شهد أحد أكبر حقول الغاز في العالم توقف الإنتاج من إحدى منصاته، جراء عطل فني يعوق العمل بشكل طبيعي، وفق تحديثات قطاع الغاز عالميًا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأجبر هذا العطل شركة بي بي البريطانية على إيقاف الإنتاج مؤقتًا من منصة بحقل شاه دنيز في بحر قزوين؛ في قرار يُقال إنه مرتبط بقرار أذربيجان وقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى صربيا.

وأكدت الشركة أن العطل الفني في خط الأنابيب تحت سطح البحر لم يتسبب في أضرار بيئية أو المساس بسلامة المنصة وخط الأنابيب.

ويُوصف حقل شاه دنيز بأنه أحد أكبر حقول المكثفات الغازية في العالم، وأكبر اكتشاف غاز على الإطلاق لشركة بي بي.

تعليق الإنتاج في أكبر حقول الغاز

أعلنت شركة بي بي في أذربيجان، يوم 10 يناير/كانون الثاني 2025، تعليق الإنتاج في منصة شاه دنيز ألفا (SDA) التابعة لها، بعد مشكلة فنية في خط أنابيب تحت سطح البحر، يُستعمل للتعامل مع نقل المكثفات الغازية بين المنصة ومحطة سانغاشال.

وأشارت الشركة البريطانية إلى أن "المنصة وموظفيها والمرافق المرتبطة بها آمنة تمامًا"، مشددة على أنها تعمل على حل المشكلة واستئناف العمليات الطبيعية في أكبر حقول الغاز خلال أسرع وقت ممكن"، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ومن جانبه، أكد رئيس صربيا ألكسندر فوشيتش، أن أذربيجان أبلغت بلاده بتعليق عمليات تسليم الغاز اليومية بمقدار 1.7 مليون متر مكعب، بسبب مشكلات فنية.

وجاء ذلك بعد يوم واحد فقط من فرض الولايات المتحدة مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا، استهدفت شركة النفط والغاز الصربية، نفطنا إندوستريجا صربيا (NIS)، بسبب علاقاتها مع روسيا.

وتمتلك شركة غازبروم الروسية وغازبروم نفط نصيب الأسد في الشركة (56.15% من الأسهم)؛ في حين تمتلك حكومة صربيا حصة 29.8% في شركة نفطنا إندوستريجا صربيا، بحسب ما نقلته منصة "أوفشور إنرجي" (Offshore Energy).

وتستهدف أحدث مجموعة من العقوبات المالية التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية قطاع الطاقة الروسي؛ إلا أن شركة "نفطنا إندوستريجا صربيا" لديها مخرج، إذا توقفت عن التعامل مع روسيا بحلول 12 مارس/آذار، وغيّرت هيكل ملكيتها.

وقال رئيس صربيا ألكسندر فوتشيتش: "سنحمي مصالحنا بأي ثمن.. ليس هناك أي سبب لقلق المواطنين.. لن يكون هناك نقص، ولن تكون هناك كارثة اقتصادية"، معربًا عن أمله في استئناف الإمدادات في غضون شهر أو شهرين.

في غضون ذلك، ستستعمل صربيا احتياطياتها من الغاز، بعد أن خفّضت اعتمادها على الغاز الروسي في عام 2023 من خلال إبرام صفقة مع أذربيجان.

ويأتي قرار أذربيجان بقطع إمدادات الغاز عن صربيا، في أعقاب توقف إمدادات الغاز إلى بلغاريا مؤخرًا، التي عُلِّقَت أيضًا لأسباب فنية بدءًا من 7 يناير/كانون الثاني 2025.

ووفقًا لشركة بلغارغاز إنرجي (Bulgargaz Energy)، كان من المتوقع استئناف إمدادات الغاز في 11 يناير/كانون الثاني 2025 إلى بلغاريا التي قطعت علاقاتها بالغاز مع روسيا في أبريل/نيسان 2022.

احتياطيات أكبر حقول الغاز في العالم

وفق قاعدة بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يقع حقل شاه دنيز -الذي يُعد أحد أكبر حقول الغاز في العالم- في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين.

وقد اكتُشِفَ الحقل في عام 1999؛ إذ دخلت اتفاقية الاستكشاف والتطوير وتقاسم الإنتاج لمنطقة شاه دنيز المحتملة، الموقعة في 4 يونيو/حزيران 1996، حيز التنفيذ في 17 أكتوبر/تشرين الأول 1996.

وتُقدَّر احتياطيات حقل شاه دنيز بنحو تريليون متر مكعب من الغاز، و243 مليون طن من المكثفات.

ويشمل هيكل ملكية الحقل شركة بي بي البريطانية بوصفها المشغل بحصة 30%، ولوك أويل الروسية بحصة 20%، وشركة تباو التركية (TPAO) بحصة 19%، وشركة ممر الغاز الجنوبي (SGC) بحصة 16%، وشركة "نفطيران إنترتريد" الإيرانية (NICO) بحصة 10%، وشركة إم في إم المجرية (MVM) بحصة 5%.

وفي الأرباع الـ3 الأولى من عام 2024، أنفقت بي بي وشركاؤها نحو 1.78 مليار دولار في نفقات التشغيل ونحو 582 مليون دولار في نفقات رأس المال على أنشطة شاه دنيز، وكان معظمها مرتبطًا بالمرحلة الثانية من مشروع شاه دنيز.

وفي الأشهر الـ9 الأولى من عام 2024، أنتج الحقل 20 مليار متر مكعب قياسي من الغاز، وأكثر من 3 ملايين طن (نحو 26 مليون برميل) من المكثفات، من منصتي شاه دنيز ألفا وشاه دنيز برافو.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية لمرافق شاه دنيز نحو 80.7 مليون متر مكعب قياسي من الغاز يوميًا، أو ما يقرب من 29.5 مليار متر مكعب قياسي سنويًا.

حقل شاه دنيز

بما أنه طُوِّرَ على مرحلتين؛ فإن المرحلة الأولى من مشروع حقل شاه دنيز (SD1) تشمل حفر 11 بئرًا، وبناء المنصات، ومحطة سانغاشال، وخط أنابيب جنوب القوقاز (SCP) الذي يبلغ طوله 692 كيلومترًا إلى تركيا.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يُنقل الغاز المنتج في شاه دنيز عبر خطوط أنابيب تحت الماء إلى محطة سانغاشال، على بُعد 55 كيلومترًا جنوب باكو على ساحل بحر قزوين.

وبينما يُسَلَّم جزء من هذا الغاز من محطة سانغاشال إلى خط أنابيب سوكار المتصل بشبكة الغاز الوطنية في أذربيجان، يُصَدَّر جزء آخر عبر خط أنابيب جنوب القوقاز.

وبعد بدء مبيعات الغاز الأولى في عام 2006، شُغِّلَ خط أنابيب باكو-تبليسي-أرضروم في عام 2007؛ ما مكَّن أذربيجان من بدء تصدير الغاز إلى جورجيا وتركيا.

ويُقال إن التطوير الكامل لشاه دنيز، أو المرحلة الثانية من شاه دنيز (SD2)، هو أحد أكبر مشروعات الغاز وأكثرها تعقيدًا.

وقد أضافت المرحلة الثانية 16 مليار متر مكعب من الغاز و105 آلاف برميل من المكثفات، إلى القدرة السنوية للمرحلة الأولى من مشروع شاه دنيز البالغة 11 مليار متر مكعب من الغاز و60 ألف برميل من المكثفات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: