«مدينة الملائكة» تحت رحمة «الرياح الشيطانية»، خسائر أمريكية غير مسبوقة بسبب الحرائق (فيديو وصور)

الجمهور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد لوس أنجلوس الأمريكية المعروفة بـ«مدينة الملائكة» كارثة بيئية غير مسبوقة، حيث اندلعت حرائق غابات هائلة في مناطق مختلفة من المدينة، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وتدمير أكثر من ألف مبنى. 

وبالإضافة إلى ذلك، اضطر عشرات الآلاف من السكان إلى ترك منازلهم بسبب التهديدات المستمرة، وتعد هذه الحرائق واحدة من أسوأ الكوارث التي تعرضت لها المدينة، وتعكس بشكل صارخ تأثيرات تغير المناخ على المناطق الحضرية والريفية في ولاية كاليفورنيا.

000_36TA9EE_4751_094412.jpg

 

تهديدات متزايدة لكاليفورنيا

وفي ذات السياق، تواجه ولاية كاليفورنيا تهديدين بيئيين رئيسيين بسبب تغير المناخ: الجفاف المستمر وحرائق الغابات المدمرة

مع الزيادة المستمرة في درجات الحرارة العالمية، أصبحت الظروف أكثر ملائمة لانتشار الحرائق، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع في كاليفورنيا، التي باتت تعاني من جفاف طويل وحرارة شديدة، هذه الظروف تسهم في خلق بيئة مثالية لنمو الحرائق وتعرض حياة المواطنين للخطر.

 

خسائر حرائق لوس أنجلوس تتجاوز 50 مليار دولار

أعلنت الشركة الأميركية للخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الثروات "جي بي مورجان" أن الخسائر الناتجة عن حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا هذا الأسبوع قد وصلت إلى نحو 50 مليار دولار، مع توقعات بزيادة هذه الخسائر مع استمرار الحرائق وتوسع نطاقها.

تقديرات الخسائر 

وفقًا لتقديرات "جي بي مورجان"، فإن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحرائق في لوس أنجلوس قد زادت بأكثر من الضعف منذ يوم الأربعاء، لتقترب من 50 مليار دولار، مشيرة إلى أن هذا الرقم يعكس تزايد الأضرار الناجمة عن استمرار اندلاع الحرائق.

Gg4YOlwW8AAYEWY_4751_103607.jpg

أكثر الحرائق تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة

ومن جانبه، أفادت الشركة بأن الخسائر المؤمن عليها من حرائق هذا الأسبوع قد تتجاوز 20 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. 

وستتجاوز هذه الخسائر بكثير 12.5 مليار دولار التي سجلها حريق "كامب فاير" عام 2018، والذي كان حتى الآن الأكثر تكلفة من حيث الأضرار المؤمن عليها في البلاد.

 

 

تأثير تغير المناخ على مواسم الحرائق

وبالرغم من أن كاليفورنيا معتادة على حرائق الغابات المدمرة، فإن اندلاع النيران في فصل الشتاء الجاف يسلط الضوء على تأثيرات تغير المناخ في تغيير مواسم الحرائق حول العالم. 

وفقًا للبحوث العلمية، فإن أجزاء من تكساس وكاليفورنيا وأوريجون وواشنطن تشهد الآن زيادة ملحوظة في أيام الحرائق، حيث أصبح الموسم يمتد أكثر من ضعف ما كان عليه في الماضي. 

وتشير الدراسات إلى أن فصول الشتاء الجافة وبداية الربيع المبكر وذوبان الثلوج هي نتاج ارتفاع درجات الحرارة.

AP25008714949899_4751_103639.jpg

 

العوامل التي تفاقم من أزمة الحرائق

وتعتبر رياح "سانتا آنا" الشهيرة بـ«الرياح الشيطانية» في كاليفورنيا أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في انتشار الحرائق بسرعة. 

وتنطلق هذه الرياح الجافة والساخنة، التي عادة ما تهب بين شهري سبتمبر ومايو، من الصحاري المجاورة في يوتا ونيفادا، وتضرب جنوب كاليفورنيا بسرعة تصل إلى 160 كيلومترًا في الساعة، مما يساهم في خفض الرطوبة ويزيد من شدة الحرائق. 

كما تعمل هذه الرياح على تسريع انتشار النيران وتحد من قدرة فرق الإطفاء على السيطرة عليها.

847021_4751_094440.jpg

 

تأثير الجفاف المستمر على الحرائق

على الرغم من أن ولاية كاليفورنيا شهدت فترات من الأمطار في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا الشتاء كان جافًا بشكل غير عادي. 

ومنذ مايو الماضي، سجلت مدينة لوس أنجلوس فقط 0.3 بوصة من الأمطار، مما أسهم في جفاف الأرض وزيادة انتشار الحرائق، الباحثون يعزون هذا الجفاف المستمر إلى تغير المناخ، الذي يعيد تشكيل نمط الأمطار ويدفع الولاية إلى ظروف أكثر قسوة في مواجهة الكوارث البيئية.

تغير المناخ يطيل موسم الحرائق في جميع أنحاء العالم

ومن جانبه، تُظهر حرائق الغابات الحالية في لوس أنجلوس التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على مواسم الحرائق في جميع أنحاء العالم. 

وأصبحت الأماكن التي كانت تشهد حرائق بين الحين والآخر، مثل كاليفورنيا وأستراليا، الآن تشهد فصول حرائق أطول وأكثر تدميرًا. 

وتستدعي هذه الكوارث ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتداعيات تغير المناخ على البيئة والحياة البشرية.

_98253727_8afb5bb2-4_4751_094453.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق