصلت فى عام ٢٠٢٤ عليه،
ما حدث هو تأكيد خلو مصر من الحصبة والحصبة الألمانية ومضاعفات الموت، خاصة الألمانية التى كانت تسبب مشاكل فى الحمل والإنجاب للسيدات وتشوهات فى الأطفال مثل وجود مياه زرقاء وبيضاء على العين وشاكل والقلب والسمع و تأخر نمو عقلى وجسدى وكبر حجم الرأس وكل هذا لم يعد موجودا لدينا، بحسب تصريحات بدران. واستكمل استشارى الحساسية والمناعة أن الإعلان يتطلب خطوات كثيرة جدا وتحقيق نسب تطعيم عالية .
الحصبة
حصلت مصر على إشهاد خلو من الحصبة والحصبة الألمانية، ضمن ٤ دول فى إقليم شرق المتوسط، وذلك خلال الاجتماع الرابع، للجنة الإقليمية فى الرابع من نوفمبر ٢٠٢٢ ، ليؤكد نجاح البرنامج الموسع للتطعيمات، الذى يهدف إلى الحفاظ على مصر خالية من الأمراض المستهدفة بالتطعيم، وتقليل معدلات الوفيات بسبب هذه الأمراض.
قدمت مصر ملفها ، للجنة الإقليمية للقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، للتحقق من القضاء على المرضين، وذلك خلال شهر يونيو ٢٠٢٢ وتضمن الملف تحليلا مفصلا للوضع الوبائي، ومعدلات حدوث المرض ومؤشرات الترصد لحالات الحمى والطفح الجلدي، ونسب التغطية بالطعم المحتوى على الحصبة والحصبة الألمانية فى جرعتيه. اعتمدت خطة وزارة الصحة والسكان، للقضاء على الحصبة، والحصبة الألمانية، على التطعيمات الروتينية للأطفال المصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، بجرعتين ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية عند عمر عام، وفى الشهر ال١٨ من عمر الطفل، بنسبة تغطية تجاوزت ال٩٥٪ لضمان رفع مناعة الأطفال، إلى جانب الحملات التطعيمية القومية من عمر ٩ أشهر حتى ١٠ سنوات بنسبة تغطية أكثر من ٩٥٪ إلى جانب الحملات المحدودة التى يجرى تنفيذها طبقأ للوضع الوبائى الإقليمى للمرض فى دول الجوار.
كما تضمنت العمل على تقوية نظام ترصد الحمى والطفح الجلدي، ضمن برنامج ترصد الأمراض المستهدفة بالتطعيمات، كضمانة لاكتشاف جميع الحالات واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار العدوى، إلى جانب الإجراءات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية فى مواجهة أى فيروس وافد من البلاد المستوطن بها المرض.
0 تعليق