خففت حركة حماس من موقفها بشأن بعض شروطها الأساسية لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة، بعد جهود مكثفة من الوسطاء للتوصل إلى اتفاق، حسبما ذكرت مصادر قريبة من المفاوضات.
ونقلت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية، عن مصادر مطلعة قولها إن المقترحات الأخيرة لوقف الحرب تتضمن هدنة مدتها 60 يوما تتعهد خلالها حماس بالإفراج عن بقية الإسرائيليين وغيرهم من الرهائن الذين تحتجزهم منذ أكتوبر 2023، عندما هاجم مقاتلوها جنوب إسرائيل، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص وخطف 250 آخرين وإشعال حرب غزة المستمرة منذ 15 شهرا.
ووصل مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى إسرائيل أمس السبت لإطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على حالة المفاوضات.
وتوجه “ويتكوف” إلى إسرائيل بعد يوم من اجتماعه مع كبير المفاوضين القطريين، رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن، لمناقشة "آخر التطورات في المنطقة، وخاصة الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة"، بحسب وزارة الخارجية القطرية.
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن نتنياهو أمر رئيس الموساد وجهاز المخابرات الداخلي (الشين بيت)، وكذلك المستشار السياسي أوفير فالك، بالتوجه إلى الدوحة للمساعدة في التوصل إلى اتفاق محتمل بشأن الرهائن.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن ، الذي يغادر منصبه في وقت لاحق من الشهر الجاري، الخميس، إن "تقدما حقيقيا" تحقق في محادثات غزة، في حين حذر ترامب حماس مرارا وتكرارا من أنها ستدفع "ثمنا باهظا" إذا لم تفرج عن الأسرى المتبقين قبل تنصيبه في 20 يناير .
وقالت مصادر إن حماس ستفرج عن ثلاثة رهائن كل أسبوع في مقابل إطلاق سراح مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وتريد حماس إعادة انتشار القوات الإسرائيلية خارج المراكز الحضرية خلال عملية الإفراج.
ولكن حماس ترفض تلبية طلب إسرائيل بتقديم قائمة بأسماء جميع الرهائن قبل بدء عملية التبادل.
كما تظل إسرائيل تعارض إطلاق سراح عدد من كبار الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة بتهم تتعلق بالأمن، وفقاً للمصادر.
ووافقت حماس بالفعل على مطلب إسرائيلي يقضي بمغادرة الأسرى وعائلاتهم للأراضي الفلسطينية والعيش في المنفى في الخارج بعد إطلاق سراحهم.
كما أبدت الحركة استعدادها لقبول ضمانات شفوية من الوسطاء ـ الولايات المتحدة وقطر ومصر ـ فضلاً عن تركيا بأن إسرائيل ستواصل المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد انتهاء الهدنة المقترحة.
وكانت الحركة قد طالبت في السابق بضمانات مكتوبة.
ووافقت حماس أيضا على تأجيل حل الخلافات المتبقية مع إسرائيل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق التي تبدأ عند انتهاء الهدنة المستمرة منذ 60 يوما.
ومن بين هذه الأسباب إصرار إسرائيل على الحفاظ على مناطق عازلة في الأطراف الشرقية والشمالية لقطاع غزة، وهو الأمر الذي قالت مصادر في حماس إنها مستعدة لتحمله لفترة من الوقت إلى أن يتم حله في وقت لاحق.
يتجمع فلسطينيون لتلقي الطعام الذي يتم توزيعه على طول الطريق في مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة في 11 يناير، وفقا لوكالة فرانس برس.
وتأتي أحدث الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في وقت قتل فيه أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة وأصيب أكثر من ضعف هذا العدد، وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة. كما نزح غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسبب الحرب، التي خلفت مساحات كبيرة من المناطق المبنية تحولت إلى أنقاض.
كانت الهدنة الوحيدة في حرب غزة في أواخر نوفمبر 2023، عندما سكتت المدافع لمدة أسبوع. وخلال تلك الهدنة، أطلقت حماس سراح نحو مائة رهينة في مقابل عدة مئات من السجناء الفلسطينيين.
0 تعليق