أبرنوص يثري البحث الأكاديمي بترجمة "دراسة في أدب الأمازيغ" إلى العربية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عن مطبعة “عكاظ”، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، صدر حديثا كتاب “دراسة في أدب الأمازيغ” للباحث الأكاديمي جمال أبرنوص، وهو رئيس شعبة الدّراسات الأمازيغية بجامعة محمّد الأول بوجدة.

والمؤلف، الذي يقع في 456 صفحة من القطع المتوسّط، هو ترجمة لكتاب ” Essai sur la littérature des Berbères” للباحث الفرنسي هنري باسي (1920)، الذي تناول من خلاله موضوع الأدب الأمازيغي، في شقيه الشفهي والمكتوب، من زوايا متعددة: تجنيسية وموضوعاتية وتاريخية وفنية.

وفي تصريح لهسبريس، قال جمال أبرنوص: “يتعلق الأمر بعمل ترجمي منجز في إطار مشروع تعاقدي جمعني بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهي المؤسسة التي انطلقت، منذ سنوات، في مشروع ترجمي واعد يتوخى تمكين القارئ المهتم بالإنتاج الثقافي الأمازيغي من مطالعة عدد من الإبداعات الأدبية ذات الصيت العالمي والدراسات العلمية المهمة عبر ترجمتها إلى الأمازيغية أو العربية”.

وزاد قائلًا: “الكتاب في أصله أطروحة أساسية، إلى جانب أخرى تكميلية موضوعها عبادة المغارات بالمغرب، نال بهما هنري باسي شهادة الدكتوراه من كلية الآداب بالجزائر العاصمة سنة 1920”.

وأرجع أبرنوص أهمية العمل إلى “حيثيات عديدة، منها نشأة صاحبه في كنف أسرة علمية فرنسية معروفة في مضمار الاستشراق؛ فهو الابن البكر لريني باسي، الفيلولوجي وعالم اللهجات، ومدير المدرسة العليا للآداب بالجزائر العاصمة، وهو الأخ الأكبر لأندري باسي، الألسني وعالم اللهجات، ورائد الدراسات الأمازيغية زمن شيوع اللسانيات البنيوية”.

إضافة كذلك إلى “رحابة المجال اللسني- الجغرافي الذي اتخذه الباحث فضاء للدراسة؛ فبخلاف مجمل الدارسين الكولونياليين، الذين حصروا انشغالهم في حدود الأفق المونوغرافي، أقدم باسي، من خلال أطروحته، على تناول جل الأنواع الأدبية الشفهية الأمازيغية التي أمكنه الوقوف على بعض شواهدها النصية، بل تناول، بالدرس أيضا، عددا من شواهد التآليف الأمازيغية الوسيطية، وقد فعل ذلك كله من خلال استقراء نصوص تتوزع على ربوع بلاد الأمازيغ”، يتابع المترجم.

كما تكمن أهمية الكتاب، حسب المتحدّث ذاته، “في كونه أحد الأعمال الكولونيالية النادرة التي اعتنت بالمتون الأدبية الأمازيغية في ذاتها ولذاتها، بحثا في بنياتها الفنية والجمالية وإيحاءاتها الدلالية المختلفة، لا بوصفها متونا مساعدة في استقراء الظواهر اللغوية وتزكية التصورات الإثنوغرافية المختلفة”.

وحول أحكام القيمة الكثيرة التي تضمنها الكتاب، قال أبرنوص: “يتوجب على القارئ استدعاء النظر التاريخاني إذا شاء استيعاب أحكام القيمة الكثيرة التي يضمها هذا الكتاب وغيره من الكتابات الكولونيالية، أي أن القارئ الحصيف مدعو إلى أن يضع هنري باسي في سياق ما لم يكن بوسعه أن يتجنبه، في ظل خضوعه لإملاءات التحكيم الإيديولوجي القاهرة، المدفوع بعضه ببنود المركزية الغربية الساعية للسيطرة المادية على المجال، والمتصل بعضه بفروض المركزية الكتابية التي شقّ على أصحابها استيعاب مقدار التعسف المنهجي الذي يقترفونه عند دراسة النصوص الشفهية بأدوات اللغات ذات التقاليد الكتابية العريقة”.

وجوابا عن سؤال لماذا ترجمةُ الكتاب إلى العربية؟ قال أستاذ الدّراسات الأمازيغية بجامعة وجدة: “لعل الغاية من تعريب الكتاب هي تقريب مضامينه إلى الباحثين العربوغرافيين، وحيدي اللغة، وهي الفئة التي أضحت غالبة في الساحة البحثية المغربية منذ انطلاق مشروع تعريب المدرسة المغربية، على أمل أن تتواصل مسيرة ترجمات المؤلفات الأجنبية بطريقة مؤسسية على نحو ما يقوم به المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية”.

وختم أبرنوص تصريحه لهسبريس قائلًا إن “تواصل مسيرة ترجمات المؤلفات الأجنبية سيؤدي، في تقديري، إلى تقليص مساحة الهدر البحثي الذي تعرفه الساحة البحثية المغربية في حقل الأمازيغية وغيرها بسبب غياب الجسور الترجمية التي لا يمكن، بأي حال، الاستغناء عنها لردم الفراغات العلمية، وبناء مشاريع البحث على أساس قاعدة الاستكمال وتضافر الجهد، لا على قاعدة وهم إعادة اختراع العجلة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق