شهد سعر الذهب اليوم استقرارًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، حيث تماسك المعدن الأصفر قرب نفس مستويات الأسعار التي سجلها على مدار الشهرين الماضيين.
يأتي هذا الاستقرار في ظل ترقب الأسواق العالمية لقرار البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن سعر الفائدة في آخر اجتماعاته لعام 2024، حيث من المقرر أن يصدر القرار غدًا، وهو ما يترقب المستثمرون والمحللون الماليون تأثيره على الأسواق المالية والاقتصاد العالمي بشكل عام.
العوامل المؤثرة في استقرار سعر الذهب اليوم
منذ فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، شهدت أسواق المال تقلبات ملحوظة، لا سيما فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية والنقدية التي يعتزم ترامب تطبيقها في فترة رئاسته الجديدة.
والإعلان عن سياسات اقتصادية صارمة، مثل رفع الرسوم الجمركية، كانت لها آثار واضحة على الثقة في الدولار الأمريكي، مما دفع المستثمرين للاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن.
الذهب، الذي يُعد من أبرز الأدوات المالية للتحوط ضد تقلبات الأسواق، استفاد من حالة عدم اليقين المرتبطة بالقرارات الاقتصادية القادمة في الولايات المتحدة.
على الرغم من ثبات سعر الذهب اليوم في الفترات الأخيرة، فإن التوقعات تشير إلى ارتفاعات قد تشهدها أسعاره خلال العامين المقبلين، خاصة مع التوقعات السلبية تجاه الدولار الأمريكي في ظل السياسات الجديدة.
توقعات ارتفاع سعر الذهب اليوم في 2025
بحلول نهاية عام 2025، يتوقع الخبراء أن يصل سعر الأونصة من الذهب إلى 3000 دولار أمريكي، وهو ما يعكس التوقعات بزيادة الطلب على الذهب في ظل السياسات النقدية المتبعة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي.
وبالنظر إلى مؤشرات الذهب في الأسواق العالمية، يتوقع المحللون أن يستمر المعدن الأصفر في جذب الاستثمارات بسبب سياسة التيسير النقدي التي قد يتبناها البنك الفيدرالي في النصف الأول من عام 2025.
وقد يعزز هذا التوجه تصريحات بعض خبراء المال والاقتصاد الذين يتوقعون أن يكون الذهب من بين الأصول الأكثر رواجًا في الأعوام المقبلة. سيؤدي الاتجاه العالمي نحو تيسير السياسات النقدية إلى إبقاء أسعار الفائدة منخفضة، مما يعزز جاذبية الذهب كأداة استثمارية آمنة.
حركة سعر الذهب اليوم الأخرى
على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت الفضة انخفاضًا طفيفًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتسجل 30.48 دولار للأوقية. كما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% ليصل إلى 934.33 دولار للأوقية، بينما شهد البلاديوم ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 950.61 دولار للأوقية. هذه التحركات تشير إلى تغيرات بسيطة في أسواق المعادن النفيسة، بينما تظل أسعار الذهب هي الأكثر تأثيرًا في تحديد الاتجاه العام للأسواق.
اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي وتأثيره على أسواق المال
تنعقد في الوقت الحالي اجتماعات البنك الفيدرالي الأمريكي لمناقشة السياسة النقدية، حيث ستتم مناقشة قرار سعر الفائدة على الأموال الإيداع والاقتراض. يتوقع معظم المحللين استبعاد خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع الجاري، لكن هناك اهتمام كبير بتوجيهات رئيس البنك الفيدرالي حول المستقبل المالي والنقدي في 2025.
ويشير جيجار تريفيدي، محلل سوق المال في إحدى أكبر شركات تداول الأوراق المالية، إلى أن الأسواق تأخذ بعين الاعتبار أي تصريحات قد تصدر عن رئيس البنك الفيدرالي بشأن خفض الفائدة أو تعديل سياسة التيسير النقدي. كما يتوقع أن يكون لمخطط النقاط للبنك الفيدرالي دور رئيسي في تحديد التوجهات المالية في الأشهر الأولى من عام 2025.
توقعات الأسواق حول سياسة الفائدة للبنك الفيدرالي
تشير التوقعات السائدة في الأسواق إلى خفض محتمل لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع البنك الفيدرالي يوم الأربعاء، مع احتمالية كبيرة لحدوث ذلك بنسبة تصل إلى 99.1%. لكن في المقابل، لا تتوقع الأسواق انخفاضًا آخر في سعر الفائدة في يناير 2025، حيث تم تحديد الاحتمال في حدود 14.8% فقط وفقًا لأداة FedWatch التي تتابع التوقعات المرتبطة بسياسة الفيدرالي.
يشير الوضع الحالي في أسواق الذهب والاقتصاد العالمي إلى استمرار حالة من الاستقرار في أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، مع احتمالية ارتفاع كبير في الأسعار في الأعوام القادمة، خاصة مع التوقعات بزيادة الطلب على الذهب نتيجة التيسير النقدي المحتمل من البنك الفيدرالي الأمريكي. في المقابل، تظل الأسواق المالية تترقب أي إشارات أو قرارات من البنك الفيدرالي الأمريكي قد تؤثر بشكل مباشر على التوقعات المستقبلية للمعدن النفيس، الأمر الذي يعكس أهمية الاجتماعات القادمة في تحديد ملامح السياسة النقدية لعام 2025.
0 تعليق