تذكار نياحة داود النبى الملك المرتل.. في مثل هذا اليوم من عام 1040 ق ، انتقل الملك العظيم والنبي القديس داود بن يسى إلى الراحة الأبدية. داود النبى الملك المرتل، المرنم بالمزامير والشهير بألحانه الروحية، كان اسمه يعني “محبوب” في اللغة العبرية. يعتبر ثاني ملوك بني إسرائيل، وأول من اتسم بسيرة فاضلة وعادلة بين ملوكهم. وُلد داود في بيت لحم، وكان ينتمي إلى سبط يهوذا.
داود النبى
اختاره الله ليكون ملكًا على بني إسرائيل بعدما عصى شاول بن قيس أمر الرب. فأمر الله النبي صموئيل أن يمسح أحد أبناء يسى كملك على بني إسرائيل. في البداية، توجه صموئيل لاختيار الابن الأكبر، الذي كان حسن المظهر وقوي البنية، ولكن الله لم يقبله وقال لصموئيل…
لا تنظر إلى منظره أو طوله، فقد رفضه الرب، إذ إن الإنسان ينظر إلى المظاهر الخارجية، أما الرب فينظر إلى القلب. حينما عرض يسى أبناءه أمام صموئيل النبي، اختار الأخير داود ومسحه ملكًا. ومع أن داود نال المسحة، لم يتسلّم الحكم مباشرة. لكن الرب كان معه في كل خطواته، وبفضل نقاء قلبه ووداعته تمكن من التغلب على شاول الملك، الذي حاول قتله عدة مرات.
داود النبى الملك المرتل
في إحدى المرات، خرج شاول لقتل داود النبى ولكن الليل أدركه فنام. اقترب داود منه بهدوء وقطع طرف جبته دون أذيته، ليظهر له أنه استطاع أن يمسه لكنه أبقاه حيًا (صموئيل الأول 24: 1-22). وفي مناسبة أخرى، وجد داود شاول نائمًا مرة ثانية، فأخذ رمحه وكوز الماء الذي كان بجانبه، لكنه لم يلحق به أي ضرر (صموئيل الأول 26: 1-25). وعندما حاول بعض إخوانه تحريضه على قتل شاول، رفض ذلك بشدة قائلاًحاشا له أن يمد يده إلى مسيح الرب!
وعندما جاءه رجل يبشره بمقتل شاول، ملك إسرائيل وعدوه، قائلاً إنه هو من وقف عليه وقتله، استاء داود بشدة. عبّر عن حزنه، ومزق ثيابه تعبيرًا عن الألم والغضب. ثم أمر أحد غلمانه قائلاً: “تقدم واقضِ عليه”، فنفذ الغلام الأمر وضرب الرجل حتى مات. لقد كان داود النبى الملك المرتل نبيًا مميزًا في عيون الله ومحط كرامة خاصة بين البشر، إذ اجتمعت فيه فضائل كثيرة، أبرزها التواضع. فقد كان نبيًا، ملكًا عادلًا، وصديقًا لله، لكنه لم يرَ نفسه سوى عبد صغير وحقير، حتى وصف نفسه في وقت من الأوقات بـ”الكلب الميت” و”البرغوث”. ورغم كل ذلك، شهد له الله قائلاً: “وجدت داود بن يسى رجلًا حسب قلبي“.
0 تعليق