شهد سوق التوفيقية وسط القاهرة حادثًا مأساويًا عندما اندلع حريق هائل في مول “الغريب” مخلّفًا وراءه خسائر فادحة وأجواء حزينة هذا السوق الذي كان يومًا نابضًا بالحركة والصخب تحول إلى كومة من الأنقاض يغطيها دخان كثيف تاركًا أهله في حالة من الصدمة والفقد.

السحابة السوداء رماد أحلام وأرزاق في التوفيقية 

السحابة التي خلفها الحريق ليست مجرد دخان عابر بل هي رماد أحلام وآمال أناس أمضوا أعمارهم في هذه السوق وجوه الباعة التي كانت تعلوها الابتسامات تحولت إلى ملامح يكسوها الحزن والانكسار أحد أصحاب المحال قال بصوت متهدج وهو يقف أمام بقايا متجره “كل شيء ضاع” وكانت الأنقاض التي يقف أمامها تحمل يومًا إطارات ورفوفًا ودفاتر بيع وذكريات عمر بأكمله الآن يقف عاجزًا أمام هذا الخراب لا يعرف من أين يبدأ أو إن كان بإمكانه البدء من جديد.

أصحاب المول خسائر بالملايين

أما أصحاب مول “الغريب” الذي التهمته النيران بالكامل فقد وقفوا بلا حيلة أمام الركام الذي كان يمثل لهم حلمًا تحول إلى سراب كانوا يتحدثون بصوت منخفض عن خسائر تقدر بالملايين وعن عائلاتهم التي فقدت مصدر رزقها وعن طموحات كانت ترتكز على هذا الصرح الذي تحول إلى ركام.

الرعب يسيطر على الشوارع المحيطة

في الشوارع المحيطة بالسوق خيّم الصمت على المحلات التي أغلقت أبوابها خوفًا من امتداد النيران جلس أصحاب المتاجر على الأرصفة يتبادلون النظرات القلقة بينما كان رجال الإطفاء يكافحون لساعات طويلة وسط الدخان الكثيف والحرارة المرتفعة.

رائحة الحريق بقيت عالقة في الأجواء تحمل معها ذكرى مأساوية الأطفال الذين كانوا يلعبون في الأزقة توقفوا عن الركض وكبار السن الذين اعتادوا الجلوس على أطراف الطرقات جلسوا يحدقون في السماء السوداء بحزن عميق كأنهم يودعون هذا المكان الذي كان جزءًا من حياتهم اليومية.

التحقيقات مستمرة لمعرفة الأسباب

تواصل قوات الأمن تحقيقاتها لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحريق وفيما ينتظر أهالي السوق نتائج التحقيق يبقى الجميع بين الأنقاض يحاولون البحث عن أمل جديد يعيد لهم مصدر رزقهم وحياتهم.