في صباح هادئ كعادة بلدة زايدة الصغيرة، الواقعة بإقليم ميدلت، تحول الوضع إلى فوضى ودماء عندما وقعت جريمة مروعة اليوم الأحد، هزت الساكنة وأثارت موجة من الصدمة والذهول.
رجل خمسيني أقدم على قتل عامل مطعم بدم بارد، وأصاب زوجته بجروح خطيرة، قبل أن يحاول إنهاء حياته، في مشهد أقرب إلى دراما مأساوية، وذلك بسبب خلاف حول “المصروف”، وفق المعلومات الأولية التي وفرتها مصادر مطلعة لهسبريس.
وحسب المعلومات ذاتها فإن المعتدي، المعروف بين ساكنة زايدة باسم “الصحراوي”، دخل إلى أحد المطاعم حيث تعمل زوجته، ليجدها منشغلة بتنظيف المكان، وكانت لحظات قليلة كافية لتحول الحوار بينهما إلى مواجهة صاخبة، إذ بدأت الزوجة ترد على اتهاماته بالصراخ، وسط دهشة من كانوا في المكان.
وتضيف المعلومات ذاتها أن الأمور لم تتوقف عند هذه النقطة، إذ تدخل العامل الضحية المعروف بـ”الفقيه”، الذي كان يشرف على مشواة في المطعم ذاته، محاولا تهدئة الأمور، وهي خطوة كلفته حياته؛ فبغضب عارم بدأ الرجل الغاضب في مواجهة العامل، متهما إياه بالتغرير بزوجته، لتتحول المواجهة الكلامية إلى مشاجرة عنيفة انتهت بمأساة.
استل المشتبه فيه سكينا متوسط الحجم، كان يحمله معه، ووجه طعنات قاتلة للعامل، الذي سقط أرضا غارقا في دمائه، وسط ذهول الحاضرين؛ ولم يكتف بذلك، بل وجه السكين نحو زوجته التي حاولت الفرار، مسددا إليها طعنات متفرقة أصابتها بجروح خطيرة، قبل أن يخرج من جيبه قارورة تحتوي على مادة كيميائية حارقة (الماء القاطع)، ويشربها في محاولة للانتحار.
الواقعة التي حدثت في وضح النهار جذبت العشرات من ساكنة بلدة زايدة الذين هرعوا إلى المكان فور سماعهم بالأمر. أصوات الصراخ، والدماء التي غطت الأرض، وحالة الذعر التي أصابت الجميع، جعلت الحادثة حديث الساعة في البلدة الصغيرة، حيث تساءل الجميع عن الأسباب الحقيقية التي دفعت المعني إلى ارتكاب هذه الجريمة المروعة، بين من يرى أنها ناجمة عن الغيرة المفرطة، وآخرين رجحوا وجود شكوك في الخيانة الزوجية، وغيرهم ممن تحدثوا عن وجود خلاف حول المصروف اليومي.
عناصر الدرك الملكي بزايدة وصلت إلى مكان الحادث فور تلقي البلاغ، مرفقة بعناصر الوقاية المدنية، فتم تطويق المكان ونقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي لإجراء التشريح الطبي، فيما نقلت الزوجة المصابة والمعتدي الذي كان في حالة حرجة إلى المستشفى لتلقي العلاج، قبل أن يتم توجيه الأخير إلى المستشفى الجامعي بفاس لخطورة وضعه الصحي.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن المشتبه فيه كان يعاني من حالة غضب شديدة بسبب خلافات أسرية، إلا أن الأسباب الحقيقية ودوافع الجريمة مازالت قيد التحقيق تحت إشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرشيدية.
0 تعليق