اقرأ في هذا المقال
- • إدارة بايدن أوقفت في أوائل عام 2024 مؤقتًا ترخيص منشآت تصدير الغاز المسال الجديدة
- • حملة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الانتخابية تبنّت زيادة استخراج النفط والغاز
- • صادرات الغاز المسال من أميركا الشمالية ستبلغ أكثر من الضعف في السنوات الـ4 المقبلة
- • بصمة غازات الاحتباس الحراري للغاز المسال هي على الأرجح الأسوأ من أيّ وقود أحفوري
تتسبب البصمة الكربونية للغاز المسال في جعله أحد أكثر قضايا الطاقة إثارة للجدل، ويعود ذلك إلى كمية الانبعاثات الصادرة عنه.
وينطلق ذلك على الوقود المستعمَل في الطهي وعلى الغاز المسال الذي تحمله الناقلات وتشحنه عبر المحيط، حسب مقابلة طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبعد ضغوط نشطاء المناخ، أوقفت إدارة الرئيس جو بايدن في أوائل عام 2024 مؤقتًا ترخيص منشآت التصدير الجديدة، بسبب البصمة الكربونية للغاز المسال.
وطعن في هذا القرار تحالفٌ من الولايات التي يقودها الجمهوريون أمام المحكمة، وتحوّل إلى دعاوى قضائية لعدّة أشهر.
ترمب يعتزم زيادة استخراج النفط والغاز
تبنّت الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب زيادة استخراج النفط والغاز، بالإضافة إلى الموافقة على تراخيص التصدير لمشروعات الغاز المسال الجديدة.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن صادرات الغاز المسال من أميركا الشمالية ستبلغ أكثر من الضعف في السنوات الـ4 المقبلة.
وقد يكون لهذا التوسع نتائج مناخية كارثية، وفقًا لبحث حديث لعالم النظم البيئية لدى جامعة كورنيل الأميركية، روبرت هاورث، الذي وجد أن البصمة الكربونية للغاز المسال الأميركية أعلى بنسبة 33% من الفحم.
مقارنة البصمة الكربونية للغاز المسال
درس عالم النظم البيئية لدى جامعة كورنيل الأميركية، روبرت هاورث، طريقة مقارنة الغاز المسال المصدر من الولايات المتحدة مع الغاز الطبيعي المستعمَل في البلاد، وكذلك مع أنواع الوقود الأحفوري الأخرى التي يمكن استعمالها في بلدان المقصد، من حيث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتوصّل هاورث إلى أن بصمة غازات الاحتباس الحراري للغاز المسال تُعدّ -على الأرجح- الأسوأ من أيّ وقود أحفوري.
وأكد أنها أسوأ من الغاز الطبيعي المستعمَل محليًا، عدا عن كونها أسوأ من الفحم في معظم البلدان، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشار إلى أن إنتاج ونقل الغاز المسال يُعدّ عملية صناعية ضخمة للغاية تطلق ثاني أكسيد الكربون، وكميات كبيرة من انبعاثات الميثان.
وقال، إن الميثان أقوى من ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 100 مرة خلال وجوده في الغلاف الجوي.
وأوضح أن الانبعاثات الصغيرة من الميثان خلال إنتاج الغاز الصخري وتسييل الغاز الطبيعي وحرقه بوساطة الناقلات، تتراكم، لتزيد بشكل كبير من بصمة الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، مقارنة بثاني أكسيد الكربون.
هل الغاز الطبيعي وقود انتقالي؟
قال عالم النظم البيئية لدى جامعة كورنيل الأميركية، روبرت هاورث: "لنعد إلى الوراء، وننظر إلى مفهوم ما إذا كان الغاز الطبيعي وقودًا انتقاليًا أم لا".
وأوضح أن هذه الفكرة نشأت قبل 25 عامًا، وأطلقها موظفو التسويق والعلاقات العامة في شركات النفط والغاز الكبرى.
وهناك جانب من الحقيقة في ذلك لدى مقارنة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند حرق الفحم بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند حرق الغاز الطبيعي، للحصول على الكمية نفسها من الطاقة.
وأضاف أن هذا جزء فقط من القصة، لأن الغاز الطبيعي يتكون في الغالب من الميثان، ولا يمكن تطويره واستعماله دون انبعاث جزء منه غير محترق في الغلاف الجوي.
وأكد أن كميات صغيرة، 2% من الوقود المنبعث، غير المحترق في الغلاف الجوي تفاقم عواقب غازات الاحتباس الحراري.
وأردف أن أفضل دليل في الواقع هو أن بصمة غازات الاحتباس الحراري للغاز الطبيعي والفحم متماثلة تقريبًا.
وذكرَ هاورث أنه "دُحِضَت فكرة أن الغاز الطبيعي هو وقود انتقالي في المنشورات العلمية منذ 10 إلى 15 عامًا، والسبب الوحيد الذي يجعلنا ما نزال نتحدث عنها هو تلك الحيلة التسويقية لقطاع النفط والغاز".
تصدير الغاز المسال
يرى عالم النظم البيئية لدى جامعة كورنيل الأميركية، روبرت هاورث، أنه قبل عام 2016، كان تصدير الغاز المسال غير قانوني.
لذلك، ضغط قطاع الغاز المسال بقوة لتغيير القوانين والسماح بالتصدير.
وقال هاورث: "نحن الآن أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، ونحو ربع جميع شحنات الغاز المسال في العالم يأتي من الولايات المتحدة".
وأضاف: "تُعدّ انبعاثات الميثان المرتبطة بذلك سببًا جوهريًا لزيادة الميثان في الغلاف الجوي على مستوى العالم، وهذا يفاقم بشكل كبير أزمة المناخ التي نواجهها".
وبيّنَ أن "أغلب الزيادة في صادرات الغاز المسال في الولايات المتحدة جاءت من ساحل الخليج، من المواني في ولايتَي لويزيانا وتكساس، وأن المجتمعات هناك تشعر بذلك".
وتطرَّق هاورث إلى تصدير الغاز المسال الأميركي إلى أوروبا بسبب أزمة الهجوم الروسي على أوكرانيا، وأكد أن ذلك كان بمثابة اضطراب كبير في استعمالهم للغاز الطبيعي.
وأوضح أن "صادرات الغاز المسال من الولايات المتحدة ساعدت على المدى القصير في اجتياز ذلك الشتاء الأول أو الثاني".
كما قال: "أوروبا كانت تبتعد بسرعة كبيرة عن الغاز الطبيعي، وليس لديها طلب متزايد على هذا الوقود"، وأن "إنتاج أوروبا من الكهرباء، ينتقل بسرعة إلى مصادر متجددة، وقد نشروا المضخات الحرارية بمستوى غير مسبوق، لذلك انخفض استعمالهم للغاز الطبيعي في التدفئة بشكل حادّ على مدى العامين الماضيين".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق