يا كاتب التاريخ، أغلق صفحاتك، فقد كتب النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي السطر الأجمل والأهم في مسيرته الأسطورية، حيث قاد منتخب بلاده للتتويج بلقب كأس العالم 2022.
قاد ميسي منتخب الأرجنتين للفوز بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ "راقصي التانجو"، والأولى في مسيرته، وذلك في 18 ديسمبر 2022، بعد انتصاره على فرنسا بركلات الترجيح 4-2، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3.
مشوار منتخب الأرجنتين في مونديال 2022
كانت بطولة كأس العالم 2022 بمثابة الفرصة الأخيرة لميسي، الذي تجاوز سن الـ35 عامًا، لتحقيق حلمه في الفوز بلقب المونديال بعد أربع محاولات سابقة لم تكلل بالنجاح في أعوام 2006، 2010، 2014، و2018. لكن بداية مشوار التانجو في مونديال قطر كانت صادمة، حيث تلقى الفريق هزيمة غير متوقعة أمام السعودية بنتيجة 2-1.
يمكن اعتبار الخسارة أمام السعودية بمثابة جرس إنذار مبكر للمنتخب الأرجنتيني، إذ أدرك ميسي وزملاؤه أن أي هزيمة أخرى ستعني وداع البطولة وضياع حلم طال انتظاره لمدة 36 عامًا، حيث كان آخر تتويج للتانجو في عام 1986 بقيادة الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا.
بعد تلك الهزيمة، انتفض المنتخب الأرجنتيني كالمارد ليحقق انتصارين متتاليين في دور المجموعات على المكسيك وبولندا، حيث انتهت المباراتان بفوز الأرجنتين 2-0، مما مكنه من تصدر المجموعة الثالثة برصيد 6 نقاط.
في دور الـ16، تغلب منتخب الأرجنتين على أستراليا 2-1، ونجا من فخ هولندا في ربع النهائي بعد مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 2-2، ليحسمها بركلات الترجيح 4-3، ثم واصل مشواره الناجح بتجاوز كرواتيا بسهولة في نصف النهائي بنتيجة 3-0.
الأرجنتين تقترب من حلم المونديال
الحلم أصبح أقرب من أي وقت مضى، حيث تفصل مباراة واحدة ميسي عن تحقيق حلمه الذي راوده منذ الطفولة، وهو رفع أغلى الألقاب في مسيرة أي لاعب (كأس العالم).
لكن الخطوة الأخيرة هي الأصعب، إذ سيواجه المنتخب الفرنسي الذي أقصى الأرجنتين من دور الـ16 في مونديال 2016 قبل أن يتوج باللقب في النهاية.
احتضن ملعب "لوسيل" المباراة النهائية، التي بدأت بسيناريو يطمح إليه كل أرجنتيني وعاشق لميسي، حيث تقدم فريق المدرب ليونيل سكالوني بهدفين دون رد في الشوط الأول، بتوقيع ميسي من ركلة جزاء في الدقيقة 23، وأنخيل دي ماريا في الدقيقة 36.
بينما كانت جماهير الأرجنتين تستعد للاحتفال باللقب، سجل كيليان مبابي هدفين متتاليين لفرنسا في الدقيقتين 80 (من ركلة جزاء) و81، مما حول فرحة جماهير الأرجنتين إلى صدمة وحسرة.
توجه المنتخبان "الأرجنتين وفرنسا" إلى وقت إضافي، حيث تمكن ميسي من إعادة منتخب بلاده إلى المقدمة مرة أخرى.
لكن الديوك الفرنسية لم تستسلم، وعاد النجم مبابي ليعدل النتيجة مجددًا في الدقيقة 118 من ركلة جزاء.
وكان كولو مواني، لاعب منتخب فرنسا، قريبًا من إحباط آمال الأرجنتين عندما انفرد بحارس مرمى الأرجنتين إيميليانو مارتنيز في اللحظات الأخيرة، لكن الحارس تألق أمام تسديدته وأنقذ منتخب بلاده من كابوس كان سيستمر لسنوات.
وانتقل المنتخبان إلى ركلات الجزاء، حيث ابتسمت النتيجة للأرجنتين 4-2، ليتمكن ميسي أخيرًا من استنشاق الصعداء بعد تحقيق اللقب الأغلى في مسيرته.
نال ميسي جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في كأس العالم 2022، ليصبح أيضًا أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ المونديال برصيد 26 مباراة، متفوقًا على الألماني لوثار ماتيوس الذي لعب 25 مباراة، وميروسلاف كلوزه بـ 24 مباراة، والإيطالي باولو مالديني بـ 23 مباراة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو بـ 22 مباراة.
في لحظة تاريخية، قام الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، بوضع البشت الخليجي على كتفي ميسي بحضور جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا،ثم قام ليونيل ميسي برفع كأس العالم في ليلة ستظل خالدة في ذاكرة عشاق كرة القدم.
بعد التتويج، ميسي يشارك لحظات الفرح والدموع من الأرجنتين
نشر ميسي مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على "إكس" بعد فوزه بكأس العالم، حيث استعرض فيه اللحظات الصعبة والرائعة التي عاشها مع منتخب الأرجنتين.
وعلق ميسي على الفيديو قائلاً: "من جراندولي إلى كأس العالم في قطر، مرت حوالي 30 عامًا، شهدت خلالها 3 عقود من الزمن منحتني الكرة فيها الكثير من السعادة وبعض الحزن".
وأكمل : "لطالما حلمت بأن أكون بطلًا للعالم، ولم أتوقف عن السعي لتحقيق هذا الحلم رغم علمي بأن النجاح قد لا يتحقق".
وأضاف: "هذه الكأس التي حققناها هي أيضًا لكل الذين لم يتمكنوا من الفوز بها في النسخ السابقة من كأس العالم التي شاركنا فيها، مثل بطولة البرازيل 2014.
لقد كان الجميع يستحقونها بسبب كفاحهم المستمر وعملهم الجاد، وكان لديهم نفس الرغبة التي شعرت بها، وكنا نستحقها حتى في تلك المباراة النهائية المؤلمة".
وتابع: "هي أيضًا لمارادونا الذي كان يشجعنا من السماء، ولكل من دعم المنتخب دائمًا دون التركيز كثيرًا على النتائج، بل على الشغف الكبير الذي نُظهره لتحقيق الفوز حتى عندما لا تسير الأمور كما نرغب".
واستمر: "بالطبع، هي لكل هذه المجموعة الرائعة التي تشكلت، لكل أعضاء الجهاز الفني، ولكل من كان جزءًا من المنتخب الوطني وعملوا بلا كلل لتسهيل مهمتنا".
واختم قائلاً: "في كثير من الأحيان، يُعتبر الفشل جزءًا من الرحلة ووسيلة للتعلم، ومن دون خيبة الأمل، لا يمكن أن يتحقق النجاح. أشكركم من أعماق قلبي، فاموس أرجنتينا".
0 تعليق