كان تحالف أوبك+ محط أنظار الجميع في أسواق النفط في 2024، بفضل خططه التي حققت عددًا من الأهداف، وأسهمت بتحقيق الاستقرار في السوق العالمية، من خلال عدد من الخطوات والإجراءات التي نفّذها بنجاح.
ويرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن أهم ما حدث خلال العام المنصرم 2024 كان نجاح التحالف ودوله في تحقيق عدد من الأهداف، وهي أخبار لن تذكرها وكالات الأنباء الغربية.
وأضاف: "في اعتقادي، أهم ما حدث في أسواق النفط في 2024، هو نجاح دول تحالف أوبك+ في تحقيق أهدافها، إذ هناك إشكال كبير في أسواق النفط بسبب التوقعات المتفائلة، خاصة فيما يتعلق بالصين وغيرها".
ولكن، وفق الحجي، حدثت تطورات، منها الحرب في أوكرانيا، ثم الحروب التجارية، ثم حرب غزة، وردّة فعل الحوثيين، والمشكلات في البحر الأحمر، كل هذا أدى إلى انخفاض معدلات النمو الاقتصادي حول العالم، ما جعل الطلب على النفط أقل من المتوقع، خاصة في الصين.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة"، قدّمها الدكتور أنس الحجي عبر مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بعنوان "أسواق النفط والغاز.. أهم أحداث 2024 وتوقعات 2025".
أسواق النفط في 2024
يقول الدكتور أنس الحجي، إن أهم ما حدث في أسواق النفط في 2024 كان اضطرار دول أوبك+ إلى إجراء تخفيضات عديدة، إذ كان التخفيض الأول من التحالف، ولكنه لم يكن كافيًا، ثم أعلنت مجموعة الـ8 الأعضاء في التحالف تخفيضات طوعية مرتين.
ولفت إلى أن هذه التخفيضات الطوعية أتت أكلها في 2024، وكانت لها 3 أهداف رئيسة، وهي:
- الهدف الأول: تحقيق التوازن في السوق.
- الهدف الثاني: تخفيف الذبذبة في الأسواق.
- الهدف الثالث: منع أسعار النفط من الانهيار.
وأوضح الدكتور أنس الحجي إن الهدف الثالث يعدّ جزءًا من الهدف الأول، ولكنه يُذكر هدفًا ثالثًا لأن إبقاء الأسعار -خام برنت- في السبعينيات يعدّ إنجازًا ضخمًا، فقد كانت في السابق بين 30 و40 دولارًا، وكان الجميع يحلمون بأن تصل إلى 70 دولارًا.
لذلك، فإن وصول أسعار النفط إلى ما بين 70 و75 دولارًا يعد نجاحًا مميزًا يُحسَب ضمن نجاحات تحالف أوبك+ في تحقيق استقرار أسواق النفط في 2024.
وتابع: "حقّق تحالف أوبك+، أو قيادته، هذه الأهداف الـ3 بالكامل خلال العام الماضي 2024، فوجدنا أن الأسواق كانت مستقرة، والذبذبة انخفضت بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، وبالنسبة للأسعار لم يحدث الانهيار، وبقيت في السبعينيات بالنسبة لخام برنت".
وأشار إلى أن هناك من يقول، إن الأسعار يجب أن تكون في حدود 100 دولار للبرميل من خام برنت، وهذا كلام عاطفي وعشوائي، ولكن بالنسبة لأسواق النفط في 2024، فقد كان ما حقّقه أوبك+ إنجازًا كبيرًا.
قانون "لا أوبك" الأميركي
تطرَّق الدكتور أنس الحجي إلى الحديث عن قانون لا أوبك الأميركي، الذي مُرِّرَ في الكونغرس ومجلس الشيوخ، ويقضي بمحاكمة منظمة أوبك بصفتها منظمة احتكارية، إذ إن مهمة هذا القانون هي حذف أو إلغاء الحصانة عن دول المنظمة، ومن ثم محاكمتها في المحاكم الأميركية.
وأضاف: "إذا جرت محاكمة أوبك في المحاكم الأميركية، وحكمت المحكمة ضد الدول الأعضاء، حينها يمكن للمتضررين إقامة دعاوى ضد هذه الدول، ومن ثم كل الاستثمارات الموجودة يمكن الاستحواذ عليها، أي يمكن استغلال أحكامها لمصادرة استثمارات السعودية والكويت وغيرها".
ولفت الدكتور أنس الحجي إلى أن هذا الأمر حدث مع إيران، وأدى إلى خسارتها 11 مليار دولار أمام القضاء الأميركي، مشيرًا إلى أن ما حدث هو أن قانون "لا أوبك" مرَّ بموافقة الكونغرس ومجلس الشيوخ، ولكن لم يوقّعه جورج بوش، وكذلك لم يوقّعه باراك أوباما، وتجاهله دونالد ترمب.
وتابع: "هناك قوة أميركية في محاولة للضغط على دول أوبك، ولكن البيت الأبيض هو الذي أوقف هذا المشروع، ولكن القضية هنا أن إنجاز أوبك+ في 2024 يعدّ مهمًا من هذه الناحية، إذ إن تصرفات التحالف أسهمت في استقرار السوق والأسعار".
بالإضافة إلى ذلك، وفق الحجي، أسهمت تصرفات دول أوبك+ في حماية صناعة النفط العالمية عمومًا، وليس مصالح دول التحالف فقط، ومن ثم إذا ذهبت هذه الدول إلى محكمة يومًا ما، فسيكون هذا الأمر من بين الشواهد.
أسعار النفط
وأوضح الدكتور أنس الحجي أنه بالنظر إلى أسعار النفط خلال الـ140 عامًا الماضية، يتضح أن هناك أوقات شهدت استقرارًا للأسعار، وأوقات أخرى شهدت جنون أسعار، إمّا انخفاضًا أو ارتفاعًا، ولكن ما يميز أوقات الاستقرار أنه كانت هناك إدارة لأسواق النفط.
وأشار إلى أن وقف الهدر وإبقاء التكاليف منخفضة يحتاج إلى إدارة، كي لا تنتهي الأمور بانخفاض هائل في الأسعار، وينتج الجميع أقصى ما يمكنهم، فتنهار الصناعة، ويتوقف الاستثمار، وترتفع الأسعار مجددًا بشكل جنوني.
وأردف: "لذلك الصناعة تحتاج إلى إدارة، وهذا أهم درس تعلمناه في 2024، الذي يذكّرنا بنجاح أوبك+ في إدارة السوق"، مشيرًا إلى أن هناك أمر مهم يتعلق بوزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إذ إن كل هذا النجاح جاء من خبرته التي تمتد لنحو 39 عامًا في هذا المجال.
وأكد الدكتور أنس الحجي أن الأمير عبدالعزيز بن سلمان له خبرة طويلة في هذا المجال، وبالمكان نفسه، ولا يوجد شخص الآن في كل أوبك+، أو في العالم أجمع، لديه هذه الخبرات التي تراكمت على مدى عقود.
ومن ثم، فإن كل ما تحقَّق من نجاحات لأوبك+ في أسواق النفط في 2024، جاء نتيجة هذا التراكم المعرفي في شخص واحد، ونتيجة الحرص على تطبيق مبادئ اقتصادات الموارد البشرية كما يجب أن تكون، ومن ثم يمكن القول، إن هذا الإنجاز جاء بسبب الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق