اكتشاف مذهل، ديدان قادرة على تجديد أجسامها عبر "الخلايا الجذعية"

الجمهور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

توصل علماء من جامعة فيينا في النمسا إلى قدرة فريدة لنوع من الديدان البحرية، تُدعى "Platynereis dumerilii"، على تجديد أجزاء مفقودة من أجسامها بشكل استثنائي، وذلك بفضل عملية تحاكي "الخلايا الجذعية".

الديدان وخاصية التجديد الفريدة

وتتميز هذه الديدان بقدرتها على البقاء على قيد الحياة بعد فقدان جزء كبير من أجسامها، وتبدأ العملية عندما تعود الخلايا المتخصصة القريبة من منطقة الجرح إلى حالة شبيهة بالخلايا الجذعية، حيث تُعيد هذه الخلايا تكييف نفسها لاحقًا لتستبدل الأنسجة المفقودة بسرعة وكفاءة.

ويعتمد في معظم الأنواع الحية، التجديد على الخلايا الجذعية التي تتطور لتصبح خلايا جديدة.

ولكن في هذه الديدان، يتم تجنيد أنواع مختلفة من الخلايا غير الجذعية لتأدية هذا الدور عند إزالة الطرف النهائي للجسم، عبر عملية تُسمى "عدم التمايز".

%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%

آلية العمل وعملية الترميم

ووفقًا لعالمة الأحياء الجزيئية ليوني أدلمان من جامعة فيينا، تبدأ الخلايا المتضررة بالعودة إلى حالة تشبه الخلايا الجذعية خلال ساعات قليلة، مما يُسرع عملية بناء منطقة نمو جديدة.

ولمعرفة كيفية عمل هذه الآلية، استخدم الباحثون تقنيات حديثة مثل تسلسل الحمض النووي الريبي للخلية الواحدة والتحول الجيني الفسيفسائي. 

وساعدت هذه التقنيات في تحديد مصادر الخلايا المتجددة ورصد كيفية تغيرها بين حالاتها المختلفة لإصلاح الضرر.

%D8%A3%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9

نوعان مختلفان من الخلايا الجذعية

وبحسب عالمة الأحياء الجزيئية، اكتشف الفريق على الأقل نوعين مختلفين من الخلايا الجذعية وهم خلايا مخصصة لتجديد البشرة والخلايا العصبية، وخلايا تعمل على إصلاح العضلات والأنسجة الضامة.

تأثير البحث على مستقبل الطب

الجدير بالذكر، نُشرت الدراسة في مجلة "ساينس أليرت"، مشيرة إلى أن إعادة برمجة الخلايا البشرية تعد مجالًا واعدًا لتحسين العلاجات الطبية. 

ويمكن لهذه الأبحاث أن تُسهم في تطوير تقنيات جديدة لعلاج الأمراض وإصلاح الأضرار الجسيمة عبر التحكم في تحويل الخلايا إلى أنواعها المتخصصة.

ويفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة ليس فقط لفهم كيفية تجديد الأنسجة في الكائنات الحية، بل أيضًا لاستخدام هذه الآليات لتحسين الطب البشري بشكل غير مسبوق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق