أوضح الدكتور عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الجماعات الإسلامية، التي ظهرت في الفترة ما بين 1926 و1928، كانت قد تلقت دعمًا خارجيًا، حيث تأسست جماعات في الشام واليمن وأفريقيا، بما في ذلك جنوب أفريقيا، والأغرب من ذلك أن التمويل الذي كان يذهب لهذه الجماعات، كان يأتي من المخابرات البريطانية، في نفس الوقت الذي كان فيه حسن البنا يتلقى دعمًا ماليًا من جهات خارجية.
وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية، في المقابل، الفكر الجماعاتي يرفع شعارًا خاطئًا مفاده أنهم وحدهم من يمثلون الإسلام، وأنهم الوحيدون المخول لهم الوصول إلى السلطة في الدول الإسلامية، بينما من يخالفهم يعتبر خارجًا عن الإسلام، هذا الفكر يقوم على بعض الآراء الفقهية التي يراها أصحابها "موضوعية"، بينما هي في الحقيقة آراء شاذة هدفها الوصول إلى الحكم.
تابع: لا يوجد فكر يمكنه تصحيح فهم الجماعات للإسلام سوى الأزهر الشريف، الذي يمتلك محتوى علميًا أصيلاً متجذرًا منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام، الأزهر الذي أنجب قادة عظام مثل سعد زغلول ورافع الطهطاوي، قدم أفكارًا ومناهج فكرية أثرت في الأمة وأضاءت الطريق للأجيال.
وأشار الدكتور عبدالغني هندي أن هذه الجماعات تحاول اختزال الرسالة الإسلامية التي أُرسلت لإصلاح حال البشرية جمعاء، وهو ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" الرسالة الإسلامية رسالة عالمية بطبيعتها، وقد جاءت لتكون وسطية وموضوعية، تنطلق من التواصل والتعايش مع الجميع.
تحويل الإسلام إلى إيديلوجية متطرفة
وتابع : ما تقدمه هذه الجماعات يتنافى مع هذه المبادئ، حيث تحاول تحويل الإسلام إلى إيديولوجية متطرفة مقتصرة على فكرة واحدة: من يصل إلى السلطة من غيرهم يعد كافرًا. هذا التوجه يعطل فكر الإسلام الصحيح ويخرج به من سياقه المعتدل والمتوازن.
واستكمل: مثال على ذلك، ما حدث في سوريا أثناء احتفالات عيد الميلاد، حيث رأينا تصرفات تثير القلق حول كيفية تقديم الإسلام في سياقات متطرفة بعيدًا عن القيم الحقيقية التي يدعو إليها. في مصر، نحن نؤمن بسياسة ثقافية وحضارية تجعلنا نتمنى النجاح والاستقرار لجميع الدول العربية والشقيقة، بل نسعى إلى تعزيز روح التعاون والتفاهم بين الأمم.
0 تعليق